تلقّيت يوم أمس مُكالمة هاتفية من السيد عبد الحميد موسى كاشا والي ولاية النيل الأبيض، علّق فيها على مقالي يوم أمس بعنوان (بس كده ….!؟).. تعليق الوالي عرج فيه على تطرقي لقضية طفلة كوستي ضمن المقال. وَضَحَ جَلياً اهتمام الوالي بملف القضية والذي اعتبره قضية رأي عام في ولايته، وحَقيقة الأمر يَنبغي أن تُرفع القُبعات لشرطة ولاية النيل الأبيض على سُرعة ودقة الوُصول إلى الجُناة والتعرف عليهم وإكمال التحريات والتحاليل في زمنٍ وجيزٍ. ولكن تبقى المًشكلة دوماً في مثل تلك القضايا شديدة الحساسية؛ البيروقراطية في الإجراءات ومط زمن الإجراءات بحيث تمضي الشهور والسنوات، وما بين إجراء مُؤجّل ومُعطّل واستئناف تبرد العواطف المُلتهبة ويقل الحماس في تشديد العُقُوبة. قانون الطفل لسنة 2010 وإنشاء نيابات ومحاكم خَاصّة بالطفل من شأنه العمل على تعزيز فُرص المُحاكمات العادلة والناجزة والسّريعة، الأمر لا يحتاج أكثر من قاضٍ مُتخصِّصٍ مع تفريغه التام لكل قضية يتناولها. يوم أمس لفت نظري تحقيق أوردته الغراء “الرأي العام”، جاء فيه أنّ الباحثة النفسانية رفيدة مهدي رزق الله قد أجرت بحثاً ومسوحات على مُغتصبي الأطفال والذين يقضون عُقوبات مُختلفة في السجون تتراوح ما بين سبع سنوات والإعدام. في حوارات رفيدة تلك، لفت نظري حوارٌ مع شيخ خلوة يحفظ القرآن ويُحفِّظه للأطفال ويثق به أهالي القرية والتي تقع بإحدى قُرى الجزيرة.. أبرز إجابات ذلك الشيخ أنه غير نادم على أفعاله ولا يشعر بالذنب، وإنّه حاول الإقلاع عن تلك العَادة القبيحة وفَشَلَ، وإنّه كان يُصادق الأطفال ويُهدِّد بعضهم ومن ثَمّ يغتصبهم، وإنّه لا يرى علاقة بين كونه حافظاً للقرآن الكريم وبين أخلاقه لأنّه أُجبر على حفظ القرآن الكريم في طفولته.. أتمنى أن تُخضع إفادات أولئك المُغتصبين والذين يَنتظرون عُقُوبات مُشدّدة، أو الذين ينتظرون تنفيذ حُكم الإعدام أن تُخضع للمزيد من البحث والتمحيص فتلك بوابة حَل المُشكلة. خارج السور: اجلسوا إلى الجُناة وسَارعوا بالعُقُوبة وتذكّروا دوماً أن العدل المُتأخِّر ظُلمٌ.+
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة