نَعُود مَرَةً أخرى لهواية التعليقات الصغيرة على الأخبار، بدلاً عن المعلقات المطولة حول موضوع واحد. ولنبدأ بالزميل يوسف عبد المنان في "المجهر"، فقد كتب مُنتقداً صحيفة "السوداني" لأنّها نشرت حديثاً على لسانه أدخله في مشاكل مع زملائه في "المجهر". وهو يقول إنه تحدث بصورة شخصية مع مُحرِّرة "السوداني" وليس بغرض النشر. وأظن أنه كان يُمكن أن يتعامل مع الأمر بصورة أفضل من التي كتب بها، واستكثر على الصحيفة أن يذكر اسمها وفضّل فقط أن يقول "صحيفة فلان". كان يُمكن للزميل يوسف أن يرسل توضيحاً للصحيفة المذكورة، كما يُمكنه تصحيح الواقعة في زاويته اليومية، مع شئ من الاحترام لروح الزمالة. الصحف كتابٌ مفتوحٌ أمام القراء، وهم يُحاسبوننا على الخلافات والجدال الذي يَحدث بين الزملاء، فعلى الأقل يُمكننا أن نُدير خلافاتنا وحواراتنا بطريقة أفضل تحفظ لنا احترامنا وسط القراء. الأستاذ صديق يوسف من أكثر السياسيين تهذيباً واحتراماً للناس والصحافة، مع كامل الاحترام له استرعى انتباهي حوارٌ له بالزميلة "الجريدة" تحدث فيه عن الخلافات داخل نداء السودان وقوى الإجماع الوطني، نَفَى فيه عَزمهم على فصل القوى التي اختلفت معهم وعَزَمَت على التوقيع على خارطة الطريق. وقال رداً على سؤال الصحيفة "ليس لدينا فصلٌ ولا نرتكب الجرائم الخاصة بالفصل والبتر، وهذه لن تحل قضية الوطن"... الله؟ أو لم يفصل الحزب الشيوعي بعض قادته قبل أيام؟ عُموماً أنا لا أرى الفصل والبتر من عضوية الأحزاب والتحالفات جريمةً، إن كانت لها أسباب قوية ومُقنعة، لكن إن كان الأستاذ صديق يراها جريمةً فكيف وَافَقَ على ارتكابها في حزبه؟. في زميلة أخرى قرأت عنواناً يقول إنّ أمريكا والاتحاد الأوروبي يدعمان مرشحي السودان لمفوضيات بالاتحاد الأفريقي، أدهشني العنوان ببساطة لأنّ أمريكا والاتحاد الأوروبي ليسا عضويْن بالاتحاد الأفريقي. ثم قرأت في متن الخبر إنّ مسؤولاً حكومياً قابل السفير الأمريكي بأديس الذي أكّد "عدم مُمانعة بلاده لوجود مرشح من السودان". هل عدم المانعة في وجود مرشح من بين مرشحين كُثر يعتبر دعماً؟ ثم هل يُمكن أن تعترض أمريكا على وجود مُرشح من بلد ما؟ الطبيعي إن كان لأمريكا تأثيرٌ كبيرٌ على مَسألة تكوين مفوضية الاتحاد الأفريقي أن تعمل من خلف ستار على دعم المُرشح الذي تريده وإسقاط من لا تريده، وليس الاعتراض على وجوده كمرشح. في الأخبار أنّ محكمة المال العام بمجمع محاكم الخرطوم ستبدأ في محاكمة السيد محمّد حاتم سليمان في منتصف أغسطس، هذا يعني أنّ النيابة بعد التحقيق والتحري اقتنعت بأنّ هناك قضية تستحق الدفع بها للمحاكم، وإلاّ كانت قد شطبت البلاغ. إذاً أين الكيد والترصد يا جماعة؟ "جماعة دي تشمل ناس كتار!". قبل أيام وأنا أستمع لراديو السّيّارة سمعت تصريحاً مُتكرِّراً منذ سنوات، "أعلن ....... أنه أكمل استعداده لمُواجهة الأمطار والسيول المُتوقّعة في فصل الخريف". ليس لديّ تعليق، غير أنّ رد الفعل الطبيعي هو المُطالبة برمي التصريح وصاحبه في أقرب خور، وكان الله يحب المحسنين. altayar.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة