تجعل السياسة الإسلاميين في موقف حرج؛ الاختيار بين التمسك بالمبادئ والمصالح التي تضع ثوابتهم ومسلماتهم المعادية لاميركا وأوروبا على المحك؛ حينما يعادون الغرب شفاهة ويتعاملون معه في الواقع بتوثيق العلاقات الاقتصادية والسياسية، وهو ما يثبت عمليا حقيقة انتفاء علاقة الدين بالدولة.
تفضح علاقات المملكة العربية السعودية مع الغرب تناقض الخطاب الديني لمؤسساتها الآيدلوجية التي تحرم تواصل - المشركين - ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم - وسياساتها الانتهازية التي تعتمد على المصالح وتبادل المنافع.
العربية لغة الاسلام الذي يعتبر جزء أصيل من مكون العرب الثقافي، بل ثقافتهم التي يجبرون الناس على اعتناقها بذريعة الجهاد وتطبيق الشريعة الإسلامية السلفية التي تتخذ من العنف والإرهاب الفكري وسيلة لتحقيق طموحات اقتصادية وسياسية كما يتجلى في منهج مايسمى تنظيم الدولة الإسلامية.
ويبرز احتكار عائلة خادم الحرمين الشريفين للسلطة والثروة وبما فيها إدارة مناسك الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية استغلالها الإسلام الذي أصبح جزء من أصول المملكة العربية السعودية وملك للاسرة الحاكمة.
وتحتفظ المملكة العربية السعودية بما يكفي من الثروات لتدمير الفقر في العالم الاسلامي بشكل مطلق غير ان المستضعفين وفقراء المسلمين يعتمدون على الدعاء والتسول وسيلة لتجاوز محنهم وتجاهل اليأس وفقدان الأمل بسبب العوز والفقر المدقع.
مايجمع بين الحركة الاسلامية في السودان ومملكة آل سعود المصالح التي أجبرت إيران على الإنشقاق عن السنة وتشكيل المذهب الشيعي، وهنا نلاحظ طغيان الولاء العرقي على الدين الذي يتمظهر في الصراع بين الفرس والعرب.
ويتجلى حقيقة الدين بكونه حماية المصالح السياسية والاقتصادية في سياسة عائلة خادم الحرمين الشريفين بالمملكة العربية السعودية التي تحتمي بالغرب وتتسلح باسلحته المتطورة لقتال الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، ومساندة المعارضة السنية المتطرفة في سوريا.
ومنذ اختطاف الحركة الإسلامية السلفية السلطة في السودان اضحت تتبنى سياسية متهورة بخلق وتغذية الازمات بين المواطنين والطوائف وذلك لاضعاف المعارضة بغية السيطرة المطلقة على السلطة فيما دخلت في صراع وهمي مع اميريكا انتهى بالتحالف مع الغرب في مكافحة الارهاب والتطبيع مع إسرائيل.
وقضى الجيش السوداني الذي يشارك في عملية عاصفة الحسم بقيادة المملكة العربية السعودية، منذ تأسيسه مايفوق الخمسة عقود في قتل السودانيين فيما الأنظمة المتعاقبة على سدة الحكم منذ جلاء البريطانيين تعمل ضد مصالح البلاد، التفريط في السيادة الوطنية ووحدة البلاد بفصل الجنوب والتنازل عن مثلث حلايب؛ ولكن اية مصلحة تقضي إرسال السودانيين للقتال خارج أرضهم التي تحتل اثوبيا ومصر أجزاء منها؟؟
ويحول الصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران السودان المنضم حديثا لدول مجلس التعاون الخليجي والمحسوب على السنة إلى امارة سعودية تاتمر بامر الملك سلمان الذي وضع البشير بلاده تحت تصرفه وهو مايتجلى في سياسة حزب المؤتمر الوطني، التي تقدم مصالح المملكة على مصالح البلاد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة