:: قديما كان أهل السودان يطلقون على الأمراض (ألقاب شعبية).. وعلى سبيل المثال كانوا يطلقون على تورم الصفن لقب (كُوكا) .. و(الكوكا بتبين عند المخاضة)، من الأمثال الشعبية التي يضربها جيل السادة عبد اللطيف عشميق و مأمون حميدة و غيرهم من الذين نسميهم - مجازاً - بالمسؤولين في القطاع الصحي و مؤسساته ونقاباته واتحاداته .. وهم يقصد بهذا المثل أن المرء حين يخوض في الماء يضطر لرفع ثيابه، وعندها يظهر (داء الكوكا)..!! :: ومنذ السبت الفائت، نكتب و نحذر و نناشد من نسميهم بالمسؤولين في القطاع الصحي ومرافقه ونقاباته بأن هناك ( قضية )، ويجب التعامل معها بوعي ومسؤولية وعدالة قبل أن تتحول إلى ( أزمة).. ولكنهم، كالعهد بهم دائماً في الهروب من المسؤولية بالنفي والنكران، لم يستمعوا إلى المناشدة والتحذير.. بل تقاسموا عدم المسؤولية فيما بينهم ما بين ( صامت ) و (ناكر) و (مضلل).. نعم.. كل المسؤولين في القطاع الصحي - جاثما كان على موقع تنفيذي أو قابعا في منصب نقابي - خدعوا أنفسهم وضمائرهم قبل خداع الناس والسلطات العليا والصحف بالصمت والنفي والتضليل ..!! :: واليوم، بعد أسبوع من القضية، وبعد إنتقال آثارها إلى مشافي ولايات السودان الأخرى، يخرج عبد اللطيف عشميق رئيس اتحاد الأطباء ومامون حميدة وزير الصحة بالخرطوم وسمية أكد وزيرة الدولة بالصحة الاتحادية وآخرين من الذين نسميهم - مجازاً - بالمسؤولين إلى الإعلام ( مخلوعين).. لقد ظهرت ( كوكا الأزمة)، رغم محاولاتهم في تضليل الرئاسة وتكذيب وسائل الإعلام.. وترى الإرتباك والضعف في (عيونهم )، وتحس بها في أنفاسهم ومخارج حروفهم ..وما الإرتباك والضعف إلا من علامات (القيادة الفاشلة).. !! :: وعليه، من يثرثرون في الفضائيات اليوم هم من إفتقدو - في بداية القضية - شجاعة الإعتراف بها.. منهم من نفى للصحف، ومنهم من ضلل رئاسة الجمهورية، ومنهم من صمت وكأن الأمر يعني مرضى دولة أخرى.. ثم لاحقاً، أي بعد تحول القضية إلى أزمة، أفتقدوا عبقرية التعامل معها بحيث تكون هناك (حلول جذرية)..!! :: وإن كان إضراب الأطباء عن العمل - إحتجاجاً لتردي المشافي وغضباً لكرامته - قد يؤدي إلى موت المرضى كما يقول عبد اللطيف عشميق بعد أسبوع من الأزمة ، فكان من الأفضل له الحديث - قبل هذا الأسبوع - عن (تردي المشافي وكرامة الطبيب) باعتبارها الفعل المعيب والمؤدي إلى ( التوقف)..!! :: ولكن للأسف عشميق يؤثر المنصب النقابي على كرامة الطبيب وعافية المريض.. وبعد أن ظل صامتاً أمام الجريمة التي ترتكبها سياسة حميدة في ( حقوق الأطباء)، لا يزال كل همه ومبلغ علمه في قضية الساعة هو (إرضاء حميدة) .. أقبح ما في الحياة تزلف العلماء للسلطان طمعاً في (مناصب فانية)..!! :: وكذلك عندما تأخر والي الخرطوم عن إصدار قرار باقالة وزير الصحة ثم إحالة التقارير ذات الصلة بوزارته إلى نيابة المال العام، أي كما يطالب الرأي العام وأوصى المراجع العام، خرج وزير الصحة للناس قائلا : ( دا شغل سياسي، وأنا ماشي بعد شهرين)، أوهكذا خطى الهروب من جرائم السياسات التي أفرغت المشافي من (مناخ العلاج) .. رحمة بالناس والبلد، غادر اليوم، قبل الغد أو الشهرين، لتعود العافية إلى المريض والكرامة إلى الطبيب ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة