*كنا وقوفاً أمام القنصلية المصرية بالخرطوم ، حاولنا تفادي اوحال العاصمة الغارقة فى الطين والاوساخ المتخمرة ، صبية يصطفون ويتشاكسون ويعيشون عالمهم الذى وجدوا أنفسهم فيه كضحايا مجتمع لم يقدم لهم سوى أوجاع التشرد، أجلنا النظر كرة وكرتين ولفت الانتباه ذلك البرج الذى وقف مشرئبا سنين عددا دون ان يفهم احد شيئاً ، فعلمنا بعد السؤال انه مملوك لإتحاد الغرف التجارية ومن عجائب هذا الكيان ان إشتراك العضو الواحد فى العام خمسة الف جنيه اسمها رسم عضوية وليس مساهمة ، وهنالك رسوم سجلات المصدرين والمستوردين والجبايات التى لاتعرف الحدود ، وكلها لم تجعل من برج رجال الأعمال عملاً مكتملاً.. *وعندما أمعنّا النظر فى بدايات هذا البرج وجدنا أنه قد عرض العطاء وعند التنفيذ رسا على شركة بعينها ولكن التى تولت العمل هى الشركة الثانية فى العطاء ، فأين اختفت الشركة الفائزة؟ ولماذا لم تقم بالتنفيذ ؟ ومن هى الجهة التى قررت تسليم هذه الشركة العطاء وهى ليست الشركة الفائزة ؟ واين المراجع العام من هذه الممارسة؟أما من جهة أخرى فإن هذا البرج قد كُسرت له وديعة وبرغم هذا لم يكتمل ،واتحاد الغرف التجارية الذى يمثل واجهة لرجل الاعمال السوداني ، يعتبر جهة إيرادية قلما تجد لها مثيلاً فلا البرج إكتمل كواجهة للمدينة ولاهو ظل فضاء تتنفس فيه العاصمة المختنقة. * هنا يبرز السؤال للأمين العام لإتحاد الغرف التجارية الأستاذ/ يس حميدة ، بكل براءة وبحثاً عن إجابة للأسئلة التى تترى ، هل نعتبر هذا الإتحاد بكل رجال اعماله وشُعبه ومكوناته التى يمكن أن تنشئ خطة اسكانية وليس برجاً قد أعياه تكملة البرج طيلة هذه السنوات؟! فإن كان الأمر كذلك فتلك مصيبة ، وإن كان الوضع كما يحدث فى جلّ مؤسسات بلادنا من صراعات وتضارب مصالح وسيل مكايدات فالمصيبة أعظم ، والعجيب ان ملاك هذا البرج عملهم هو المال فلماذا لم تسال الجمعية العمومية عن السر الخفي الذى جعل هذا البرج متوقفاً كل هذه المدة بينما نمت بعده ابراج ؟! *قد نجد بعض العذر من حالة الكساد الاقتصادي ولكن هذا الكساد لن يكون شماعة لكل الإخفاقات ، ونحن إذ نتناول هذا الصرح لأنه مال عام من المفترض ان نسهر على متابعته بل وحراسته فى وقت نرى فيه المال العام يعانى الهدر المنظم وتقارير المراجع العام تجعلنا نضع يدنا على قلبنا واليد الأخرى على جيوبنا خشية ان يراها بعض الناظرين نظرتهم للمال العام الذى إستباحوه بدم بارد ،فى عهد القطط السمان والمفاسد الأُخر ..وسلام يااااااااوطن.. سلام يا كلف الإنقلاب الفاشل فى 15يوليو الماضي الإقتصاد التركي حوالي 90مليار يورو ) عندما قرأت جدتى الرقم خبطت على صدرها وتمتمت قائلة بسيطة نحنا حقنا كلفنا وطن ، والاتراك يحمدوا ربهم لاقالوا ليهم رئيساً لاحبيساً !! وسلام يا.. الجريدة الخميس 4/8/2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة