· كان البشير يتحدث من عليائه و في ذهنه أن الذين يخاطبهم رعاع لا يعرفون ما لهم و ما عليهم.. و هم ليسوا في قائمة أولويات دولته المتمكنة جداً في ( الدولة السودانية)..
· و في ( الدولة السودانية) دولتان، دولة فاشلة تماثل حياتُها حياة هوام الأرض في قيعان المدن و الأرياف.. و دولة ناجحة في العلالي تضارع رفاهيتُها َ رفاهيات الدول الاسكندنافية حيث كل شيئ في الدولة متاح، و بوفرة..
· تعيش الأغلبية الغالبة مسحوقةً في دولة السودان الفاشلة.. و تعيش عصبة صغيرة من اللصوص و المرتزقة في دولةِ سودانِ ( الرفاهية اللا متناهية) و تتحكم العصبة في المال و الأعمال و مصائر الناس و الصيرورات منذ 30 يونيو 1989.. و حتى الآن...
· و الطبقات الاجتماعية في السودان طبقتان: طبقة تغتصب كل ما تقع عليه عيناها من أراضٍّ زراعية و سكنية مميزة و مصانع و محال تجارية عالية الربحية و مرافق خدمية واسعة الانتشار.. و يتنافس أفراد هذه الطبقة بعضهم بعضاً في إغواء أجمل الجميلات و الاقتران بهن..
· و الطبقة الثانية طبقة اغتصبت منها الطبقة الأولى كل جميل و نفيس تاركة لها كل ما هو بخس و رخيص، و القانون لا يتحرج من أن يساند الطبقة المغتصِبة في القلع و الخلع و القتل!
· أ وَ لم يقل الشيخ/ القرضاوي أن المال مال الله وأن الإخوان المسلمين هم المنوط بهم رعاية مال الله ذلك؟
· و الطبقة المغتصبة هي التي تشرع الدستور، تغير نصوصه و تعدلها في مواقف.. و تركنه كله على الرف في مواقف.. و القافلة تدور حول نفس البئر في صحراء التيه..
· يدعي أفراد الطبقة المغتصِبة الحكمةَ و أنهم أدرى الناس بما يضر وما يفيد الطبقةَ القابعةَ في الجزء الفاشل من دولة السودان.. و يتخذون من حالهم في زاوية الرفاه معياراُ للحكم على الحالة العامة، و في أحاديثهم يسقِطون أحوالهم و النعيم الباذخ الذي هم فيه على الشعب..
· و نقرأ عن مبرر تفشي المخدرات في السودان حيث " عزت هيئة مكافحة المخدرات انتشار تعاطي وتجارة المخدرات في البلاد للرفاهية والنقلة التي حدثت في المجتمع السوداني..."
· و نضحك! نضحك! نضحك حتى تسيل الدموع!
· أتريد ان أن تضحك و تبكي في آنٍ معاً، أم تريد أن ترسل عقلك في إجازة قصيرة و تدور عجلات زمنك القهقرى؟
· إن شئت الضحك الباكي، فاستمع إلى لقاء جماهيري للسيد رئيس الجمهورية أو أي رمز من رموز نظام ( الانقاذ القاتل) مباشرة أو تابع اللقاء عبر البث الإذاعي أو التلفزيوني .. و سوف تجد ما تبغي..
· و ربما وجدت ضالتك في مقال لأحدهم يدعو فيه إلى مثُلٍ و قيمٍ عليا لا ينتبه إلى أنه يعوزها.. و سوف تنال مرادك من الضحك المميت و زيادة... فمن الضحك ما قَتَل السودانين!
· إن الزمن يسخر من استمرارك في الاستماع إلى ترهاتهم.. حيث يتخلف المنطق عن الحضور متى تحدث الجماعة و أينما تواجدوا..
· عالمهم غير عالمك و لا توجد في عالمهم مساحة لاستضافة علوم المنطق و الرياضيات و الاحصاء.. فالحقيقة دائمة الهرب منهم، و هم يهربون منها مخافة عواقبها.. و يمهدون الأجواء في جميع لقاءاتهم للتخلص منها.. إلا أن الجماهير تتنصت إلى ما لم تقله شفاههم و تقرا ما بين السطور التي يكتبونها بحرفية عالية..
· و نقرأ مقالاً للدكتور/ أمين حسن عمر بعنوان ( المسكوت عنه في العلاقات السودانية المصرية- 2)، حيث يقول فيه: " الشعب المصري شعب شقيق مغلوب على أمره، تصله بأهل السودان أواصر عديدة ومتينة، فهو ليس الملأ المتحكّم في أمره بل هو مجنيُّ عليه مهدور الحقوق من هؤلاء النخبة السياسية التي تمسك بالزمام في كافة المجالات..."
· أليس ما قاله عن تسط النخبة المصرية على الشعب المصري هو عين ما يرتكبه و ترتكبه عصبة المؤتمر الوطني من اجحاف و تجني على الشعب السوداني منذ ثلاثين عاماً و حتى الآن؟!
· الضحك ( شرطني)! و ليس أمامك إلا أن تضحك، و ( يشرطك) الضحك و الدموع تجري في مآقيك ملءَ الألم و تتواتر سخرية القدر و كثافة الزمن اللزج في طريق السودان المسدود بمعوقات لا تنفك تتتالى دون أن نتصدى لإيقافها في زمننا الأقرع هذا..
· أمين حسن عمر لا يحس بمعاناة الشعب السوداني بعد أن اختطفت جماعته الدولة السودانية و ابتعدت عنه بعيداً.. بعيداً جداً منذ ثلاثين عاماً بالتقريب.. و تركت الغالبية الغالبة من السودانيين في حفرة لا يستطيعون الخروج منها للزوجتها و زلِاقة أركانها..
· و يأتون بمشروع حوار الوثبة ليؤكدوا أنه ( مشروع الشعب السوداني) و تلك قمة ادعاء ( الحق الالاهي ً فى الحكمة والحكم..) يا أمين حسن عمر..
· لقد مارسنا الضحك الباكي طوال فترة حكم نظام ( الانقاذ المميت).. مارسناه بعفوية مدركة للكلمات التي تتساقط في غير ترابط و الجمل الباحثة عن أختها بين السطور .. تلك التي تبحث عن رابط يربطها بأختها عبر الأثير للتوافق..
· و نظام ( الانقاذ المميت) يسقط رغباته الدفينة ( جبرياً) على الشعب.. فيشكر الشعب على صبره و تجاوبه مع نداء ( حوار القصر).... و الشعب كاره للنظام بمن و ما فيه.. و لا يعرف الشعب للحوار معنى.. و لا يتابع ما يُثار حوله... و مع ذلك يصر البشير على أن الشعب أجمع على مخرجات الحوار..
· و يسعون لتشكيل ( حكومة وفاق وطني).. لكن البشير يقِّر في المؤتمر العام للمؤتمر الوطني المنعقد في أواخر شهر أبريل أن توصيات الشورى قرارات واجبة التنفيذ على مستوى الحزب و ( الحكومة) كذلك.. أي أن مجلس شورى المؤتمر الوطني هو الذي يقرر ما يجب أن تنفذه حكومة الوفاق القادمة.. و هي حكومة متعددة مكوناتها الحزبية.. و لا علاقة لها بما يدور في مجلس شورى المؤتمر الوطني..
· أين موقع الوفاق في ( حكومة الوفاق الوطني) إذن؟!.. أليس في أمر ( الوفاق) كذبة بلقاء أخرى تضاف إلى سجل النظام و دولة رفاهيته التي تعيش على الكذب و النفاق و هدر حقوق شعب السودان المقهور و الترويع و القتل بدم بارد؟
· و مع ذلك، لا يزال الشعب يضحك على أساطين الكذب مثل ضحكه يوم سأله البشير: أنا حصل كضبت عليكم؟!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة