سأكشف هذا السر الخطير لأحزاب وحركات المعارضة.. بمناسبة اقتراب ساعة التوقيع على خارطة الطريق (المقترحة من أمبيكي).. أتعلمون لماذا غضبت الحكومة حد الانفجار من السيد الصادق المهدي عندما سافر إلى باريس ووقع (إعلان باريس) مع الجبهة الثورية.. في الجمعة 8 أغسطس 2014.. (الذي تصادف ذكراه الثانية نفس يوم انعقاد اجتماع قوى نداء السودان مع أمبيكي الأسبوع القادم). غضبت الحكومة حد اعتقال الدكتور مريم الصادق المهدي بعد عودتها من باريس وإرسال الوعيد تلو الوعيد للمهدي في مهجره الاختياري.. الغضب لأن توقيع (إعلان باريس) ببنوده المعروفة يمثل خرقاً خطيراً للمعادلة السرية التي ظلت الحكومة تحرص عليها باستمرار.. معادلة تحفظ للمعارضة حق اشهار الغضب وضخ التصريحات وبأهول ما تيسر.. لكن على شرط.. شرط واحد لا غير.. شرط أن لا تتمكن المعارضة من التحول إلى حالة (الفعل).. من حالة (رد الفعل) التي تتقوقع فيها.. كان (إعلان باريس) مفاجأة ليس في تفاصيله بل في كونه نقلة نوعية يجعل المعارضة لأول مرة في موقع (الفعل) ويجبر الحكومة على الانسحاب إلى خنادق (رد الفعل) فطفقت تطرز البيانات والاتهامات ضده.. الآن التاريخ يعيد نفسه.. بتوقيع قوى نداء السودان على (خارطة الطريق) تفتح الباب نحو ملعب متاح فيه (الفعل).. بشرط واحد حتمي.. أن تدرك المعارضة أنه وبانطلاق صفارة (خارطة الطريق) فإن العبرة بمن يتقدم في (الفعل) لا من ينتظر (رد الفعل) الكسول العاطل عن الهمة. في تقديري أن قوى (نداء السودان) تكسب أكثر لو تقوت بالمثل العربي (أن ترد الماء بماء أكيس).. فتعمل بمبدأ (أن ترد خارطة الطريق بخارطة طريق.. أكيس).. توقع على خارطة الطريق بعد أن ترسم لنفسها خارطة طريق لما يأتي بعد التوقيع.. وتدرك أن متغيرات الأوضاع في السودان باتت في حاجة ماسة لقراءة جديدة.. فخارطة طريق (أمبيكي) التي مضى عليها بضعة أشهر تغيرت فيها تضاريس الجغرافية السياسية في السودان.. وأصبح الوضع في حاجة حتمية لخارطة طريق جديدة.. لو أفلحت المعارضة في قراءة الوضع الراهن بمنتهى الذكاء.. فإن أمامها فرصة نادرة لن تتكرر للانطلاق بسرعة كبيرة نحو أهداف وغايات كانت (جميلة ومستحيلة).. وكلمة السر في (خارطة الطريق) الجديدة هذه هي الانتقال من (رد الفعل) إلى (الفعل).. بالحساب السياسي المجرد من الهوى، فإن الحوار الوطني نفسه هو أحد أكبر مشروعات الحكومة في إطار (الفعل) المفضي لوضع الآخرين في موضع (رد الفعل).. ولو استرجعتم كل تحركات وأقوال المعارضة منذ خطاب الوثبة في 27 يناير 2014 حتى اليوم لظهر جلياً أن المعارضة عاشت عامين ونصف من الغرق في شبر ماء (رد الفعل).. الآن الفرصة متاحة.. بموجب (أن ترِد خارطة الطريق.. بخارطة طريق.. أكيس)..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة