مبارك يريد تجاوز ابن عمه في التأثير على مجريات الأمور، أما باقي الشمارات والموقف الأخلاقي من قضايا الشعوب ألخ ألخ، فهذا مهمة الإعلام والسوشيال ميديا.. الله أعلم أين تكمن الحقيقة، إلا أنها ليست بعيدة عن الكرسي والمال. يُقرأ موقف مبارك الفاضل المهدي، من التطبيع مع إسرائيل، من زاوية أنه يمثل الحكومة، ومن زاوية أنه يقدم نفسه كوريث للمهدي، و أيضاً كذلك، مِن كونه المناضل الأكبر ضد حلفائه الانقاذيين..! ومن غير المستبعد أنه قال ذلك، بايعاز، والعياذ بالله،، لأن إسرائيل هي المعبر السالك لأميركا، ولأن المخارِج في سبيل الاستمرار، قد باتت محدودة جداً.. استقبلت أوساط إسرائيلية بالترحاب دعوة حفيد المهدي للتطبيع، كونها دعوة استثنائية، تصدر من شخص ينسب لأيدلوجيا الغضب.. فهو لا يمانع في تطبيع العلاقات، لأن هذا الأمر – التطبيع - قد يفيد السودان، ولأن الفلسطينيين طبعوا. قال مبارك إن الفلسطينيين (يحفرون) للسودانيين وينافسونهم في الوظائف.. وهذه بالطبع تخرُّصات عوام، لا تقوم على تحقيق، وهي من نوع الكلام الساكِت، الذي يقوم على مضايقات اللحظة.. لهذا، دعك من هذا، فالوزير مبارك حمّل الفلسطينيين جزءًا كبيراً من المسؤولية عن أوضاعهم، وأضاف أن القضية الفلسطينية أخرّت العالم العربي، وأن بعض الأنظمة العربية استغلتها وتاجرت بها، وان الفلسطينيين باعوا أراضيهم... و يا وزير: من باع قطعة أرض، أو مزرعة أو ضيعة، لا يعني إنه باع الهوية والوطن، وأنت براك يا وزير الاستثمار، شايف وعارف!هذه التصريحات – يا وزير الإنقاذ - تعبر عن أزمة حقيقية. هذه التصريحات تعبر عن انهيار منظومة القيم لدى من يدّعون الذكاء السياسي والفهلوة. الموقف من قضايا الشعوب هو موقف إنساني. التضامن مع المضطهدين ورفض الأحتلال، أمر لا تحسمه دواعي الهوية الثقافية أو الدينية. الموقف من الحقوق موقف مبدئي. لقد نسي وزير الإنقاذ أن (المهدي) حين ثار ضد أمبرطورية الخلافة التركية، حاربته الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وبالنتيجة استشهد في كرري وحدها، أكثر من 12 ألف سوداني في ضحوة نهار. تلك الإمبراطورية – بريطانيا - هي القوة التي وقفت وراء إنشاء الدولة الصهيونية.. ثم جاءت ردة الفعل الرسمية على تصريحات مبارك، دون خطر يُذكر، إذ أن الناطق الرسمي للدولة هو أحمد بلال. كما جاء رد هيئة علماء السودان، كالعادة، مثل تصفيق أجنحة القطا! ولعل ما يمكن أن يؤثر على مستقبل مبارك، هو اعترافه الصريح بأن قيادات من حزب الأمة - ذكرهم بالإسم - التقوا بقيادات إسرائيلية في لندن، وأن الدعم الإسرائيلي لحملات الأحزاب الانتخابية لا يخفى.مبارك لم يتحدث عن الدعم الإسرائيلي وحده، بل أكد حقيقة أن (كلّهُم مُمَوَّلونَ)،، وأن هناك دفعاً خليجياً وقذافياً وخديوياً ، مبارك قال أكثر من ذلك.. قال إن تلك الدول لا تفرق في الدعم بين الإسلاميينَ، الاتحاديينَ، وحزب الأمة.. وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن هذه ليست المرة الأولى التي يغازل فيها منسوبو النظام تل أبيب.ونِحن من زمااان طالبنا بفتح هذه الملفات واجراء تحقيقيات واسعة ليعرف الناس الحقيقة الكاملة وناصعة البياض!! akhir-lahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة