*تشيرشل اختاره البريطانيون أيام الحرب.. *ولما انتهت الحرب اختاروا آخر غيره لمرحلة البناء.. *فلكل مرحلة أناسها الذين يصلحون لها.. *والأول يناسب - كما نقول في بلادنا- مرحلة (هيع، يمين راجل).. *أما الثاني- كلمنت أتلي- فسياسي يتسم بالهدوء.. *وصحيح أن ونستون ترشح مرة أخرى ولكن بعد أن تعلم السياسة.. *بعد أن أدرك أن حياة الناس ليست كلها حروب.. *بعد أن علم أنها ليست -على الدوام- محض خطب حماسية ذات صراخ.. *فالشعوب المتطورة لا تميل لفكرة الحاكم (البطل).. *وهذا فرق مهم بينها وبين شعوب ما زالت تعيش بعقلية الإنسان الأول.. *فالشعوب المتخلفة تعلِّي من شأن (القوي).. *فهو في نظرها الملهم والمنقذ والمخلص الذي لا تستقيم الأمور بدونه.. *وقد يعظمونه ويقدسونه، بل ويؤلهونه.. *ورب العزة يعطينا مثالاً على ذلك بقصة فرعون موسى مع قومه.. *وكيف أنه استخف قومه هؤلاء فأطاعوه.. *ولكن مع تطور الوعي والعلم والسياسة تخلصت شعوب من هذه النظرة.. *وبقيت شعوب أخرى لا تزال تحت تأثير الجهل.. *لا تزال تعيش بعقلية الإنسان الأول (البدائي) في زماننا هذا.. *لا تزال أسيرة نغمة (هيع، يمين راجل).. *وهل الرجولة هذه تخترع أو تبتكر أو تكتشف؟.. *هل هي قادرة على صياغة دول على نمط أمريكا وبريطانيا وألمانيا؟.. *هل هي (قوية) لدرجة تحمل (الحرية)؟.. *الإجابة قطعاً (لا) بطول وعرض وحجم خيبات دولنا (المتخلفة).. *بل إن هذه القوى لا تتجلى إلا (داخلياً).. *هي (هيع، يمين راجل) على المواطن المسكين فقط.. *وربما لا يكون مسكيناً بما إنه ارتضى العيش بعقلية الإنسان الأول.. *ارتضى أن يكون تحت رحمة (القوي).. *ارتضى أن يكون شاة في قطيع يسوقه (القائد) إلى حيث يريد.. *والقوي الحق هو من يدير دولة بعقله لا (عضلاته).. *هو من يدّخر قوته للعدو الخارجي لا معارضي سلطته.. *هو من (يملك نفسه عند الغضب).. *ولذلك لم ينتصر عبد الناصر خارجياً رغم أسطورة قوته.. *ولم ينتصر صدام رغم دعايات جبروته.. *ولم ينتصر نميري على طائرة القذافي (الوحيدة) رغم صفة (أب عاج).. *وعيب أن يعيش البعض بذهنية (أجدادهم القدماء).. *أن يعيشوا بهذه الذهنية المتخلفة في عصر العلم والحرية والديمقراطية.. *أن يعيشوا تحت قوة الفرد عوضاً عن قوة الدولة.. *أن يعيشوا بلا (رجولة) وهم يصرخون: *(هيع ، يمين راجل !!!). assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة