فاطمة .. تحتويها البلاد التي أوغلت في العويل بقلم عمر الدقير

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 07:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-26-2017, 02:26 PM

عمر الدقير
<aعمر الدقير
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 27

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فاطمة .. تحتويها البلاد التي أوغلت في العويل بقلم عمر الدقير

    02:26 PM August, 26 2017

    سودانيز اون لاين
    عمر الدقير-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    الموت هو قَدَر الإنسان وشرطه الأرضي، تلك هي سنة الله في خلقه، لكن تبقى ذكرى الإنسان بعد موته بقدر ما قدَّم وأسهم به في مسيرة الحياة والأحياء .. بعض الناس يتحدون فكرة الغياب ويمتزج موتهم بالبقاء أو فيه كثيرٌ من البقاء .. يستسلمون للمشيئة الحتمية ويلبُّون نداءَ الرحيل الأخير، لكنهم يتركون أثراً لا يزول وسيرةً عصيةً على النسيان يزداد بها سطوع حضورهم في أقصى الغياب.

    رحلت الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم عن هذه الدنيا، لكنها قالت كلمتها بوضوحٍ شديدٍ قبل أن تُحمَل على أعواد المنايا وتستبدل بظهر الأرض بطناً .. قالت كلمتها عبر مسيرٍ طويلٍ حافلٍ بالجسارة ومترعٍ بالنضارة ومحتشدٍ بالكدح النبيل والعطاء الجزيل في ساحات العمل السياسي والنضال الوطني .. مضت إلى جوار ربها ومضت إلى ذاكرة الوطن حكاية امرأةٍ شامخة كتبت بسيرتها بعضاً من صفحات تاريخه وفصولاً من قصة حلمٍ بحياةٍ كريمة.

    صَعْبٌ على المرء أن يفي بحقِّ قامةٍ سامقة كما الراحلة العزيزة التي سارت خلف نعشها جموعٌ غفيرة، بقلوبٍ حزينة، حتى مثواها الأخير في مقابر البكري بأمدرمان .. ومع ذلك فإنَّ أوجز ما يمكن أن يُقال أنها خلَّفتْ وراءها سيرةً تنضح عطاءً غير مجذوذ، وتختزل من أبهى ما قدَّم فردٌ لخدمة وطنه وشعبه .. كانت صادقةً مع نفسها ومع شعبها ومع الحياة، جسَّدت بسيرتها ما آمنت به، وسخَّرت كلَّ ما تملك من طاقة لتحقيق ما ترجوه لوطنها وشعبها حتى غدت أيقونةً في تاريخنا الحديث.

    لقد اختارت فاطمة، بطوع إرادتها، طريقاً من يمشي عليه كمن يمشي على الجمر .. انخرطت في صفوف النضال الوطني منذ بواكير الصبا، وظلت تطوي عقود السنين واهبةً حياتها بلا مساومةٍ ولا منٍّ ولا أَذى في سبيل ما تؤمن به وما تحلم به لوطنها شعبها .. أدركت ما لها وما عليها، لكنها تحمَّلت ما عليها أولاً، ترمُّلاً وحرماناً وسجناً وتشريداً، وظلت راكزةً وصامدةً في أحلك الظروف وأصعبها، يوم اهتزت الأرض تحت أقدام رفاقها قادة الحزب الشيوعي بعد إجهاض حركة يوليو 71 في تلك الايام المُعَفَّرة برائحة البارود والمصبوغة بلون الدَّم .. لكنَّ أولئك القادة، ومن بينهم زوجها الشهيد الشفيع أحمد الشيخ، أجبروا أرجلهم على الثبات في مستنقع الموت وأظهروا شجاعةً تصل حدَّ الأسطورة وهم يُساقون إلى المشانق وساحات الإعدام، مردِّدين هتافهم الأثير "عاش نضال الشعب السوداني".

    صحيح أنَّ الثمن الباهظ الذي دفعته الفقيدة خلال مسيرة عطائها في ميادين العمل العام كان مرتبطاً بانتسابها للحزب الشيوعي السوداني، لكنَّ عطاءها لم يكن صادراً عن عصبيةٍ حزبية أو تحجّرٍ عقائدي، بل كان موصولاً بالجذور العميقة لشعبها وبالمياه الجوفية المشتركة بين مكوناته .. كانت سودانيةً في مخبرها ومظهرها، خرجت من رَحِم هذا الواقع ومن صميم هذا الطين .. ولذلك لم يكن غريباً هذا الإجماع الوطني على ريادتها وجسارتها وتقدير عطائها .. ولم يكن غريباً، حين نعاها الناعي، أن ينتشر الحزن في أرض الوطن ويغطي بجناحيه السماء.

    لقد قُدِّر لفاطمة أن تعاصر كلَّ عهود الحكم الوطني في بلادنا .. شهدت لحظة ميلاد الاستقلال وحملت الهمَّ والهاجس، وعايشت الأحلام الموؤودة .. عايشت فاطمة وجيلها كل النظم التي تعاقبت على الحكم، منذ الاستقلال، سواء كانت نظماً ديموقراطية لم يسمح لها أن تبلغ سن الرشد أو نظماً شمولية جثمت على الصدور لسنواتٍ طوال .. لقد حلم ذلك الجيل والأجيال اللاحقة بتأسيس دولة مستنيرة تشكل بوتقةً ذكية لانصهار التنوع ورشد إدارته استناداً على قواعد المواطنة والعدالة والمساواة والحريّة وكرامة الانسان .. دولة تحمي أهلها من الحروب والانتهاكات والفقر والمرض وكلِّ غوائل الدهر، وتوفِّر لهم حياة حرةً كريمة وتوجه البوصلة صوب المستقبل والتنمية والبناء وانجاز النهضة .. لكن للأسف جاءت رياح الواقع بما لا تشتهي سفن الأحلام، فقد تعاقبت أجيال السودانيين وحكاية وطنهم تراوح بين مأساةٍ مضحكة وملهاةٍ مبكية،
    وظلَّ مسيرهم دائرياً والخطى لا تُفضي إلى أبواب، وكأنَّما قدَّموه من تضحياتٍ في سبيل الحرية والحياة الكريمة يماثل ما فعله القدِّيس مونت كريستو حين بذل جهداً كبيراً لإحداث ثُقْبٍ في جدار زنزانته كي يتسلَّل منه ويهرب، لكنه وجد نفسه في زنزانةٍ مجاورةٍ أضيق مساحةً وأشدُّ رطوبة .. بقيت كل الأسئلة الكبرى دون مخاطبة جادة وواعية إلى يومنا هذا، وكأنَّ نظاماً معرفياً يشبه نظام الموجات المتعاقبة التي تتكسر على الشاطئ ولا تمكثْ هو ما ظلَّ سائداً طوال عهود الحكم الوطني، حتى انتهينا إلى أكثر العهود فشلاً وبؤساً، هو نظام الانقاذ الذي ساس بلادنا على مدى ثمانٍ وعشرين عاماً كل عامٍ منها يجرُّ معه ذيلاً مبلولاً بالدمع وبالدم.

    لقد انسربت خواتيم سنوات عمر الفقيدة بعيداً عن الوطن الذي أحبَّتْ، وها هي تعود إليه جسداً مسجىً في تابوت لتُدفن تحت ثراه، قريباً من ضلوع السابقين من أسلافها .. عادت لتجد وطناً مثلوماً بسيف الاستبداد، أنهكته سياسات خرقاء أبْهَظَتْ كواهل أهله بحمولات الشقاء والعناء وأوصلته إلى شفا جرفٍ هار .. أُلْحِدَتْ فاطمة في مقابر البكري قبل أن يتحقق حلمها بإيواء الأطفال المُشرَّدين الذين طالما سال دمعها سخيناً وهي تستذكر افتراشهم الأرض ومبيتهم على الطَّوَى .. وقبل أن ترى هذه الأقدام التي تسعى في الشوارع والساحات وهي تضرب الأرض غضباً حتى يتفصَّد عرق الأرض وتقاوم هذا اليباب.

    يقول الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي في رثاء صديقه الكاتب وحيد النَّقَّاش: "لماذا شربتَ الشَّرابَ نقياً، وماذا رأيتْ؟ .. ولماذا رجعنا جميعاً، وأوْغَلْتَ أنتْ؟"، ولعلَّ حجازي بتساؤله هذا يشير إلى أنَّ هناك من يعتريهم التعب أو يدْهَمهم الخوف أو يصيبهم اليأس فيعودون من أول الطريق أو منتصفه، وهناك من يواصلون المسير حتى يصلوا للهدف النبيل أو يَرِدوا حياض الموت .. يستطيع المُنصِف أن يشهد لفاطمة أنَّ مسيرها كان على طريقٍ صَعْبٍ جميل، لم تزحزحها عنه المفاوز الوعرة والمنحنيات الخطرة، حتى وافتها المنية.

    لكِ الرحمة والمغفرة، وسلامٌ عليكِ يا فاطمة ..

    "لا يحتويكِ الغيابُ ولا يحتويكِ الرحيلْ
    تحتويكِ البلادُ التي أوغلتْ في العويلْ"



    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 25 اغسطس 2017

    اخبار و بيانات

  • مسلحون ملثمون يقتحمون منزل وكيل النيابة الأعلى بربك
  • مجموعة إمارتية تنفذ مشروعات بنى تحتية بالخرطوم
  • الملك سلمان يوجه باستضافة أسر شهداء الجيش السوداني باليمن
  • التعليم العالي :لا مكان لدارسي المنهج الأجنبي في الجامعات الحكومية
  • حسبو محمد عبد الرحمن: ضحايا النزاعات القبلية بدارفور مائة أضعاف قتلى الحروب
  • مطالب أميركية بحكومة أكثر شفافية ومسؤولية في جنوب السودان
  • الخرطوم ترفض دروس الوصاية بشأن التطبيع مع إسرائيل
  • زعيم حزب الأمة القومي السوداني: لا تطبيع إلا بعد رد الحقوق وندين موقف مبارك
  • فاطمة أحمد لإيقونة السودان الأخيرة


اراء و مقالات

  • عثمان ميرغني الكوز ... الولاء دائما للتنظيم بقلم شوقي بدري
  • المسرح عندما يكون أسودا بقلم بدرالدين حسن علي
  • إسرائيل ليست الأفظع في معاداتها للعرب والمسلمين من بني جلدتهم ومرحباً بالتطبيع ..!!؟؟ بقلم د. عثمان
  • جواب جُرْحك نسّانى ملامحكَ بقلم ابراهيم امين مؤمن
  • حادثة الطبيب السوداني في السعودية : الكلام لنا جميعا لنستفيق ونرضي بخلقنا الذي خلقنا الله
  • عيد الجبايات ...!! بقلم الطاهر ساتي
  • كلام الناس بقلم عبد الله الشيخ
  • التطابق والتحالف بين الأصولية المسيحية واليمين السياسي الأمريكي واللوبيات اليهودية في الصراع العربي
  • جرائم حرب : تحالف النظام السعودي دمَرالمرافق الحيوية ونشر الكوليرا وزرع الموت في اليمن!!
  • الضحية والجلاد بقلم د. عمر القراي
  • الشريف عبود : الفارس الذى ترجل!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • رجال حول الوزير.. بقلم عبدالباقي الظافر
  • الخلاف والاختلاف بقلم الطيب مصطفى
  • لا تفكر !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • ® باكر بعود القاش π√ ، بقام / دفع الله ود الأصيل
  • للتاريخ والحقيقة فقط بقلم سري القدوة
  • السودان بين التغيير والتقسيم بقلم الطيب محمد جاده
  • نطالب باعادة محاكمة نظاميين من جهاز الأمن في قضية عطا المنان حسن رحمة في محكمه مختصةً

    المنبر العام

  • سود ... نعم. عبيد ... لا .
  • فاطنة السمحة كيف بس ؟
  • فكوا المصريين مسكوا في الفلسطينيين!
  • مبارك الفاضل يدفع ببهية لقراءة التلمود فى حارة اليهود؟! ... صور
  • يشهد الله بعدك يا شقيقي العوض المسلمي كل شئ في الدنيا مسخ علي وأولها هذا المكان
  • المكروه في حديث المحبوب معتصم الاقرع
  • الضحية ... والجلاد!!! بقلم د. عمر القراي
  • لسان حال بعض الاتحاديين : الماعايز الميرغنى اليشوف ليهو حزب تانى
  • كيفية حساب احتياجيات بيتي من الكهرباء بالكيلو واط والجنيه
  • لماذا صمت علماء وشيوخ السعودية عن دعوة الرئيس التونسي لمساواة المرأة بالرجل خاصة في الميراث وفي ...
  • غالبا ما يكون المستشار الفريق طه عثمان وراء هذا الأمر الملكي السعودي
  • وزير بريطاني يتهم الاخوان بـ”اخفاء أجندتهم المتطرفة” في مصر
  • Tchaikovsky "Dumka" -عزف الموسيقار ابراهيم ياجى
  • باركوا لينا .. كندا ستصدر جوازات للجنس الثالث .. !!!
  • محاضرة الأستاذة زينب بلندية بواشنطون / تقديم الأستاذة نايلة حسن محمد أحمد 4/6/2013 (Video)
  • عودة الاخ دينق !!!
  • الحاجة نور عبدالرحيم (مكنش) في ذمة الله
  • أبطال الدعم السريع .. رجال والرجال قليل .. شكراً السيد نائب الرئيس .. وشكراً والي الخرطوم
  • جبريل إبراهيم محمد يكتب عن جمع السلاح من أهل دارفور

    Latest News

  • Collecting arms in Darfur top priority, says Sudanese president
  • 24 MSF Facilities Damaged, Looted in South Sudan
  • Sudan-American cooperation in the field of scientific research
  • Darfuri student leader held after exams
  • Assembly speaker invites his Kazakh counterpart to visit Sudan
  • Farmers raped, murdered, driven from Darfur farms
  • Sudan, S. Sudan Conclude Technical Talks on Oil File
  • Extreme heat fells two more in Port Sudan
  • Sudan renews commitment to implement presidential initiative on Arab food security























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de