مصادرة جهاز الأمن ثلاثة صحف يومية بحجة نشر حوارات وأحاديث صحفية مع قادة الحركات المسلحة إنما يدل على مدى تعنت الحكومة السودانية تجاه قضايا الحريات العامة ، والصحافة بصفة خاصة ولا يدعم ذلك خطابها السياسي، فى الوقت الذي تفاوض فية خصومها من المعارضين و الحركات المسلحة بغرض الوصول لحل وسلام شامل. تتم مصادرة الصحف وتعليق بعضها من قبل مجلس الصحافة والمطبوعات وتتعرض صحفية للضرب. من المفترض قبل دخول الحكومة فى مفاوضات أن تتم تهيئة الأجواء ببسط الحريات العامة وحرية الصحافة والتعبير وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين أبداء لحسن النوايا . لكن ما حدث يدل على مدى ضيق صدر النظام مع من
يختلف معهم وحجب صوتهم فى وسائل الإعلام
ضارب بحق حرية التعبير عرض الحائط بمصادرة الصحف التى فرضت عليها رقابة قبلية وبعدية، ومن سلبيات المصادرة الخسائر المادية والاقتصادية التى تعود على مالكي الصحف ، ويعود ذلك أيضًا سلبا على الصحفيين، إضافة للوضع المزري الذي تعيشه الصحافة .هنالك حالة من التناقض يعيشها النظام يناقض نفسة يدعو للحوار الوطني ويقمع حرية التعبير.، هل يتماشى ذلك مع دعوته للحوار !! ظهر ذلك جليا فى الاعتداء الأخير الذي تعرضت له
الصحف بالمصادرة ومنعها النشر ،اى حوار يريده النظام؟ حوار لايسمع ولا يسمح فيه إلا صوته وحجر آراء غيرهم من المعارضين. .
السلام لن يأتى هكذا بالعنف والضغوط السلام قناعة وارداة من الطرفين ولديه مستحقاته مالم تتوفر الأجواء الملائمة لة من إطلاق الحريات العامة لا يمكن الحديث عن تغيير وتحول ديمقراطي قادم وحوار.
لابد للنظام من ترك الصحافة تؤدى دورها بمهنية دون رقابة وتمليك الشعب الحقائق .لا يمكن ان يتحكم جهاز الأمن فى ما تنشرة الصحافة. حتى لا تفقد الصحافة دورها ورسالتها باعتبار أنها رقيب للدولة والسلطة الرابعة ومرأة الدولة لكشف الحقائق . اذا كانت تخشى الدولة من التصريحات السالبة التى لا تخدم مصلحة الحوار ،عليها بنفس المستوى ضبط التصريحات السالبة من جانبها وضبط خطابها السياسي وعدم وصف معارضيها بما لا يليق. عليها الحرص على المصلحة العامة مع كل الأطراف .
الصحافة والصحفيين فى السودان يعيشون في أوضاع سيئة للغاية بالاضافه لظروف العمل الغير جيدة وبالرغم من ذلك يجاهدون ويجتهدون فى تقديم خدمة اعلامية متميزة رغم الظروف الصعبة التي تمر بها الصحافة والصحفيين . النظام لا يسعى لخدمة الصحافة وتطويرها إنما يسعى لتطويقها وذلال الصحفيين والاعتداء عليهم بواسطة منسوبيه من الأمن. الصحافة مهنة مقدسة ومحترمة فى كل دول العالم ماعدا في السودان يتعرضون للذلة والإهانة. كما قالت كوكب الشرق ام كلثوم ( اعطيني حريتى وأطلق يديا انى أعطيت ما استبقيت شيئا )
من اﻹفصل أن تطلق حرية الصحافة ويتحمل الصحفيين مسؤوليتهم المهنية والأخلاقية تجاه المهنة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة