فضيلي جمّاع: ماذا تعني الحياة بدون حرية!؟ ================= لم أجد من بعد نعمة العقل وصحة البدن ما هو أغلى من الحرية. ولم أقرأ في دساتير وكتب الحكمة ما يشد الإنتباه ويغري بالتفكر فيه أفضل من الحرية. وحين قرأت في كتاب الله – القرآن- الآية الكريمة التي تقول:)وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)، عجبت كيف أنّ من خلقني وسوّاني منحني حرية أن أؤمن به أو أكفر، فكيف بابن أنثى يحلم أن يذلني ويستعبدني وقد ولدتني أمي حراً! لا نختلف في قيمة الحرية إذن. فهي تأتي دائما في مقدمة طلبات الإنسان ، من طفولته في المهد حتى أرذل العمر. الحرية دون شك هي أغلى ما نملك، وعن أغلى شيء في الحياة – أعني الحرية - كتب الشاعر الفرنسي العظيم بول إيلوار يقول: على الجبل المارد أكتب اسمك وبقوة كلمة أبدأ حياتي ثانية لقد ولدت لأعرفك ! لأسميك أيتها الحرية!
وشعبنا – وهو يشهر اليوم سلاح العصيان المدني - لم يرفع هذا السلاح في وجه جلاديه إلا حين سدّ القتلة واللصوص في طريقه كل النوافذ، وحجبوا عنه عبير الحرية والعيش الكريم. لقد دعونا وندعو للعصيان المدني لأنه أثبت بجدارة أنه أمضى وأسرع الوسائل الحضارية لتجريد أي سلطة غاشمة من جبروتها وخيلائها الزائف. لقد صبرنا على سبع وعشرين سنة من الإجحاف والبلطجة والغش ، كان بعضها تحت مظلة الدين الحنيف والدين منه براء. فإذا رفع شعبنا سلاح العصيان المدني ليسترد كرامته فهو إنما يفعل ذلك لأن الحرية حق لا يمكن المساومة عليه.
وقبل أن تقوموا إلى عصيانكم – رحمكم الله- نود أن نوصي بلغة المحب المشفق على شعبه ووطنه : 1. لا يعني العصيان المدني أن يكون عائده من الحرية جاهزا وعلى الفور..فقد احتل شباب 25 يناير في مصر ميدان التحرير وانتظروا شهرا ليكتمل قوس قزح الحرية ! والسلطة التي ننازلها لا يعرف الممسكون بها القسمة والتنازل ، لذا فإن معركتنا معها يتوقع أن تطول. 2. ينبغي أن تستمر التظاهرات المزودة بالشعارات في المدن والقرى ليل نهار. وهنا تظهر مقدرة قادة التظاهرات وتنظيمها على استمرار زخمها وعنفوانها . ينبغي ألايحلم السفاح والقتلة بالراحة والطمأنينة. القصد من التظاهرات أثنا ايام وليالي العصيان براحة بال. 3. كل عمل قبيح ولا أخلاقي يمكن أن يخطر على بالكم هو من تخطيط أجهزة أمن نظام الإنقاذ لأنها ببساطة تفتقر للخلق الكريم . إنتبهوا لصفوفكم. 4. شعبنا متحضر ويعرف أن هدفه الإطاحة بنظام البشير وتابعيه من اللصوص وليس تخريب البنية التحتية لبلادنا. وبهذا المفهوم فإن من واجبكم حماية هذه المؤسسات من تخريب كلاب الأمن لها ليرموا اللوم عليكم........ إقلبوا السحر عليهم! 5. وأخيرا.. فإن هذا النظام اضحى في ذمة التاتريخ ، لكنه يحتاج إلى من يواري جثته حتى تخرح بلادنا من عصور الظلام إلى فجر الحرية!
ونردد مع شاعر الحرية بول ايلوار: لقد ولدت لأعرفك ! لأسميك أيتها الحرية!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة