قبل أسابيع نشرت صحيفتكم، آخر لحظة، في زاوية (اخر محطة) أن رئيس أحد المجالس الحكومية سافر للمشاركة في مؤتمر عالمي في غرب أفريقيا.. بعد غياب بضعة أيام عاد المسؤول لمقر عمله بالخرطوم.. المفاجأة أن المسؤول لم يتمكن من اللحاق بذاك المؤتمر لأنه سافر متأخراً.. فضل المسؤول الاستجمام بالعاصمة أديس أبابا مع أحد أصدقائه الدبلوماسيين.. سألت أحد المصادر إن كان الشيخ الوقور قد أعاد النثرية المخصصة لذاك المحفل.. الإجابة تحتاج أن نختمها بعبارة (استغفر الله).أمس نقلت «آخر لحظة» أن الشيخ عمر سليمان رئيس مجلس الولايات غاضب من تعامل برلمان منطقة البحيرات مع الوفد السوداني الذي قاده شخصياً وزار مؤخراً كينيا.. وحسب الخبر أن برلمان البحيرات لم يستقبل وفد سليمان كما تقتضي قواعد الذوق والدبلوماسية.. لم يتم تخصيص فنادق لأعضاء الوفد باستثناء الرئيس.. ولكن ذات الخبر يحمل أسباب الجفاء.. السودان لم يسدد اشتراكاته في المنظمة والتي تقل عن المئتي ألف دولار.. هذا يعني أن دولة رئيس البرلمان يتوقع معاملة طيبة ومقعد (لوج) رغم أن دولتنا المحترمة لم تسدد رسوم الاشتراك.. المبلغ المذهب للاحترام زهيد ويقل عن نفقات ونثريات جيب لأي وفد سيادي يذهب في مهمة ولو لجزر القمر.رئيس مجلس الولايات دافع عن تزايد الإنفاق الحكومي وقال إن الذين يصفونه بالبذخ لا يعرفون عن السودان شيئاً.. وأضاف سليمان في جلسة لمجلس الولايات أن الحكم الفدرالي مكلف.. اعتقد أن رئيس البرلمان كان صادقاً في اتهامه لنا بأننا لا نعرف عن السودان شيئاً.. هذا الرجل كان على رأس وفد من أربعين مسؤولاً زاروا جنيف قبل شهر ونصف لمؤازرة وزير العدل في مجلس حقوق الإنسان.. لا أحسب أن هنالك وفداً بتلك الضخامة حتى من البلد المضيف سويسراً.. أغلب أعضاء مهمة جنيف استغلوا السانحة لقضاء منافع لهم من بينها زيارات دول أوربية أخرى للالتقاء بالأصدقاء وإعطاء العين حقها في الفرجة.ولأن رحلات السيد سليمان وإخوته باتت مرهقة للميزانية وموجعة لجيب دافع الضرائب، فقد أصدرت الحكومة حزمة من الموجهات المتعلقة بسفر شاغلي المناصب الدستورية.. بات الآن السفر يحتاج لإذن من رئيس الجمهورية ومن ثم مصادقة لجنة وزارية مصغرة..رغم أن مثل هذه التوجيهات التقشفية ليست جديدة.. مع كل موجة زيادات تخرج علينا الحكومة بقنبلة دخانية.. هل تتذكرون تخفيضات رواتب الوزراء.. ربما نسيتم الحكومة الرشيقة التي جاءت انسجاماً مع التقشف.. كل تلك التوجيهات السامية ذهبت مع مرور العاصفة.في تقديري.. الحكومة ليست جادة في سياسة التقشف.. الحكومة تريد من الشعب أن يربط أحزمة الجوع ثم يستمر كبار المسؤولين في تجوالهم الدولي.. لدينا في القصر الجمهوري خمسة مساعدين لرئيس الجمهورية يمر الشهر والشهران ولا نسمع لبعضهم خبراً.. وزارة الكهرباء وحدها بها أربعة وزراء ودونها بقليل وزارات أخرى مثل الخارجية والمالية ورئاسة مجلس الوزراء.بصراحة.. السفر للخارج بات واحداً من مصادر الفساد المستتر.. ابنة وزير سابق ساعدت والدها في الوزارة لمدة ليست طويلة سافرت إلى مشارق الأرض ومغاربها و يحمل جوازها تأشيرات أكثر من ثلاثين دولة.http://akhirlahza.info/akhir/index.php/2011-04-07-15-00-26/2012-03-22-12-59-12/57152----n.htmlhttp://akhirlahza.info/akhir/index.php/2011-04-07-15-00-26/2012-03-22-12-59-12/57152----n.html أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة