· حتى لا تنخدعوا يا مسئولي الفيفا نتطلع لأن تبحث لجنتكم التي قررتم إرسالها للسودان فيما هو أبعد من الورق. · فنحن أحد أقل بلدان العالم التزاماً بمبادئ الشفافية في كافة المجالات وليس كرة القدم وحدها. · لسنا سذجاً حتى نفترض أن كل ما هو آتِ من مؤسستكم الدولية معافى ونزيه وشفيف. · فقد أزكمت روائح فساد منظمتكم الأنوف في السنوات الماضية. · لكننا استبشرنا، كغيرنا من المهتمين بالكرة في مختلف أنحاء العالم، بقدوم مجلسكم الجديد برئاسة انيفانتينو. · وزاد استبشارنا يوم أن سقط أحد نمور الورق في قارتنا السمراء ( عيسى حياتو). · ولكي تثبتوا لنا بأن عهدكم جديد حقيقة يا انفانتينو نتمنى ألا تكتفي بعثتكم للسودان- التي ننتظر قدومها على أحر من الجمر - بالتقصي في أوراق تُصاغ بمعسول الكلام. · فمن السهل جداً أن يعد لكم القائمون على أمر الكرة على الورق ما يسر بالكم ويوهمكم بالتزامهم التام بكل ما ترغب فيه وتؤسس له مؤسستكم. · مسئولو اتحاد الكرة في بلدنا استمرأوا الفساد وخبروا دروبه جيداً. · كما أدمن هؤلاء الرجال الفشل. · ونرجو ألا تنخدعوا بشعبية كرة القدم عندنا أيضاً. · فهذه الجماهير المليونية التي تتدافع نحو لملاعب لتؤازر أنديتها ومنتخباتها- رغم الهزائم المتكرر- مغيبة تماماً. · هؤلاء الذين تتابعون صياحهم وهتافاتهم المستمرة لا صوت لهم في أي شيء يتعلق بإدارة الكرة في البلد. · حتى في الأندية التي ينتمون لها لا يُسمع لها صوتاً. · ليس عندنا أهلية حركة رياضية كما يزعم البعض. · والديمقراطية التي يتشدقون بها غائبة تماماً في تسير مؤسساتنا الرياضية. · دعكم من اتحاد الكرة وما جرى حول جمعيته العمومية، ودعونا نعطيكم أمثلة بسيطة على غياب الديمقراطية الحقيقية في أنديتنا الكبيرة. · فنادي المريخ ظل يُدار عبر لجان مُعينة حتى نسينا آخر سنة شهد فيها هذا النادي الكبير العريق انتخابات لاختيار مجالسه. · وفي الهلال شكت الجماهير لطوب الأرض من تضييق الخناق عليها وهي تحاول نيل عضوية ناديها حتى يكون لها كلمتها في أول جمعية عمومية قادمة. · أتصدقون يا مسئولي الفيفا أن بعض المقربين من رئيس مجلس الهلال الحالي يجزمون عبر أعمدتهم الصحفية ليل نهار بأنه لن تكون هناك انتخابات، وأن الرئيس الحالي سوف يدير النادي لعقود قادمة! · فهل تظنون أنهم يجزمون بذلك نظراً للشعبية الطاغية للرئيس الحالي؟! · بالطبع لا.. فمن يثق في مرشح قادم لا يمكن أن يؤكد عدم إجراء الانتخابات نفسها، أليس كذلك؟! · لكنهم يصرحون بذلك لأن رئيس أحد أعرق الأندية السودانية وكبير البلد فيما يتصل بأهلية وديمقراطية الحركة الرياضية مقرب جداً من بعض النافذين في السلطة ويستميت من أجل ألا تُجرى انتخابات في نادي الهلال إلا بعد أن يضمن ترجيح قائمة مناصريه على ما سواهم. · ولهذا يضعون العراقيل أمام الجماهير الراغبة في نيل العضوية بتواطؤ مع بعض المسئولين. · ونذكركم أيضاً بأن مجلس الهلال رفع رسوم العضوية إلى مبلغ 300 جنيه وهو رغم كبير على المشجع العادي. · كل ما تقدم لا يمكن أن يجري بمعزل عن اتحاد الكرة القائم بالطبع. · إذاً من شكوا لكم من التدخلات الحكومية يكذبون عليكم وعلى أنفسهم وعلى جماهير الكرة في البلد. · فقد قبل هؤلاء القوم بالتدخلات الحكومية في مناسبات عديدة. · وهم (أعني ضباط اتحاد الكرة) في البداية والنهاية أعضاء في برلمان حكومي لا علاقة له بأي انتخابات حقيقية ونزيهة. · جميعهم أعضاء في هذا البرلمان الحكومي يا سادة الفيفا. · وحتى رئيس لجنة التدريب المركزية - الذي أضحكنا قبل أيام حين صرح بوجود تدخلات من جهاز الأمن والمخابرات في انتخابات الاتحاد الأخيرة - عضو في هذا البرلمان أيضاً. · كل ما نريده من بعثتكم هو أن تبحث عن مدى الالتزام بأخلاقيات العمل الرياضي قبل تنقيبها فيما تتضمنه الأوراق ومدى مطابقة النظام الأساسي لمتطلبات الفيفا. · وعلى سبيل المثال رئيس لجنة التدريب المركزية الذي أشرت له آنفاً نسى حين شنف آذاننا بحديثه عن غياب النزاهة.. نسي أنه ظل مدرباً لمنتخبنا الوطني على مدى نحو عقدين دون أن يحقق أي انجاز يذكر وبالرغم من رفض غالبية جماهير الكرة في البلد له ولشلته. · ونسى أيضاً أنه أحاط نفسه بمجموعة محددة من المساعدين طوال هذه السنوات بالرغم من وفرة المدربين السودانيين المؤهلين القادرين على تولي المهمة عنه وعن مساعديه. · وإن أتيتم للورق فقط فستجدون أن المدرب الذي أعنيه ( مازدا) مؤهل جداً من ناحية الشهادات. · ولو كانت هذه الشهادات تكفي لظفر منتخب السودان بكأس أفريقيا وبلغ نهائيات كأس العالم مرات ومرات. · لكن ليس بالورق والشهادات وحدها تتحقق النجاحات في مجال الكرة كما تعلمون. · ولهذا نحذركم من التنقيب في الأوراق وحدها دون غيرها. · نرجو من لجنتكم المرتقبة أن تكون جادة في حل مشاكل كرة القدم السودانية، لا أن تأتي تحت ستار تعزيز فرص أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية واستقلالية اتحادات الكرة لتطبق دكتاتورية من نوع آخر. · وباستفتاء بسيط ستجدون أن غالبية أبناء بلدي يقفون ضد المجموعة الحالية التي تدير الكرة في البلد. · طالعوا ما كُتب واستمتعوا لما قيل طوال السنوات الماضية وبعدها أحكموا لأنفسكم. · حينها ستعرفون ما إذا كانت المجموعة الحالية تمارس وتدعم أهلية الحركة الرياضية، أم أنها ترفع شعارات زائفة ومضللة من أجل المحافظة على مصالح فئة محددة. · وما قد لا تعلمونه يا رجال الفيفا أن من يشتكون من التدخلات الحكومية يمارسون الفساد نهاراً جهاراً في إدارتهم لاتحاد الكرة. · لم نقل نحن، بل أكدوا هم وبالأفعال وليس الأقوال. · فأمين المال في اتحاد الكرة السوداني أعاد الآلاف من العملات الحرة لمفوضية معنية بمكافحة الفساد. · ولكم أن تبحثوا وتنقبوا في أمر إعادة هذه الأموال لتعرفوا كيف تُدار الكرة في بلدنا. · وما هو أسوأ من ذلك أن رئيس اتحاد الكرة الحالي – الذي صرح قبل أيام فقط بأنهم ( أكبر من أن يلجأوا للمحاكم) – كان قد تقدم بشكوى رسمية للجهات العدلية ضد أمين المال في ذات مؤسسته. · الأمر مضحك، أليس كذلك يا رجال الفيفا؟! · نعم مضحك جداً أن يفكر رئيس اتحاد الكرة في بلدنا بهذه الطريقة. · فما العيب بالله عليكم في أن يلجأ الناس للمحاكم، إن وجد ما يدعو للتقاضي؟! · وهل من يلجأ للجهات العدلية هم الصغار فقط؟! · مثل هذا الطرح يؤكد لكم ولنا أن القائمين على أمر الكرة في بلدنا لا يستحقون مكانتهم الحالية، وأن ظروفاً محددة ساعدتهم في تولي مناصب لا يملكون مؤهلاتها ولا أخلاقياتها. · والمفارقة طبعاً في أن رئيس الاتحاد صرح بذلك بعد أن قدم شكواه ضد أمين المال بأسابيع، وبعد شكواهم لكم من التدخلات الحكومية! · ونذكركم بأن ضباط اتحادنا - الذين يوهمونكم بحرصهم الشديد على استقلالية مؤسستهم - قبلوا بتدخل والي شمال كردفان السودانية أحمد هارون الذي شكل لجنة أسماها مجازاً بـ " لجنة الوفاق". · تذكروا أنني قلت " قبلوا بوساطة والي إقليمي" وليس لاعب كرة سابق أو مُحكم رياضي! · وقد ترك الوالي المذكور مهامة الرسمية ومشاكل ولايته المعقدة وجاء للخرطوم من أجل تحقيق وفاقه المزعوم بين أعضاء الاتحاد الحاليين والقائمة المرشحة للانتخابات القادمة، فقط لأن علاقة صداقة وطيدة تربطه بأمين المال ورئيس الاتحاد الحاليين. · أفلا يبين ذلك درجة تشابك المصالح وأن الأمر كله ليس أكثر من لعبة مشكوفة؟! · والمضحك مرة ثانية أن ضباط الاتحاد قبلوا بمساعي الوفاق المزعوم ووافقوا أن يتولى رئيس الاتحاد الحالي منصب نائب الرئيس في المجلس القادم إن قبل الطرف الآخر بوساطة الوالي! · قد تقولون لأنفسكم ( يا للهول).. وبالفعل هو هول عظيم! · وحين رفض الطرف الثاني، أي مرشحو قائمة النهضة والإصلاح الوفاق وأصروا على إجراء الانتخابات وشعرت المجموعة التي تدير الاتحاد حالياً بخطورة الوضع لجأوا إليكم. · وكما عهدناهم في مثل هذه الحالات رأيناهم يتمترسون وراء العبارات التي تجد صداها لديكم " أهلية الحركة الرياضية" والاستغلال عن السلطة". · وللمعلومية، كثيراً ما هددنا ضباط الاتحاد الحالي باللجوء لكم في الفيفا كلما ضاقت عليهم وسارت الأمور على عكس ما يشتهون. · نعم حدث ذلك في مناسبات عديدة. · وبمجرد أن تتدخل السلطة الحاكمة، والقصر الرئاسي تحديداً ويطلب الأطراف المتصارعة كنا نرى رئيس الاتحاد معتصم جعفر أول الحاضرين، لينتهي كل شيء بوفاق يتيح لهم الاستمرار في فسادهم وعشوائيتهم وتخبطهم الذي أضر بالكرة في بلدنا كثيراً. · فلماذا الآن فقط جاءوا ليحدثونكم عن التدخلات الحكومية التي قبلوا بها في مرات عديدة ماضية؟! · ألا يؤكد ذلك أنهم يريدون الاستمرار في مناصبهم الحالية بأي ثمن؟! · هل أنتم في المؤسسة المعنية بالكرة في العالم سذج لدرجة تصديق أن من يفعل كل هذا يأتي به من أجل رفعة كرة القدم السودانية؟! · بالطبع نربأ بكم أن تكونوا كذلك. · وندرك أنكم أقدر على كشف الحقائق ومعرفة ما يجري متى ما أردتم ذلك. · هؤلاء الضباط الذين يحدثونكم عن التدخلات الحكومية أفسدوا مالياً وإدارياً ومارسوا تخبطاً وعشوائية غير مسبوقتين. · هل تصدقون أنهم حدث أن نظموا مباريات في المنافسة المحلية تضم أكثر من فريقين في وقت واحد! · يعني ثلاثة فرق يأتون للمعلب في وقت واحد لأداء مباراة كرة قدم.. هل يحدث مثل هذا الشيء في البطولات التي تديرها الفيفا؟! · وهل تصدقون أن أمين مال الاتحاد يحمل أختام المؤسسة إلى بيته ليستقبل بعض مسئولي أنديتنا الكبيرة بعد منتصف الليل في صالونه ويلتقط معهم الصور وهو يرتدي لباس البيت قبل أن يختم ويوقع لهم ما يسمونه بـ " خطاب إبداء الرغبة " مع بعض اللاعبين الأجانب المحترفين؟! · هل تقبلون بمثل هذه التصرفات في الفيفا! وهل لذلك علاقة بأهلية وديمقراطية الحركة الرياضية ونزاهة سلوك القائمين عليها؟! · عموماً الأسئلة المحيرة التي توضح إجاباتها بجلاء حجم المآسي التي تعيشها كرة القدم السودانية تحت أمرة الاتحاد الحالي لا تنتهي. · فقط نرجو من لجنتكم أن تتوجه للسودان بحيادية تامة ورغبة حقيقية في كشف المستور. · سيطالع رجالها ما كُتب خلال الفترة الفائتة بالطبع، لكن لا تنخدعوا ببعض أعمدة الرأي أيضاً. · فصحافتنا الرياضية ليست بعيدة عن لعبة المصالح التي أضرت بالكرة كثيراً. · ستجدون بين زملاء المهنة من يكشفون أمامكم الحقائق دون مواربة. · لكن ستجدون أيضاً بعض المتلاعبين الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الذاتية وعلاقتهم بأصدقائهم في اتحاد الكرة. · فهناك من دافعوا عن أمين مال اتحاد الكرة رغم إعادته لبعض الأموال واحتكاره المستمر منذ سنوات لسفر كافة البعثات الرياضية عبر وكالة سفر يمتلكها هو شخصياً مع شريك آخر في اتحاد الكرة. · نعلم أن مثل هذا السلوك مخالف لقواعد النزاهة في مؤسستكم. · وحتى إن سلمنا بأن من حقه أن يستثمر كحال بقية أبناء البلد يبقى السؤال: هل حدث أن أجروا في اتحاد الكرة مناقصة أسندت أمر سفر البعثات لوكالته؟! · لن نخدعكم ونقول أن قائمة النهضة والإصلاح التي ترشحت لاتحاد الكرة أفضل حالاً أو أن رجالها يتمتعون بكامل الاستقلالية. · فرئيسها الفريق عبد الرحمن سر الختم مسئول حكومي أيضاً. · وبقية الأعضاء ليسوا بعيدين عن الحكومة. · لكن الحقيقة أنكم لو أردتم استقلالية تامة عن حكومتنا في سودان اليوم فليس أمامكم سوى أن تضعوا الكرة في بلدنا تحت الانتداب المباشر للفيفا. · فمن الصعب جداً أن يجد أي شخص طريقه لأي منصب دون أن تكون له علاقة ما بالحكومة أو رجالها. · وتذكروا جيداً أن المجموعة الحالية برئاسة معتصم جعفر ما كان لها أن تقصي الدكتور كمال شداد على أيام بلاتر بدون دعم الحكومة وإعلامها الموالي. · هذه هي حقيقة الأوضاع في سودان اليوم، فماذا أنتم فاعلون يا رجال الفيفا؟!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة