*في يوم الحشر السودانى الذى أظلنا الان والكل اصبح يقول نفسي نفسي ، فلقد بدأ الإنسان السودانى الفرار من اخيه وصاحبته وبنيه ، وجسدت تلكم الام التى لم يرها احد بعد ان تركت فلذة كبدها في قارعة الطريق وتوارت عن الأنظار فوجد السابلة انها تركت رطلين لبن وعلبة بسكويت وقطعة خبز واحدة وحقيبة صغيرة تحوي ملابس مهترئة تؤكد على بؤس بئيس ، والطفل يقدر عمره في حدود الثلاث سنوات ، تركته امه وهربت ، من الواضح ان هذه الاشياء هى كلما استطاعت توفيره له من زاد وسقط متاع ، لفت وجوده انظار سكان الحي سرى الخبر تنادت النسوة وهى تستطلع وضع الطفل والأمومة التى جفف الفقر جذوتها ، وكل واحد ينظر للآخر إزاء هذه الحقيقة المفجعة التى صفعت اوجه الرجال والنساء والأطفال في إنكسارتهم الإنسانية الكبرى.
*تجاذب الحضور الاستنتاجات والتحليل ، النساء ثارت شفقتهن لكنك لاتكاد تميز ، هل من وضع هذه الام وطفلها ام لوضع هذا الطفل الذى لم يبق امامه سوى المجهول واليتم العمد مع سبق الإصرار ، صاحب الدكان قال انها امراة عادية لم تثير فيه اية شكوك اشترت البسكويت واللبن والخبز وخرجت ، الدائرة اتسعت حول الطفل ، ترك لعبه وبدأ يتفرس في هذه الوجوه التى احاطت به من كل جانب وكانه من كل الوجوه يبحث عن وجه واحد هو وجه امه ، التى توارت عن الانظار وهى تمني نفسها بانها تنازلت عن امومتها عسى ان يجد له مأوى افضل من العدم الذى تعيش فيه ، ولربما قذفت به بعيدا لتتمكن من اعالة غيره ..
*اتت الشرطة وبدأت الاسئلة الباردة التى تريد ان تسترشد بها على مكان امه دون ان يتمكن هو من التعبير ولسوء الحظ لم يشاهد احد الام او وجهتها التى اتجهت اليها الناظر للجمع من بعيد يخال اليه ان هذه الجموع جزء من العصيان المعلن ، او لمة لتظاهرة احتجاجية ضد قرارات بدرالدين محمود الاخيرة ، لكنها تكشفت عن الآثار المترتبة عليها التى جعلتنا نرى الكارثة قد اقبلت ونحن نعجز عن القيام بواجب اطفالنا من ماكل وملبس وعلاج وتعليم ونضطر لتركهم في قارعة الطريق ، وهذه السيدة المكلومة عبارة عن جرس انذار لما سيكون عليه الحال في ظل غياب الحكومة في يوم الحشر السودانى اخرجوا قبل ان تُخرجوا !! وسلام ياااااااوطن..
سلام يا
(جددت قوى المستقبل للتغيير الدعوة للحركات المسلحة والممانعين بالداخل والخارج إلى الانضمام والمشاركة في الوثيقة الوطنية، وأشارت إلى أن عودة رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي للبلاد سيكون لها دور كبير في تقريب شقة الخلاف بين القوى السياسية. ) تمام ياقوى المستقبل بالله ورونا العصا السحرية التى يملكها الامام ، قوموا لفوا بالله!! وسلام يا..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة