أرست الشركات القطرية التي فتحت فروعاً لها بالسودان مع بداية الألفين، قواعد راسخة لتمدد التعاون الاقتصادي والتنموي، خاصة وأن غالبية الشركات والاستثمارات القطرية تحمل طابعاً خدمياً تنموياً، وهي منتشرة في ولايات الهامش أو الأقل تنمية، وتوسعت في الأنشطة التي يعمل بها غالبية أهل المنطقة، كالزراعة والرعي، والتعدين، وبالتالي هي تعمل للحد من الفقر ومساعدة المجتمع، مهدت لأرضية جيدة للتوسع المستقبلي، رغم المشكلات والمخاطر التي تواجه هذه الشركات. "ودام الغذائية" فتحت الشركة القطرية لتجارة اللحوم والمواشي "ودام الغذائية" فرعها بالسودان في 2007م لتعمل في مجال الزراعة وإنتاج وتصدير اللحوم، وامتلكت أكثر من (50) ألف فدان، موزعة على خمس ولايات، منها مشروع زراعة الذرة بجنوب كردفان، ومشروع سنار الزراعي، ومشروع تربية الأغنام بالنيل الأبيض، ومشروعي تصدير الأعلاف، مسلخ الخرطوم العالمي بالخرطوم، مشروع إنتاج الدجاج اللاحم وبيض المائدة، ومشروع ولاية نهر النيل للإنتاج المتكامل، وغيرها من المشروعات المنتشرة في السودان، وتقدر حجم الأموال المستثمرة في هذه المشروعات التي دخل غالبها دائرة الإنتاج أكثر من ثلاثة مليارات دولار. تنشيط المفاهيم يلاحظ أن كل مشروعات الشركة لصيقة بالمجتمع، وتدخل في باب تنمية قدرات المنتج السوداني، وكسب المعارف الجديدة التي تمكنه من تطوير أنشطته التقليدية، فمشروع زراعة الذرة بالعباسية تقلي مثلاً استخدم عدداً كبيراً العمالة الموسمية، بجانب العمال الفنيين من السائقين، المهندسين الميكانيكيين، والإداريين، وغيرها من العمالة، رغم أن المشروع كاستثمار واجهته بعض المشكلات، التي تزيد من التكلفة، بحسب شهدته عند زيارتنا للمشروع في موسم08/2009، كحرق المحصول، والطلاق المبكر، إلّا أنه من الناحية التنموية أحدث نقلة متقدمة في المنطقة، وفي تنشيط رؤية وفهم المواطن للنشاط الذي يمارسه. (مشيرب) لم تكن ودام الغذائية الشركة القطرية الوحيدة التي خاضت هذه المجالات، بل هناك شركة حصاد الغذائية التي تأسست عام 2008م للإنتاج الزراعي واللحوم بالولاية الشمالية، وهي شركة مستثمرة في الأسواق العالمية لتوفير مصادر الغذاء لدولة قطر، ومؤسسة قطر للتعدين التي دخلت عام 2012 وحازت على سبعة مربعات للتعدين بولايتي كردفان والبحر الأحمر، شركة الديار القطرية (مشيرب) للاستثمار العقاري(2009م) والتي حازت على منطقة المقرن بالخرطوم، والمشروع القطري – السوداني للآثار الذي بدأ في 2013 بتمويل قدره 135 مليون دولار، لتأهيل الآثار بولايتي نهر النيل والشمالية، وتأهيل المتحف القومي السوداني، بجانب جمعيات خيرية تعمل في العون الإنساني بولايات السودان المختلفة، بالتركيز على الولايات غير المستقرة. حيث تقدر الأموال المستثمرة في هذه الشركات مليارات الدولارات. شيخة موزا تتابع وما زيارة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر بن عبدالله بن علي المسند، زوجة أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ووالدة الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، وعضو المجموعة المدافعة عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ورئيس مجلس أمناء مؤسسة "صلتك" السودان في الثلث الثاني من مارس الماضي إلّا لمتابعة تنفيذ تلك المشروعات، والتأكد من أن المؤسسات القطرية بالسودان تسير على خطى السياسات والأهداف التي رسمتها قطر، حيث أنها ركزت على ذات المجالات التي تعمل فيها هذه المؤسسات، وأشرفت على توقيع خمس اتفاقيات بين مؤسسة "صلتك" القطرية التي تترأس مجلس أمنائها، ومعتمدية اللاجئين، والمجلس الأعلى للرعاية والتحصين الفكري، ومؤسسة التنمية الاجتماعية بالخرطوم، والبنك الزراعي السوداني، وبنك الادخار. توظيف الشباب استهدفت تلك الاتفاقيات توفير مليون وظيفة للشباب في السودان بزيادة حجم التمويل الأصغر لأنشطة ومشاريع رواد الأعمال، واستيعاب العائدين من بلدان التطرف ودمجهم في المجتمع. كما زارت المواقع الأثرية التي أعادت قطر ترميمها ضمن المشروع المشترك، وأسهمت بصورة غير مباشرة في زيادة عدد السواح للسودان بشهادة سلطة الطيران المدني. بل أكدت صراحة أنها تحرص على أن تكون مبادرات قطر ومشاريعها في السودان مكمّلة لإستراتيجية الدولة وأهداف المؤسسات الإنمائية العالمية، للقضاء التام على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان. ونشير هنا أن مؤسسة (صلتك) القطرية تأسست في يناير 2008، وهي مؤسسة اجتماعية إقليمية تعمل على ربط الشباب بالوظائف، وتوسيع الفرص الاقتصادية، من خلال التوظيف والمشاريع في سائر أرجاء العالم العربي. أمير قطر يعزز ولقطر فرعان من بنوكها بالخرطوم وهما: مصرف قطر الإسلامي QIB وافتتح في يناير 2003م، وبنك قطر الوطني QNB في 2013م، كما يتوقع افتتاح بنك خاص بالمشروعات التنموية بدارفور والذي يجيء في إطار وثيقة الدوحة الموقعة في 2011م، كما للناقل الوطني قطر للطيران حضور باهي في السودان. ويعزز تبني أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اتفاقية سلام دارفور، وضخ مبالغ مالية كبيرة لمعالجة هذه القضية، وزيارته الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور في سبتمبر 2016م، ليشهد نهاية السلطة الإقليمية لدارفور، تعزز ذات اتجاهات تلك الشركات، الأمر الذي يؤكد أن المشاريع التي تتبناها دولة قطر في السودان تتكامل مع بعضها وفق رؤية مستقبلية متكاملة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة