حين سمع الفريق ابراهيم عبود صوت المتظاهرين ينادون بسقوط نظامه، تساءل ماذا يريد هؤلاء المواطنون؟ جاءه الرد: يريدون ذهاب نظامك! فأعلن أن كانوا لا يريدوننا لماذا نبق اذن؟ وتنحى عن الحكم على الفور!
بعد أربعة عقود إستيقظ جنرال آخر من النوم الهانئ في قصره على ضفاف النيل على صوت المتظاهرين ينادون بسقوط نظامه، فتساءل : ماذا يريد هؤلاء الناس؟ لماذا يقلقون منام قيلولة السلطة؟ فجاءه الرد: ينادون بسقوط نظامك!
لم يُثبت قط أنه خير خلف لخير سلف، لم يقل لماذا نبق اذن ماداموا لا يريدون ذلك، بل أصدر أوامره بإنزال القوات الخاصة لقتل الشباب ووأد إنتفاضتهم!
شاهده الناس يحكي ذلك في جهاز التلفزيون، لم تبد عليه (الخجلة) من قتل شعبه، بل كان مزهوا (برجالة) النصر البائس على شعبه! وكأنه حرّر القدس أو بالميت حلايب أو الفشقة!
قبل سنوات كان أعضاء حزبه الكيزان يسيّرون المظاهرات في الشوارع دعما لصدام حسين ويشتمون الحكومة السعودية رافعين يافطات: يهود يهود آل سعود!
وحين ضاقت الاحوال بعد سنوات وقبض المعلوم من ريع عاصفة الحزم، أعلن: الأماكن المقدسة خط أحمر!
طيب سنة 90 الأماكن المقدسة دي كانت في (كازاخستان)؟
الجنرال (التنح) الذي يؤمن أن الثبات على الكرسي هو ثبات على المبدأ، يؤمن أيضا أن العناية الالهية ارسلته لينقل الناس من الظلمات الى النور، لم ير الناس نورا في عهده الظلام، اللهم الا مُجمّع النور!
تُبنى القصور للفاسدين من زمرة المؤتمر الوطني، حزب اللصوص والمؤلفة جيوبهم وضمائرهم من باعوا قضية وطنهم بدراهم معدودات. ينتقل السيد الرئيس الى قصره الجديد، وترتفع العمارات السوامق في سماء بلادنا، من نقود السرقة، من مال شعبنا المظلوم الذي استحله مجموعة من اللصوص تسمي نفسها نظاما وهي جاءت لتحطّم كل نظام وتدمر كل قيمة وتعلي فقط من قيمة الفساد والقتل والفتن.
ترتفع العمارات وتنهار القيم وتنهار قيمة الانسان، ترتفع العمارات وتبنى القصور بينما تنهار مراحيض المدارس المتهالكة، ليموت الطلاب ومعلميهم، لا أحد يأبه لأساس العملية التعليمية، للمعلم الذي كان ركيزة القيم والاخلاق والعلم.
ترتفع العمارت وتنهار قيمة الانسان، نظام يسخّر أجهزته ليفرّق بين الناس ليسود عليهم بالخداع. بعد أن فرغ من تدمير دارفور واشاعة الفتن بين مكوناتها اتجه لاهلنا في الشمال، كان مسرح الفتن هذه المرة ،الاهل في قريتي حاج زُمار والقليعة ، وحين تدخل بعض الحادبين على سلام المجتمع وعلى اعادة العلائق الطيبة بين أهل القريتين الذين اصبحوا اهلا بعد عقود من المصاهرات والعيش المشترك، ماطل النظام في إنفاذ اتفاق الصلح حتى وقعت الواقعة، وبعد ان وقعت الواقعة وبدلا من لم الشمل والتوسط لحل المشاكل بين الفريقين يستمر النظام في اشعال نيران الفتن.
ومزيدا من الانتصارات على الشعب المكلوم.
يعمل النظام وأجهزة أمنه وفق نظرية ((يدي الحلة عصا ويدي النقارة عصا!) يسهّلون وصول اللاجئين الافارقة الى اوربا عن طريق تركيا وغيرها وبعد قبض المعلوم من هؤلاء اللاجئين باليمين! يوقّعون بالشمال مع الاتحاد الاوربي لمحاربة الهجرة غير الشرعية! يعمل الدواعش تحت نظرهم ورعايتهم ودعمهم، ويتفاهمون مع الامريكان على محاربة الارهاب تمهيدا لرفع العقوبات! ويعتقدون أن الشعب طيب ومسكين يسهل خداعه، ويجب استغلاله الى ابعد حد!
التحية لروح الشهيدة، معلّمة الاجيال الاستاذة رقية محمد صلاح..
والتحية للماجدة شمائل النور، القلم الشجاع المثابر، الصامد في وجه التخويف والارهاب والاستبداد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة