لقد اعتدنا المرمطة والبهدلة في ظلال الجهل والجهلاء .. أهل الوجدان الجافة كالصخور الصلدة الصماء .. وديان وتلال خلفها وديان وتلال خالية من عطف الرحماء .. وخالية من مشاعل رحمة تمطر وتنزل من السماء .. هي أرض الأحزان التي تسقى الأفئدة بدموع الويل والعناء .. المولد فيها صرخة لحظات تتلاحق بجروح الغدر والدماء .. والنشأة فيها صهوة آلام سنواتها الآهات والأنات والبكاء .. والضحكة فيها جريمة قتل يرتكبها طفل إذ كان من الأبرياء .. وتلك الحياة تدوم تحت وسادة قبر أهله الضعفاء من الأحياء .. وساحات الموت أشجارها مشانق موت تتباهى نحو الفضاء .. الجلاد فيها يهدد بعصي حتى يخيف جحافل البسطاء والفقراء وأهل الأسقام يناجون الموت شغفاَ حيث الأوجاع من قلة الدواء لقد ضاقت الدنيا على الناس بما رحبت بكيد الكائدين والخبثاء ما ضر حاكمنا لو أنه بذل العطف في أمة تولول بأحزان أهل الكربلاء ؟.. أمة تخوض الويلات في حمم الجحيم حيث الأوجاع والغلاء .. فالحياة لا تتاح لها إنما الحياة تتاح لأهل الجاه والأغنياء .. قلة من نخب تنام تحت أغطية السعادة والهناء .. وكثـرة من بشر تنام تحت أغطيـة الشـقاء .. فأين العدالة والإنصاف في وطن ينادي برسالة السماء ؟؟.. ولما الكذب بالألسن وتلك الأفعال تفضح أسرار الرياء ؟؟ .. فأصبح الوطن وطن الزيف حيث بوادر النفخ في الهـواء .. الرضيع فيه يطرق باب المرضعة فلا يجد الزاد في الإناء .. فيموت كمدا والحاكم يترفل في ثياب الأثرياء !! .. وتلك الأم تولول ألماَ حين لا تجد لرضيعها قطرة ماء .. فيا أسفا على حاكم يفقد الشفقة ولا يبالي بأهل الدمع والشقاء .. لقد التزم الكادحون طاعة أولي الأمر بالصمت والرجاء .. فهل ألتزم أولي الأمر بواجب العرفان والعطاء ؟؟ .. والحكمة ليست في تكميم أفواه جائعة تتلوى ألماَ بالنداء .. ولكن الحكمة في توفير لقمة خبز تسكت الجوع في الأمعاء .. كما أن الحكمة في توفير دواء يطرد آلام الأسقام والداء .. فلما الظلم والجور لشعب يهلل ويكبر رغم الجوع والعناء ؟؟ .. ولما التعمد في قمع شعب تعود الصمت رغم جروح الكبرياء .. ولما الفرحة عند إذلال الكادحين من الأرامل والضعفاء ؟؟ ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة