جامعة أديس أبابا أقامت (مُنتدى الكرامة الأفريقية) وكرّمت أمس رئيس الجمهورية المشير عمر البشير.. وفي الرابع من يونيو 2009 زار الرئيس أوباما جامعة القاهرة ومنها ألقى خطابه الشهير وعنوانه (بداية جديدة) استهدف به العالم الإسلامي كله.. الجامعات هي عُنوان الأمم، الوجه المُشرق الذي تُحاول كل أمة أن تفخر به وتُبجِّله بأدوار قومية وربّما دوليّة.. فأين من هذا جامعة الخرطوم التي تأسّست قبل جامعة أديس أبابا بنصف قرن كامل.. يحزنني جداً أن يكون لنا اهرام مثل جامعة الخرطوم، تاريخٌ معتقٌ واسمٌ زَاهٍ وعقد شرف يزدان بأنصع أسماء العلماء والنجوم الذين تخرجوا فيها.. ومع ذلك تبدو الآن مجرد (مدرسة الخرطوم للتعليم المُجرّد من الأدوار الوطنية).. على الرغم من أنّ هذه الجامعة هي التي في يوم من الأيام ترأست وأشرفت على "مؤتمر المائدة المُستديرة" الشهير الذي وضع لَبنَات حل قضية جنوب السودان في العام 1965م. لمصلحة مَن تحنط واحدة من أعتق الجامعات الأفريقية والعربية؟.. ولا تظهر في الأخبار إلاّ في الملمّات حين ما تجتاحها أعاصير العُنف الطلابي وتؤدي إلى إغلاقها لشهور طويلة.. جامعة الخرطوم تحوّلت إلى (منطقة مُهَمّشة) منزوعة الهمّة القومية.. حتى إذاعتها لا تستوقف سمع أحد، هل سمع أحدكم بـ(إذاعة جامعة الخرطوم)؟ وأصبحت في الذهنية السودانية مجرد (شارع ومحطة مواصلات).. وطُلاب نُجباء نصطفيهم من خيرة المُتفوِّقين في امتحان الشهادة السودانية ينتهي الاحتفاء بهم بانتهاء إعلان القبول في الجامعات السودانية.. لمصلحة مَن يقزَّم دور جامعة الخرطوم رغم مكانتها الفاخرة في تاريخ وطن فاخر؟ كُنت كتبت أكثر من مرة أحاول بث الهمّة لإسناد دور وطني يتجاوز (الطباشيرة والسبورة) لجامعة الخرطوم.. لتكون أكثر من مجرّد مجمع أكاديمي لإنتاج الأجيال القادمة.. تماماً على النسق الذي جعل الرئيس أوباما يختار جامعة القاهرة مَنصةً ليخاطب منها العرب والعالم الإسلامي أجمع.. لكن – و وا فجيعة لواكن البلد الملكون دائماً - في مرة أرسل لي مسؤول الإعلام في الجامعة خطاباً شديد اللهجة يحذرني من مُحاولة الترويج لتوسيع دور جامعة الخرطوم إلى أبعد من العملية الأكاديمية.. لماذا – مثلاً - لم يسند لجامعة الخرطوم أمانة الحوار الوطني.. على الأقل لتمنح المنصب حصانة التجلة القومية الشعبية؟ لماذا لا يسند لجامعة الخرطوم رمزيات قومية.. – مثلاً - أن تكون دائماً في جدول زيارة أي رئيس أو مسؤول أجنبي رفيع للسودان.. وأن يخاطب الأمة السودانية من أمام مكتبة جامعة الخرطوم التي اتضحت المعلم التاريخي المرسوم في وجدان كل سوداني (ومطبوع على العُملة أيضاً).. إسناد بعض الأدوار القومية – ولو الرمزية - لجامعة الخرطوم يُوطِّد صلتها بالوجدان الشعبي ويزيد من وقار دورها الوطني حينما نحتاج لهذا الدور في المحكّات التاريخية اللئيمة.. مَن المسؤول عن (تعليب) جامعة الخرطوم؟ altayar
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة