ذكرى أيقظتها الأزمة بين الشعبين المصري والسوداني بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 00:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-21-2015, 08:26 PM

بدور عبدالمنعم عبداللطيف
<aبدور عبدالمنعم عبداللطيف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 55

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذكرى أيقظتها الأزمة بين الشعبين المصري والسوداني بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

    07:26 PM Nov, 21 2015

    سودانيز اون لاين
    بدور عبدالمنعم عبداللطيف-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    [email protected]

    كنت وزوجي في القاهرة عندما اندلعت ثورة الخامس والعشرون من يناير ..

    عايشنا لحظات "المخاض" العصيبة .. فأشفقنا .. وتفاعلنا .. ودعونا ..

    والآن .. هل لي أن أقول أن "المولود" قد أنشب أظافره في وجوهنا !

    ولعلي أسترجع مقالاً سابقاً استدعته الذاكرة بعد اندلاع الأزمة الحالية في مصر ...

    المقال: سياحة في عقل "حسني مبارك"

    في الحادي والثلاثين من ديسمبر سافرت بصحبة زوجي إلى "القاهرة" لقضاء عطلة قصيرة.

    عندما وصلنا إلى "مطار القاهرة" كانت سنة 0201 تلملم أطراف ثوبها متأهبة للرحيل وحزن لحظة الوداع يخيِّم على المدينة ويلقي بظلاله على أجوائها.

    وإذ اتجهت بنا السيارة نحو المنزل لم يكن يدور بخلد أيٍ منا أن الأيام القادمة ستأتي حبلى بمفاجآتٍ تتقاصر دونها أكثر أنواع الخيال نزوعاً إلى اللامعقول.

    ولما كنا نقيم في ضاحية "المعادي" التي تبعد كثيراً عن وسط "القاهرة"، فقد أصبح لزاماً علينا استعمال التاكسي في كل تحركاتنا مما أتاح لنا فرصة التعامل مع سائقي تلك السيارات والذين قد تُدهش إذا علمت أن غالبيتهم من خريجي الجامعات وذوي المؤهلات العالية. وتتمدد دهشتك حين تصطدم بذلك الكم الهائل من الثقافة والإلمام بأدق تفاصيل الأحداث في السياسة العالمية التي يتمتع بها أولئك الشباب.

    أحد أولئك السائقين شابٌ في بداية العقد الرابع ، خريج هندسة مدنية، لم يظفر بعمل منذ تخرجه مما أضطره أن يعمل سائقاً بالأجرة- اتصلت به والدته .. أخبرها بأنه في طريقه لدفع قسط غرفة النوم ..أنهى المكالمة وقال بمرارةٍ تغلِّفها روح الفكاهة التي اشتهر بها المصريون " لما اخلِّص قسط العفش والشقة إمكن اشتري "عصاية" بالتقسيط أمشي عليها ".

    "الثلاثاء" الخامس والعشرين من يناير لم يكن شأنه شأن أيام الأسبوع العادية فالبلد في عطلة رسمية بمناسبة عيد الشرطة .. الشوارع خالية من المارة .. المحلات التجارية مغلقة .. السكون يغطي المكان .. "مدام ديفارج" تنسج في صمت فصول رواية قد تكون الأشهر في التاريخ المعاصر ..

    كنا نتجول في " خان الخليلي" ... كان هناك عدد من السياح معظمهم من جنوب أفريقيا. البائعون يلاحقونهم بكلمات إنجليزية ركيكة التقطوها بحكم تعاملهم مع السيَّاح الأجانب .. السوَّاح منهم من يشتري، ومنهم من يكتفي بالنظر.

    من "خان الخليلي" توجهنا نحو مركز "سيتي ستار " التجاري والذي يُعَد من أكبر المراكز التجارية في الشرق الأوسط.

    المول يضم بين جدرانه مختلف أنواع البضائع العالمية غالية الثمن التي لا يجرؤ على الاقتراب منها إلا من ثقلت "موازين" جيوبه ..

    في المركز تنتشر مطاعم الأكل بدءاً من البيتزا والهمبورجر وانتهاءً بالوجبات الصينية واليابانية.

    هذا "المول" مدينة قائمة بذاتها ...مدينة لا صلة لها بالعالم الخارجي حيث تلك البنايات القديمة المتهالكة التي تنوء بحمل شقق سكنية أشبه بـ"علب الكبريت" تتدلى من شرفاتها الصغيرة ملابس غسيل مهترئة وممزقة تمزيقاً يمزِّق قلوب أعتى القساة. والمفارقة ان ساكني تلك الشقق التي يتكدَّس أطفالها في غرفةٍ واحدة بالكاد تسع اجسامهم الصغيرة يغبطون أنفسهم على ما هم فيه من "رفاهية" قياساً إلى نظرائهم الذين اتخذوا من "المقابر" مسكناً جنباً إلى جنب مع "الموتى" وكأني بلسان حالهم يقول: إذا كان هؤلاء قد ماتوا مرة فنحن نموت كل يوم .. يقتلنا الجوع والفقر والفاقة.. تقتلنا جحافل الأيام الكالحة القادمة وهي لا تأتي لنا إلا بمزيد من البؤس والمعاناة.

    في طريق عودتنا من المول متجهين إلى "المعادي" أخبرنا السائق بأنه شاهد مظاهرات تجوب شوارع وسط البلد تندِّد بالغلاء والبطالة وتدني الأجور وتنادي بتنحِّي "الرئيس مبارك".

    ومنذ الأربعاء تصاعدت وتيرة المظاهرات وبدا جلياً أن مظاهرة يوم الثلاثاء لم تكن إلا مقدِّمة لملحمة كبرى ستغيِّر حتماً من خارطة العالم والعالم العربي على وجه الخصوص الذي آن الأوان أن يدرك حكامه أن الاعتماد على الأجهزة الأمنية والركون إلى قوانين الطوارئ في قمع شعوبهم قد أصبح لا يجدي في وجود تقنيات الاتصالات الحديثة والإعلام المرئي.

    من خلال البث المباشر لقناة "الجزيرة" استطعنا أن نتابع ما يجري في الخارج.

    في تلك الأيام تجمَّع شباب الحي يحملون الهراوات ويسدون الشوارع بالمتاريس حماية للسكان ممن استغلوا الانفلات الأمني فنهبوا المحلات التجارية والمساكن. وقد كان البعض من هؤلاء المعتدين من المساجين الذين فرُّوا من سجن "طرة" عندما أطلقهم الحراس بأوامر من الشرطة والأمن ليحرقوا ويقتلوا ويعيثوا فساداً وتخريباً.

    ولما كان سفرنا مقرراً له يوم السبت (29/1/2011)، فقد قمت منذ صباح الجمعة " جمعة الغضب" بالتخلص مما تبقى من أطعمة ومواد تموينية، لأفاجأ بعدها مباشرة بقطع خطوط "الإنترنت والموبايل"، وهو وسيلتنا الوحيدة لتأكيد حجزنا في الطائرة المتجهة للإمارات، والتي بات مشكوكاً أصلاً في وصولها. أما الذهاب إلى المطار فقد أصبح محفوفاً بالمخاطر بعد أن علمنا أن جماعات المجرمين تعترض السيارات وتتعرض لركابها.وهكذا لم يعد أمامنا غير البقاء في مكاننا والاكتفاء بالقليل من الزاد وانتظار ما تسفر عنه المقادير.

    في يوم الأحد (30/1/2011) جاء الفرج على غير انتظار فقد اتصل ابني من "أبوظبي" بأحد الأصدقاء في القاهرة الذي أرسل لنا سيارة حملتنا للمطار. وهناك سجَّلنا أسماءنا عند مسؤول العلاقات العامة في طيران "الاتحاد" ومن ثمَّ تسلمنا تذاكر الرحلة.

    قاعة المطار تعجُّ بالبشر من كل جنسٍ ولون .. ليس هناك موقع لقدم.. الأصوات تعلو وتنخفض .. صراخ الأطفال يحتكر القاعة .. الكل في هرج ومرج.

    بعد كفاح مرير تمكنا من "اختراق" تلك الجموع، ومن هناك توجهنا إلى ساحة الاقتتال الثانية (مكتب الجوازات) .. تلال من الأجساد تملأ المكان .. الساحة اصبحت ميداناً لمعركة الكل فيها يقتتلون من أجل النجاة .. الصفوف "محلك سر" ..كهلٌ يمني قد أُغمِي عليه .. عملية "نزعه" من بين الأجساد إلى خارج القاعة كانت عملية تبدو شبه مستحيلة .. عدوى إغماءة الرجل تتسلل إلى الآخرين .. الأوكسجين اصبح سيد الموقف .. أحد الشبان من الجنسية الأوروبية يخترق الصفوف ويزج بنفسه أمامي .. أقول له أن ذلك سلوك غير حضاري ويتسم بالأنانية .. يقول كل فرد في مثل هذا الظرف يجب أن يكون أنانياً!

    الوقفة تطول .. الحذاء يؤلمني .. أنحني وبشق الأنفس أتمكن من خلعه .. أقبض عليه بقوة وأضمه إلى صدري مع حقيبة اليد .. وأخيراً جداً، دفعني السيل البشري ليرتطم جسمي بمكتب موظف الجوازات .. الموظف يأخذ الجوازات.. يلقي عليها نظرة عَجلى دون ان يدقِّق في وجوه أصحابها فالوقت لا يسمح.

    وأخيراً خرجنا إلى الدنيا .. أحدهم يخبرنا أن لا وقت للانتظار .. هناك باص في طريقه للطائرة على وشك التحرك .. أهرول نحو الباص حافية الأقدام ومنه إلى الطائرة .. لا تثير هيئتي استهجان المضيفات .. ابتسامة "متفهِّمة" ترسم نفسها على شفاههن.. الطائرة تنتظر بقية "المقاتلين" في الداخل.. إقلاع الطائرة في مواعيدها قد أصبح أمراً غير وارد.

    وأخيراً جداً، حَطَّت بنا الطائرة في مطار أبوظبي .. قاعة المطار الفسيحة شبه الخالية .. الأرضية اللامعة .. الأوكسجين المعطر برائحة النظافة .. السير الكهربائي يحملنا برفقٍ وانسيابية.. انسيابية لم تفلح في إخراجنا من حالة الحزن والقلق التي تعصف بنفوسنا ونحن نترك أولئك الشباب في شوارع مصر وميادينها في انتظارٍ مصير مجهول.

    والآن وأنا أجلس أمام التلفاز أشاهد الملايين من الشباب المصري يقفون بالساعات الطوال – ولأيام لا يعلم مداها إلا الله- في "ميدان التحرير" بالقاهرة وفي جميع محافظات مصر لا يعبأون بزخَّات المطر وزمهرير ليل الشتاء .. لم تُوهِن من عزائمهم هجمات الجوع والعطش.. لم ترهبهم عصابات النظام المأجورة و مطاردات رجال الأمن .. ابتلعوا عبراتهم وهم يشاهدون إخوانهم يتساقطون تحت وابل الرصاص وتتمزَّق أجسادهم تحت عجلات السيارات .. كل تلك التضحيات من أجل مطلبٍ بسيطٍ ومشروع ... رحيل هذا الرجل الذي سطا على شبابهم وسرق أحلامهم في الحياة الكريمة.

    وأخيراً قرّر الطاغية الخروج من مخبئه ليواجه تلك الجموع .. أطَلَّ بوجهٍ متصلِّب كوجه المصاب بمتلازمة " باركنسون" لا يرمِش له جفن و لايهتز له طَرْف .. وقف "نيرون" على أشلاء مدينته ثم هتف : "سأبقى وليذهب الجميع إلى الجحيم ".

    دفعني الفضول للنظر داخل عقل ذلك الرجل .. نظرت .. كان هناك فراغٌ كبير يتربَّع على عرش من الظلمة.

    أحدث المقالات

    روابط لمواضيع من سودانيزاونلاين

  • امين الشباب والطلاب بحرك تحرير السودان للعدالة يدين اغتيال طلاب الهامش
  • عبد الحي يوسف: من ينكر عذاب القبر ضال ومنحرف
  • عبد الله موسي:الاوضاع في الشرق سيئة
  • الحركة الشعبية: جئنا للتفاوض بعقول وقلوب مفتوحة لكننا فوجئنا بأن وفد الحكومة لايملك تفويضاً!!
  • الحكومة المصرية تحقق فى تعرض سودانيين لمضايقات
  • عبد الله موسي:رؤية قوي نداء السودان واضحة بشان المؤتمر التحضيري
  • ترجمة غير رسمية لخطاب الحبيب الإمام الصادق المهدي إلى الرئيس ثابو امبيكي
  • منظمات الأمم المتحدة الإنسانية و الإغاثية تزور وسط دارفور
  • بيان مناشدة لكل المنظات الانسانية!! مركز عزه لتنمية المرأة و الطفل
  • ندوة هامة عن الأزمة الأقتصادية في السودان
  • تصريح إعلامي من رئيس الجبهة الشعبية المتحدة، ونائب رئيس الجبهة الثورية السودانية

  • لم ولن اطلب حماية (الغرب) أخي رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني بقلم جمال السراج
  • إقتراح ثقافي ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • (متكبروهاش)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • السلام الجمهوري لكسلا..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • لم نجرّم المسيحية ولم نصفها باﻹرهاب !!.. بقلم الطيب مصطفى
  • بعيداً عن أيقونة : مصر يا أخت بلادي يا شقيقة ..! بقلم عبد الله الشيخ
  • محنة الصدق فى إمتحان وزارة المعادن!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • عودة برنامج نجوم الغد الشهر القادم!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • خارطة طريق لإنهاء الإحتلال الأثيوبي للفشقة بقلم د. عمر بادي
  • الأصول الجاهلية للإسلام (الداعشي) -04 – بقلم آدم صيام
  • أصغر مهاجرة سودانية في قارب الموت!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • أنت صاح يا الرئيس السيسى السودان بتوعكم وتبعكم !
  • بؤرة العقارب و نافخة السموم بقلم فلاح هادي الجنابي
  • حين تقود محاربة الإرهاب إلى استفحاله بقلم نقولا ناصر*
  • معاناة الاسر السودانية في بلاد الغربة!! بقلم احمد دهب
  • حلايب و سد النهضة و حقارة المصريين (الأشقاء)! بقلم عثمان محمد حسن
  • حرري نفسك من كابوس الماضي بقلم نورالدين مدني























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de