عندما توفي محمد (ص) عليه وسلم يوم الاثنين ربيع الأول سنة 11 هـ، الموافق 8 يونيو سنة 632م. فرح الأعراب فرحا عظيما بموته ، وتمردوا على الدين الذي أتى به محمد. وعندما علم سيدنا أبي بكر الصديق بهذا التمرد ، خرج وخطب بالنّاس قائلاً (من كان يعبد محمدًا.. فإنّ محمدًا قد مات.. ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت).. بمقولة سيدنا أبوبكر الصديق هذه ، نبدأ مقالنا بالقول : من كان يبحث عن وظيفة أو منصب في نظام الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ، فالطريق ممهد ومفتوح إلى الخرطوم ..أما من كان يحمل "القضية" التي حملتها الحركة الشعبية ودفعت من أجلها الثمن غالياً ، فإن هذه القضية حية لم تمت ..إنها قضية شعب يحق له ان يعيش بحرية في وطنه مثل باقي شعوب العالم ، انه شعب يناضل من أجل حريته المسلوبة ويسعى لرفع الظلم عنه وما أكثر النكبات والنكسات التي تعرض لها شعب المنطقتين وما زالت تداعياتها قائمة حتى اليوم ، انها قضية عادلة لذلك نرى البعض يتآمر ويسعى للنيل من عدالتها وتصفيتها. كانت قرارات مجلس التحرير الإقليمي (جبال النوبة) واضحة جدا عندما جمدت العملية التفاوضية برمتها مع نظام الخرطوم وسحب ملف التفاوض من الأمين العام المكلف بعد سحب الثقة عنه بالإجماع من قبل مجلس التحرير (جبال النوبة) ، إلآ أن مالك عقار وياسر عرمان رفضا هذه القرارات ويعتزمان الآن رغم أنف الجميع المضي قُدما في مفاوضاتهما العبثية مع الخرطوم لأن ليس لهما في واقع الأمر ما يخسرا حتى لو استمرت هذه الحرب مائة عام. وإزاء رفض عقار وياسر لقرارات مجلس التحرير الإقليمي -جبال النوبة ، من المنتظر أن يبلغ مجلس تحرير إقليم جبال النوبة، الأحد 9/4/2017، الوساطة الأفريقية رفيعية المستوي برئاسة ثامبو امبيكي ودول الترويكا، بتعليق المفاوضات وسحب ملفات التفاوض عن فريقها السابق برئاسة ياسر عرمان. ان ما يخطط له عرمان ومالك عقار من خلال اصرارهما على المضي في مفاوضات لا أفق لها ، يجب ان نواجهه بكل رصانة وحكمة ومسؤولية ، انه مشروع شيطاني آثم يستهدف اولا وقبل كل شيء قضية المنطقتين التي يراد تصفيتها بشكل كلي. المفاوضات لها أسسها وقواعدها أولاها أن لها مرجعية، وثانيتها أن مواقف الطرفين القصوى واضحة حتى يتم التفاوض عليها وبالتالي الوصول إلى نقاط اتفاق تجعل الحل ممكناً ، لكن في حالة الحركة الشعبية ، كانت الأولى غائبة، فليس هناك من مرجعية حقيقية يستند عليها الوفد المفاوض ، بينما المواقف ليست إلإ موقفاً واحداً وهو (الحل الشامل) الذي يعلن عنه ياسر سعيد عرمان كل مرة على حساب معاناة أهالي "المنطقتين" ..وعليه كان لزاما على مجلس التحرير الإقليمي (جبال النوبة) أن يضطلع بمسؤولياته التأريخية ويوقف هذه العبث والإستهبال بسحب ملف التفاوض من عرمان. كان ياسر عرمان يستقل قطار المفاوضات ولست سنوات إلى أغراضه في الابتلاع والقضم وخلق الوقائع حسب مزاجه وهواه ..المفاوضات التي لا أفق لها ليست مفاوضات، وتصبح خطراً حينما يجعلها أحد الأطراف مركباً إلى مآربه. وحتى يلبس مجلس التحرير الإقليمي مفاوضه القادم ملابس القوة أصدر قرار سحب ملف التفاوض من عرمان. لن يتمكن احد من تصفية قضية شعب "المنطقتين" لانها قضية شعب يعشق الحرية والعدالة ، لن يتمكن احد من شطب والغاء وجود هذا الشعب ، مواطنو المنطقتين اليوم مطالبون بأن يكونوا اكثر ووعيا لكي يتمكنوا من النهوض بقضيتهم التي هي قضية عادلة ومقدسة. تاجروا ولسِت سنوات بالكمال والتمام بكل شيء لتمرير المفاوضات وتحت مسميات عدة: لقاءات، لقاءات استكشافية، مفاوضات غير مباشرة، مفاوضات تقريبية، مفاوضات عبر وسيط ثالث وغيرها من المسميات ، لكن هذه الأيام قد ولت وللأبد ، ولن يكن من عبثوا بهذه المفاوضات جزءاً من أي عملية تفاوضية مستقبلية. هناك أكثر من حزب وتنظيم مسجل في الخرطوم بإسم "الحركة الشعبية" ، كحزب تابيتا بطرس ، دانيال كودي ، عبدالباقي قرفة ، محمد حماد ، عرديب ، ..الخ، جميعهم يعملون جنبا إلى جنب مع حزب المؤتمر الوطني ..فلماذا لا يترك مالك عقار وصاحبه ياسر عرمان الحركة الشعبية التي تقاتل في المنطقتين اليوم ويؤسسا حزبا لهما بإسمها في الخرطوم من أجل الوظيفة والمنصب لأن ثورة شعب المنطقتين لا تبحث عن مناصب ووظائف؟. إن الأولوية الآن يجب ان تكون لترتيب الأوضاع الداخلية للحركة الشعبية وليس للمفاوضات مع عصابة الخرطوم ، ولابد من وجود رؤية واستراتيجية وأهداف واضحة لأي مفاوضات قادمة. أنه من الضروري أن تتم صياغة استراتيجية عمل عن قرب ، والانفتاح على كل الطاقات من أجل تطوير هياكل الحركة الشعبية التنظيمية والإدارية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة