لقد حبانا الله تعالى بنعم عديدة منها موارد وثروات زراعية وحيوانية متنوعة حيث تتوفر الموارد المائية من انهار واودية وامطار ومياه جوفية واراض زراعية خصبة وواسعة وماشية واغنام وجمال ومراع طبيعية ممتدة ولذلك تكاد تكون منتجاتنا من اللحوم والخضروات والفاكهة صحية وبعيدة عن الملوثات البيئية والصناعية ومياه الصرف الصحي التي تروى بها المنتجات الزراعية كما هو حاصل في بعض الدول . ولكن المشكة الكبرى هي ثلوث هذه المنتجات الزراعية من خضروات وفواكه وحيوانية من لحوم حمراء وبيضاء في الاسواق المحلية وذلك بسبب سوء الحفظ والتخزين او التلوث بمراكز البيع والاسواق المركزية وأخص هنا السوق المركزي للخضر والفواكه واللحوم بالخرطوم والذي يعتبر اكبر مركز لذلك في السودان حيث يضم اكثر من 620 ثلاجة . ان ما حدث لسوق الخرطوم المركزي خلال هذه الايام من تلوث نتيجة لانفجار مياه الصرف الصحي واختلاطها بمياه الامطار يعتبر كارثة كبرى و مهدد خطير لصحة وحياة المواطنين بتناولهم لهذه المنتجات الملوثة او توالد الذباب والبعوض والحشرات ومن ثم انتقال الامراض وانتشار الاوبئة . لكن المصيبة الاكبر هي اللامبالاة وعدم الاهتمام وعدم الاكتراث من قبل المسؤولين الحكوميين للتصدي لهذه المشكلة ومعالجتها حيث كانت استجابتهم للتعامل مع هذا الحدث اقل ما يوصف به انه دون المستوى ولو كان لدينا نظام يحترم حقوق وصحة المواطن السوداني لتم اقالة وتقديم المسؤلين بولاية الخرطوم الى المحاكمة ولكن هل يمكن ان يحدث ذلك وبالطبع واقولها وبكل تأكيد لن يحدث ذلك لأن الحكاية كلها ( جايطة ) من أعلاها الى أسفلها وهذه الحادثة ما هي جزء مما لحق بالبلد من كوارث وتدهور في كل أنواع الخدمات على مستوى البلاد والى الله المشتكى . وبالطبع فان تلوث هذه اللحوم والخضروات والفاكهة لا تهم المسؤولين في الحكومة الاتحادية او الولائية ولن يتأثروا بذلك لان اللحوم والخضر والفواكه تأتيهم من الثلاجات العالمية من خارج الحدود أو مزارع داخلية خاصة بهم تربى فيها الخراف و( العجول ) وتزرع فيها الكثير من انواع الخضر والفواكه . وأكاد اجزم بان بعض المسؤولين يمكن ان يكون قد نسى تماما قصة السوق المركزي ومحاها من ذاكرته بسبب طول مكوثه في المنصب الحكومي الرفيع وتمتعه واسرته بامتيازاته اللامحدودة وكان الله في عون المواطن السوداني البائس الفقير . هاشم علي السنجك
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة