· مطالبة الحكيم طه على البشير لرئيس الهلال الكاردينال بعقد مناظرة بينهما عبر بعض أجهزة الإعلام السودانية أعتبرها ضربة معلم. · إن كنا كأهلة نريد الحقيقة ومصلحة نادينا فلابد أن نسعد جميعاً بمثل هذا الطرح الذكي من الحكيم. · فقد دعم طه المجلس الحالي ، لكن بعض الزملاء الموالين للكاردينال ظالماً أو مظلوماً أنكروا ذلك، رغم أن الكاردينال نفسه أقر بذلك الدعم. · ولم يمر علينا يوم إلا وحاولوا فيه ترسيخ كذبة أن الكاردينال يدفع وحده وأنه لا يوجد من يشاركه في الهم المادي للنادي. · وليت الأمر توقف عند ذلك، بل ظلت الاتهامات تلاحق طه بأنه يتآمر على الكاردينال ومجلسه. · وقد أسهم هذا الوضع في شحن الأجواء الهلالية وملأها سموماً، وأفرغت مثل هذه الكتابات الرامية للفتن الرياضة من أسمى أهدافها. · فلماذا لا نتحمس لمثل هذه المناظرة طالما أنها ستضع النقاط على الحروف! · غض النظر عن إمكانيات طرفي المناظرة التي دعى لها طه، أرى أن الهلال واستقراره هو المستفيد الأول منها. · صحيح أن فارق المؤهلات والقدرات والمواهب بين طه وأشرف كالمسافة بين السماء والأرض. · لكن ما يهمنا هو أن يطلع الأهلة على حقائق الأمور. · ما يلينا كأهلة هو أن ينكشف المستور، بدلاً من استمرار الافتراءات والأكاذيب ومحاولات التشويه واغتيال الشخصيات. · إن كان طه على حق- وهو المرجح - فسوف يظهر ذلك من خلال المناظرة. · وإن كان للكاردينال ما يدعم ويعزز التآمر المزعوم فستتاح له الفرصة لاقناع الأهلة بخطوات طه لتخريب فترة رئاسته للنادي. · لا يفترض أن نتوقف كثيراً عند الفوارق والإمكانيات بين الرجلين. · فقد وقع الفأس في الرأس وصار الرجل رئيساً للهلال رغماً عن إمكانياته المتواضعة التي يتناولها الكثيرون. · لن يقف ذلك حائلاً دون المناظرة لأن ما نبتغيه منها ليس جماليات الأداء الخطابي، بل الحقيقة الكاملة وغير المنقوصة. · لست من أنصار أن يتعرض المرء لظلم أو يُتهم بما ليس فيه ويصمت عن ذلك. · لأن الصمت يدفع المستفيدين من مثل هذه المعارك الوهمية على الاستمرار والتمدد في اتهاماتهم غير المسنودة بغرض تحقيق المزيد من المكاسب. · والأفيد دائماً لمصلحة الكيانات أن تنفي الشخصية العامة عن نفسها أي اتهامات باطلة بالحجج والبراهين. · وقد اختار طه أفضل وأذكى الوسائل لتحقيق هذا الهدف. · فالمناظرة توصد الأبواب تماماً أمام مروجي الشائعات ومزوري التاريخ ومضللي البسطاء. · لن يجدوا فرصة لتحوير الكلام أو افراغ بعض العبارات من سياقها بغرض التعتيم وخلق الالتباس. · الكل سيسمعون بآذانهم ما يتفوه به كل طرف. · وبعد ذلك يستطيع المتابعون أن يحكموا لأنفسهم، بدلاً من انتظار الأحكام الجاهزة والمعلبة التي توزع لهم في صحف لا هم لها سوى زيادة مبيعاتها حتى ولو أدى ذلك لتدمير الهلال ولم يبق من تقاليده الجميلة واحداً. · ذكاء طه في أن فكرة المناظرة ستهزم الأفاكين والضلاليين هزيمة نكراء. · فإن قبل رئيس الهلال بالمناظرة كان لطه ما أراد واستطاع أن يبين موقفه كاملاً. · ولو رفض الكاردينال المناظرة فليس من حق كتابه أن يحدثوا الناس بعدها عن أي اتهامات غير مسنودة أو تآمر مفترض لطه على المجلس الحالي. · هذا هو الوضع الطبيعي والمسار المنطقي الذي يفترض أن تكون عليه الأمور بعد طرح فكرة المناظرة. · بالطبع هناك احتمال أن يرفض الكاردينال المناظرة أو يتهرب منها بصورة أو بأخرى. · وإن فعل ذلك مع استمرار كتابه في الإساءة لطه والتحذير من مؤامراته المفترضة، ففي هذه الحالة إن صدق بعض الأهلة، أو حتى أضاعوا ولو دقائق من وقتهم في قراءة كتابات بهذا الشكل سأعتبرهم شخصياً أحد اثنين. · إما أنهم مجموعة من الهبل أو السذج. · ونربأ بأي هلالي أصيل أن يكون كذلك. · لذا أرى أن فكرة المناظرة يفترض أن تسد هذا الباب بشكل نهائي. · من الوارد، بل المؤكد أن يتحول مثيرو الفتن إن تناظر طه والكاردينال إلى عدو مفترض آخر، لكي لا تعاني بضاعتهم من الكساد، طالما أنهم يقتاتون من العكننة وتأجيج الخلافات. · لكن يستطيع العدو الجديد المفترض أن يتصرف على ذات نهج طه ويطالب بمناظرة شبيهة. · لو تعامل الجميع بهذه الشفافية لكفانا ذلك شروراً كثيرة. · وكل العشم أن يستمر طه في الدعوة للمناظرة ويوجهها للكاردينال بشكل رسمي، لنرى ونحكم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة