مازالت القصّة الكاملة لبناء السدود، ومآلاتها، فى السودان " الشمالى"، لم تروى بعد .. وأعنى مشروعات (( دال وكجبار والشريك ومروى ))، فالحكومة - من جهة- تواصل مُخططها وبإصرار عجيب على التنفيذ، رغم نصح الناصحين - ومن بينهم، " مواطنين"، لا " رعايا " من بنى جلدتها الحزبية - بأنّها مشاريع فاقدة الجدوى، وأنّ ضررها أكثر نفعها، رغم (البروباقاندا) المجانية، المبذولة فى وسائط الإعلام الحكومى، عن الفوائد المزعومة من إنشائها، ولكن من يقنع الحكومة التى أثبتت فى كل مشاريعها " التنموية " أنّها تعنى بـ(تنمية ) جيوب سماسرتها وكبار مسئوليها، وليس إنسان السودان البسيط. فمع كل مشروع، هناك حلقة مسكوت عنها من الفساد والإفساد، لا شك، سيأتى اليوم الذى تتّضح و تنكشف فيه، خفاياها، منها أسرار عقودات مشاريع السدود. و خبايا قصص ظُلم " التعويضات" المجحفة.. وهذا، وذاك، جهد مطلوب ومنتظر من منظمات المجتمع المدنى - وبخاصة - المعنية بقضايا الفساد و الشفافية، كما هو مطلوب من الصحافة النزيهة، والحرة، والمستقلة، رُغم تضييق الرقابة الأمنية، وسياسة الخطوط الحمراء و" البنفسجية" !. فى الجهة الثانية، هناك قصص المقاومة، والصمود البطولى، لسكان تلك المناطق، وهو صمود أُسطورى، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، بعضه موثّق، بحذر شديد واغتضاب مُخل فى الصحافة الرسمية، وبعضه منشور فى الميديا الإجتماعية، والصحافة الجديدة والبديلة، فيما مازال يبقى أكثره مخبوء فى صدور الرجال والنساء والشباب من الجنسين، الذين سطّروا الملاحم وراء الملاحم، فى المقاومة السلمية والتصدّى، لخطط التهجير، وهذا يحتاج لجهود إضافية فى التوثيق، حتّى لا يضيع أجر من أحسن عملا. هناك قصص المقاومة السلمية من وقفات احتجاجية ومسيرات و رسائل مناصرة مكتوبة ومسموعة مرئية، مصممة بطريقة جاذبة، تؤدّى الغرض المطلوب منها، فى مواجهة العنف المادى والمعنوى الذى تواجه به الدولة وأجهزة الأمنية والشرطية، طلائع المحتجين، من قادة رأى ومجتمع مدنى، وجماهير عريضة، آمنت بالتعبير السلمى، فى مناهضة قيام مشاريع السدود، التى أُقيمت دون اشراك ومشاركة المجتمعات المحلية، فى مسألة من صميم حقوقهم. الواجب يُحتّم على الجميع، توثيق مقاومة " عنف السدود"، الذى تنفذه الأجهزة القمعية، وهوعنف ممنهج، ومقصود منه كسر الإرادة الجماعية، للتعبير عن المظالم والدفاع عن الحقوق، ومنها إرادة الجماهير التى توحدت فى حركة مناهضة السدود. فليتواص مشروع مناهضة السدود، بكافة الوسائل السلمية، وهو حق من حقوق الإنسان، كفلته المواثيق الدولية، وقديماً قيل " ما ضاع حق ، وراءه مُطالب".. ومشوار المائة ميل، يبدأ بخطوة. والتحية لصمود الأهالى، فى وجه القمع والإستبداد، وكل التقدير للجهود الراجحة المبذولة فى التنظيم، والتعبير، والتنوير، و" التثوير".. وهذه دعوة للمزيد من التنظيم، ولتنسيق أكبر فى جهود التوثيق للمقاومة، التى تستحق أن يعرفها الناس أجمعين، إذ مازالت هناك قصص لم تُروى بعد.. ويبقى - دوماً وأبداً- الحق أبلج، والباطل لجلج. فيصل الباقر [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة