تأملت في الوجوه، وجدت بعضهم مثل (الزومبي)، مكشر الوجه بارز الاسنان (غضبا)، وآخرين يبدو الهلع في وجوههم، هلع باين ويبدو انه أستوطن تلك الوجه الكالحة، ولكنني وجدت الاوضاع (شبه عادية) ..!!! عاليه حديث من أثق في قوله، وعند سماعه تناوشتني خليط من المشاعر ابرزها بلاشك الالم، ألم فظيع من ضياع شعب أبيّ بين نظام ( فاشي) ومعارضة ( سحسوحة). تترجمت مشاعر الالم الخليطة بقليل أمل في العنوان أعلاه ( الخرطوم خطوات في الظلام نحو النور)..!! وهو في اعتقادي عنوان يعبر بلا شك عن حالة الخرطوم اليوم، تسير على غير هدى تبحث عن النور، تارة يعلن البعض مظاهرات ليلية، وتارة اخرى يهللون لمظاهرات طلاب الثانوي، وقبل ان يخف صدى هتاف (اليّفع) تنبرى دعوات لعصيان مدني..!! أليس هي خطوات في الظلام ..؟؟ تبتغي النور، نور الحرية.!! ولكن هل من اليسير السير في هذا التخبط والظلام الحالك، أوليس من الأفضل ان نوقد شموع تنير للشعب الطريق نحو النور، وهنا ياتي دور المعارضة الحزبية، اعنيها هي بالتحديد لانها تصدت للامر اعلاميا وسياسيا وتوارت بلا خجل عن الفعل وتركت دعوات العصيان تصدر من ام كبس تارة وتارة اخرى من سائق الامجاد..! على المعارضة انو توقد الشموع، وذلك بجلوسها مع بعضها وازالة مخاوف بعض السودانيين التي لا يجوز تجاهلها، وعدم تقديرها. نعم الجوع والغلاء والبطش الذي نشاهده يدفع الى ثورة شعبية بلاشك وهو خوف عظيم، ولكن الخوف من القادم اشد وطأة على النفوس الحرة في السودان، فهم يخافون أيضا مما قد يحدث، هي مخاوف حقيقة أولى خطوات إيقاد الشموع هي الاعتراف بتلك المخاوف الممثلة في ضمان انتقال سلس، وضمان ديمقراطية غير التي رايناها مسبقا. كيف هذا ..؟؟ بايقاد الشموع في الظلام، لتتبين الخطوات اين موضعها، ايقاد الشموع بالجلوس معارضة مدنية ومسلحة للاتفاق حول تلك المخاوف وهي وضع الحركات المسلحة بعد واثناء التغيير، انعقاد مؤتمر دستوري يضع دستور واضح، تقديم حكومة تكنوقراط للفترة الانتقالية تعلن اسمائها. في اعتقادي ان تلك الخطوات البسيطة قادرة علة انارة الدرب امام الثوار وتجنيبهم التخبط في ظلام الخرطوم. وانجاز تلك الخطوات ذو اثر معنوي كبير للغاية لان عدم انجازه يعلق عليه البعض ( معارضة بره الحكم لا تستطيع الاتفاق كيف تتفق وهي في الحكم..!!) ولعمري هو وعي الشعب الذي فاق وعي تنظيماته السياسية. وفرّوا جهدكم، فان السير في الظلام عاقبته التخبط، وتواري الاحزاب في لحظة المخاض وظهورها في بعد الوضوع مألوف لدى الشعب لذا لن يجازف، ربما تكون هنالك حركات مطلبية احتجاجية، تحولها الاسافير الى انتفاضة وهي براء منها.!! الانسان السوداني فطّن بلاشك، ذو وعي نموذجي بقضاياه، لا يحتاج الى ان نشرح له وضعه، بل يريد ان نقدم له تجربة نموذجية، خصوصا هو ثار ثورتين عتيدتين من قبل وللاسف نفس الوجوه الموجودة اليوم هي من قادت الوطن في خلال الديمقراطيات الصغيرة، وهي من انقلب عليها العسكر، وهي من عادت وصالحت العسكر..!! هل من المنطقي ان اخرج للمرة الثالثة وانا اتوقع ذات التجربة..!! الحل في الدستور واتفاق سياسي واضح لقوى المعارضة مسلحة ومدنية، يثتم تمليك تفاصيل هذا الاتفاق عبر حكومة الفترة الانتقالية القادمة، واذا قيّض للمعارضة انجاز هذا الامر فكل المطلوب منها ان تجلس وتحتسي الشاي والقهوة وترى كيف يسقط الشعب المعلم النظام الفاشي..!! يا لهفي على وطني وشعبه الذي يتم دفعه لركوب الاهوال والطريق الممهد أقرب ان تنازلت احزاب الشؤم والحركات عن بعض مطالبها وتواضعت لتتفق.!!! النفق طويل والظلام دامس، والبعض يصّر على السير فيه، والعقلاء ينادون بايقاد الشموع وحينها تخرج الاتهامات بانهم (كيزان) .!!! ولكن وقت الصمت قد مضى..!! ويجب القول ان الحق يقال، ولا نابه بوصفنا بما يريدون لاننا نعتقد ان وسط الجموع يبرز العقلاء والصوت سوف يرتفع مطالبا بانارة الشموع او الاستمرار في ظل الاضطهاد الحالي وللسودانين مثلا عجيب يقول (جنا تعرفوا ولا جنا مابتعرفوا) ..!! ولنا لقاء ناصر حسين محمد أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 27 نوفمبر 2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة