لا يختلف اثنان على أن القران لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و غير قابل للزيادة أو النقصان وذلك بدلالة تماميته التي صرحت بها السماء في اكثر من موضع ورد فيه لأنه من ابداعاتها المحكمة و صنعها المتكامل و بهذا يعجز كل مَنْ يحاول مجاراته أو الاتيان بمثله فقد ضم بين دفتيه الكثير من الاحداث و القصص و الوقائع التي نستلهم منها العضة و العبرة حتى بات يشكل دستور الانسانية القاضي بالحق و المسفه للباطل و اهله الضالين المضلين الذين يحاولون تشويه الحقائق على بني البشر فمثلاً الحديث المنسوب لرسولنا الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) وهو ( رأيت ربي في صورة شاب أمرد ، له وفرة جعد قطط في روضة خضراء ) وحينما نعرضه على القران الكريم نراه من وضع الايادي المستأكلة الآثمة و صنع الاقلام المأجورة التي تحاول الاصطياد بالماء العكر من اجل الحصول على عطايا حكام الجور و الفساد و تماشياً مع رغبات سلاطنة الانحراف في ظل انخداع العديد من علماء الامة و دعاة المعرفة ولعل ابرزهم شيخ الاسلام ابن تيمية وهو يعترف بصحة هذا الحديث بقوله ( وكما في الحديث الصحيح ) رغم تعارضه مع قول القران ( لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار) وكذلك قول السيدة أم المؤمنين عائشة ( رضي الله عنها ) وهي تكشف مزاعم المجسمة امثال الشيخ ابن تيمية فتقول : ( كل مَنْ زعم ان محمداً ابصر ربه فقد كذب ) فتلك هي الحقائق الجلية للقران و ام المؤمنين تعطي الرد القاطع على كل مَنْ يزعم أن النبي صرح انه رأى ربه سواء في الحقيقة او المنام وهي تنم عن مَنْ لا يفقه شيئاً من القران الكريم و سنة نبينا الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) فكيف بعالم مثل الشيخ ابن تيمية يقر بصحة بهكذا احاديث موضوعة و منسوبة لرسولنا الكريم رغم استنكار كبار علماء الطائفة لها امثال الذهبي في ( سير اعلام النبلاء 113/10) وهذا ما حمل المرجع العراقي الصرخي الحسني على الاستغراب من موقف الشيخ من تلك الاباطيل التي تحاول العقول المتحجرة الصاقها بسنة نبينا و حاشاه منها فكان من المتوقع أن الشيخ يتصدى لكل بدعة و ضلالة لا أن يقرُّ بها و يجعلها من ابداعات السلف الصالح ويقيناً أنهم لم ولن يقفوا مكتوفي الايدي تجاهها بل كشفوا زيفها وهذا ما لم يلتف إليه شيخ الاسلام ابن تيمية وعلى هذا قال المرجع الصرخي : ((وللجواب على هذا السؤال أقول: هذا الحديث ورد من طريقين وبألفاظ مختلفة: الطريق الأول: من حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس (رضي الله عنهما) مرفوعًا... وهذا الحديث من هذا الطريق [الأول] صحَّحه جمعٌ من أهل العلم، منهم: ابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية: [7/ 290-356]، طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف- 1426هـ) واستنكره الذهبي كما في (سير أعلام النبلاء: [10/113(({ مقتبس من المحاضرة الاولى من بحث ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ) في 11/11/2016 فالقران و السنة النبوية منبعا العلم و المعرفة لكل سلفنا الصالح قد اثبتا حقيقة التجسيم ومدى ضلالة كل مَنْ يسير بنهجه فكيف يتخذه شيخ الاسلام ابن تيمية من الكنوز المقدسة و من الخطوط الحمراء المعتبرة ؟ . https://www.youtube.com/watch؟v=kojoNR8AliQhttps://www.youtube.com/watch؟v=kojoNR8AliQ بقلم // احمد الخالدي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة