قال تعالى :"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" صدق الله العظيم .ذكرى أخرى .. وسنة جديدة تطوي صفحتها في مُسلسل البطولة والفداء الذي جسده ولا زال القابضون على جمر التحرير لسُّودان .. كل السُّودان .للحرية رجالها ولسودان الوطن والشعب فرسانها .. و لدكتور خليل القائد والثائر والإنسان حكاية تسمُوا على كل الجراح .. تلك الحكاية التي نظم فصولها في منبر التحدي على الأرض .. على مسرح التصدي للحُكم الغاشم .د.خليل الذي لم يكن الأول ولن يكون الأخير الذي قضى على مذبح الحرية لسودان النقاء والشرف والشموخ والإباء بل هو واحداً من جيش الشهداء الذين زكوا تراب الأرض بدمائهم الطاهرة .بالأخضر كفناه .. بالأحمر كفناه .. كـ لون الأرض في شتاء الوطن كفناه .. بزغرودة السودان الحب والعشق الإلهي كفناه .الشهيد المُمزوج بروح العطاء للأرض والإنسان هو خليل إبن دارفور المرسوم على جبهات التحدي .هو الكاسر الذي علت صرخته فصدح في الظلمات !هو إبن الثورة .. هو الشهيد الذي غاب ليبقى فينا روحاً تنشد الحياة .. هو أنا وأنت وكل الأغنيات !هو نوار اللوز وغصن الزيتون ونبع الصمود الذي لا يجف له طرف !فقدناك يا أبا إيثار .. فقدنا ثائراً ومناضلاً ورمزاً وإنساناً .. فأنت الثائر الأول .. مفجر الثورة في السودان في زمن التردي والهزيمة .. حيث زرعت في وجدان الشعب السودانى إيماناً عميقاً بالحرية وحتمية راسخة بالإنتصار .. فجرت في أعماقنا حب الوطن .. فكنت أول الرصاص .. وأعدت للأمة كرامتها في معركة الكرامة الخالدة .. زمن الهزائم والإنتكاسات .حاصروك .. وماحاصروك .. كنت تصنع الأمل .. وتخرج بالثورة أكثر تأججاً في وقت يكاد فيه اليأس يسيطر على الأفئدة .. فمن كرامة العز الى الصمود الأسطوري في أم درمان العظيمة .. حيث سطر جنودك بالدم القاني آيات من المجد والفخار على هام الزمان .حاولوا أن ينهوك .. وما أنهوك .. فبحنكتك السياسية وعبقريتك العسكرية .. قدت سفينة العز الى ميناء جديد للنضال حيث إقتربت من الحُلم .. وسألوك إذ كنت تغادر الغابة الى أين؟!فجاء صوتك مجلجلاً واثقاً الى أم درمان .. وما صدقوك .. ولكنك صدقتهم .. وإذ بك تعود إلى قلب العاصمة ومن أم درمان كنت توضع حجر الأساس للدولة السودانية العتيدة .فاوضوك.. فصمدت .. حاولوا أن يساوموك .. فأبيت .. كنت كالطود الشامخ .. متمترساً خلف الثوابت السودانية .. متمسكاً بحق الشعب السودانى في العودة وإقامة الدولة السودانية .حاصروك ثانية .. وما حاصروك .. بل أنت حاصرتهم وكنت دوماً تردد " يا جبل ما يهزك ريح " .ونحن إذ نودعك .. نستذكر سجلاً تاريخياً من النضال الوطني .. قدته بقدرة عالية .. جمعت فيه كل التيارات السياسية من أجل صياغة الإنتصار السوداني .نستذكر رمزاً وطنياً وثورياً وإنسانياً عظيماً .. فلقد شغلت مساحات واسعة على امتداد قلوب أبناء شعبك السُّوداني .. وكافة الأحرار في العالم .وعدنا لك .. أن تبق في قلوبنا .. أيها القائد الخالد .وعهدنا لك .. أن نسير على خطاك ، حتى ترى نهاية النفق بعيون أخوتك ،، ورفاق دربك ،، وقسمنا لك .. أن نحافظ على الإرث النضالي والوطني الذي تركته لنا حتى يرفع كل مضطهد ومُهمش علم السودانى الحُر على أسوار الهامِش . أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة