لم يكن الاستحواذ على قطعة (ارض)في احد الاحياء الراقية او (فيلا)في قلب العاصمة هو من المعايير التي تضع القائد او المسوؤل بالدولة في خانة النزهاء ..او الشرفاء..خصوصا في ذلك الزمن الذي اعتلى فيه الفريق (عبود)والمشير (النميري)على سدة الحكم ..مما جعل بعض المواطنين يطلقون عليهما تلك الصفات الجميلة من صفات الوطنية المحضة وذرفوا الدموع لرحيلهما لان الثرى وارى جسديهما وهما في غاية (العوز)كما كانت ارصدتهما في البنوك وبجانب عدم اقتناءاهما لاي نوع من انواع (العقار)تلفها خيوط العنكبوت!! هذه الفئة من الشعب السوداني التي اطلقت مثل هذه الصفات النبيلة للقائدين الراحلين نست او تناست بأن الجرائم التي طفحت بسطح البلاد في تلك العهود الغابرة هي التي اودت بكل مكتسبات الدولة فكانت البداية الكبرى لانهيار كافة الاعمدة التي كانت تتكئ عليها الدولة في كل الاصعدة والمناحي والميادين الثقافية والفكرية والتعليمية والسياسية والاقتصادية والرياضية مما يؤكد ان عدم امتلاكهما لشواهق البنيان لا يغفر لهما ذلك الحجم الكبير من الوزر عبود وبسياسته الرعناء اهدر اموالا كثيرة من خزينة الدولة فيكفي كمثال واحد انه حينما ابرم اتفاقية مياه النيل لم تكن اللجنة التي تم تكوينها لهذا الغرض تملك القدرة والحصافة والعقلية التي تتبارى بها في النقاش مع اللجنة المصرية التي رضعت من اثداء القمر .. وكانت النتيجة القبول بمبلغ (10)ملايين جنيه مقابل تعويضات للمنطقة التي ستغمرها مياه السد العالي بينما كلفت عملية التهجير والتوطين للمنكوبين من وادي حلفا الى خشم القربة حوالي (40)مليون ..ناهيك عن عدم اغتنامها للكثير من الفرص مثل التاجير السنوي مقابل تخزين المياه في جزء من الاراضي السودانية .. والاستفادة من الطاقة الكهربائية لانارة المنطقة الشمالية .. وغيرها من المكتسبات في مثل هذه الحالات التي يمكن فيها ارضاخ اللجنة المصرية لكل الشروط لحاجتها الماسة لبناء السد لقد كان عبود بغبائه المستطير لا يملك اي قدر من المعلومات عن وادي حلفا ..لانه حينما زارها ذرف الدموع حسرة والما لضياع مثل هذه المنطقة بسحرها الاخاذ وطبيعتها الجميلة ونخيلها الباسقة وتألقها وتطورها في كل المناحي حيث كان يعتقد وكما تفوه بلسانه فيما بعد بأن هذه المنطقة عبارة عن جبال تتمدد من حولها مساكن من القطاطي والخيام وبيوت من الجالوص ..ومع ان نظام عبود ورث عائدات (القطن)لعامين بسبب اغلاق قناة السويس فأنه لم يستفد من هذه الثروة الكبيرة التي هطلت على خزينة الدولة بل اهدر اموالا طائلة في سبيل انشاء العديد من المصانع التي شابها الفشل الذريع مثل تعليب الفواكه في كريمة والبصل في كسلا والالبان في بابانوسا والكرتون في اروما ومضى في سياسته العرجاء لاستنزاف المزيد من الموارد المالية النميري لم يكن احسن حالا لانه ايضا من افرازات المؤسسة العسكرية التي جلبت للوطن عبر انقلاباتها العديد من المأسي والمحن والشدائد ..فكان قرار التأمين والمصادرة كارثة كبرى في حياة البلاد .. والسلم التعليمي جريمة ما زال الشعب السوداني يتجرع من كؤوسها والرياضة الجماهيرية قرار اكد على مدى عقلية القائد المتهور ناهيك عن ترحيل الفلاشا وغيرها من القرارت القميئة والتي ادخلت البلاد في جوف الدهاليز المعتمة كلاهما اجادا تكميم الافواه ..واغتيال العقول الفذة ..وفتح ابواب السجون لكل مناضل وثاب ..واشعال الحروب ..وافراز ارتال من الايتام والارامل والمعاقين حتى اصاب الوهن كل مفاصل الدولة وعم الفساد في البحر والجو والبر لعدم ادراك تلك القيادات للمعطيات الحقيقية لمعاني السياسة والاقتصاد ..ومع ذلك فأن (البعض)من المواطنين وربما بعاطفة جياشة سكنت في القلوب يرى بأنهما من انبل القيادات لانهما لم يركضا وراء امتلاك عمارات شاهقة او منازل فخمة في ارقى الاحياء .ج:0501594307 أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة