في ٢٥ سبتمبر من العام ٢٠١٥ كان الأمير الكويتي طلال الفهد الصباح يفض رسالة مهمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم.. لم يهتم رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم بالإنذار الموجه لاتحاده لغل يد الدولة من التدخل في الشأن الرياضي..لكن صباح يوم ١٥ أكتوبر أي بعد ثلاثة أسابيع كان الشعب يفيق على صدمة تجميد اتحاد الكرة الكويتي .. ذاك كان يعني تجميد كل النشاطات الرياضية الخارجية.. بل لم تتمكن الكويت حتى من استضافة كأس الخليج (٢٣). قبل أيام تلقى اتحاد كرة القدم السوداني رسالة من (الفيفا) تطلب منح الاتحاد الحالي مهلة إضافية إلى نهاية أكتوبر القادم..المهلة كان غرضها حسب اجتهادي البحث والتدقيق إن كانت الحكومة أو أي من مؤسساتها تمارس التدخل السافر أو المستتر في أعمال اتحاد الكرة أو انتخاباته القادمة..التعامل مع رسالة الاتحاد الدولي شابه غموض كثيف .. لكن الثابت أن اللجنة المنظمة للانتخابات انقسمت على نفسها ..أربعة من سبعة فقط رأوا إقامة الانتخابات في موعدها المحدد سلفاً وهذا يعني تجاهلاً لنداء (الفيفا). أمس الأول عقدت المنافسة المنقوصة.. بل تم نقل موقع الاقتراع إلى مكان آخر.. حدثت مشاجرات تم فيها استخدام الأيدي ..في النهاية غاب الفريق المنافس وأجريت الانتخابات وفاز الجنرال المدلل من قبل الحكومة بمنصب رئيس الاتحاد.. نحو ثلث الأصوات غاب عن المنافسة..بل من الممكن أن يدعي الغائبون جهلهم بموقع الانتخابات الجديد الذي تم تحديده بين غمضة عين وانتباهتها.. إثبات أن الفريق عبدالرحمن سر الختم نال دعماً حكومياً ليس أمراً صعباً..الرجل كان وزيراً للدفاع وتنقل بين أميز المحطات الدبلوماسية ..بل إن علاقته الخاصة بكبار رجالات الدولة لا تحتاج إلى شاهد. صحيح أن مهمة الدفاع عن الاتحاد السابق في غاية الصعوبة ..أغلب قادته بمن فيهم معتصم جعفر جاءوا إلى مواقعهم بدعم تنظيمي من الحزب الحاكم ..السجلات المالية لم تكن ناصعة البياض.. كثير من الاتهامات تلاحق رموز هذا الاتحاد.. بل إن بلاغات جنائية قيدت في المحاكم.. حتى في صحائف الإنجاز لم يحقق اتحاد معتصم جعفر سوى الهزائم المتتالية..لو كان المعتصم رجلاً يحترم نفسه وقاعدته لقدم استقالة مصحوبة باسترحام.. لكن لعبة الكراسي في السودان لها قواعد تخالف الوجدان السليم والذوق الراقي. كانت الحكومة والحزب الحاكم في أكثر من مرة يؤكدان أنهما لن يتدخلا في الملعب الرياضي ..سمعتها شخصياً من الفريق بكري حسن صالح عند أزمة الهلال في الدوري الممتاز..بل حتى اللحظات الأخيرة كانت الحكومة تنأى بنفسها عن الدعم الجهير لأي من أبنائها المتنافسين.. لكن واقع الأمر كان يقول شيئا مختلفاً..ذاك المناخ الإيحائي ولد هذه الأزمة التي ستضاف إلى أزماتنا ..بل ربما يجد الفريق أول بكري حسن صالح تحدياً من نوع آخر في أسبوعه الأول كرئيس لوزراء الحكومة الجديدة . بصراحة..مازالت هنالك فرصة اذا ما تعاملت الحكومة بالحكمة..ليس أمام الحكومة إلا أن تلعب دور المتفرج إلى أن تنجلي الأمور..الواقع أن الاتحاد الشرعي هو الذي يجد الاعتماد من (الفيفا) أو هكذا يجب أن يصرح اللسان الحكومي. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة