|
Re: (كلام نسوان ) كلام في الفاضي ... !! - بقلم ه (Re: هيثم الفضل)
|
الأخ الفاضل / هيثم الفضل التحيات ولكم ولكل موبوء بالسعي فوق الحروف . نراكم تتحسرون على تساقط جدران ذلك الفن من الفنون .. وتلك حسرة تعد عجباَ في بلد أصبح يئن من بديهيات الفشل والإخفاق في كل المعاني والمسالك .. كما أن تلك سرادق التعازي منصوبة في كل زاوية من زوايا الوطن .. وتبكي النفوس على كذا وكذا من المصائب والمحن .. وقد تراجعت أهميات البكاء بالقدر الذي يعطي الأولوية للأهم ثم الأهم .. شعب يواجه أشد لسعات الجوع وقد أصبحت معركته في الحياة اليوم تنحصر في فتات خبز يسد بها الرمق وأنتم تتحسرون على قلة الجودة في فن من الفنون !!!!!! .. ( أي فن بالله عليكم وأي بطيـخ ؟؟؟ ) .. وكيف ساقتكم الأقدام إلى مسرح من المسارح لتشاهدوا جانبا من المباهج والترفيه ؟؟ .. وهل ما زالت في هذا السودان منافذ متاحة تشرد منها الأحزان ؟؟ .. فكيف تتوقع لحظات مرح تطرد بها الأحزان وأنتم تتواجدون ليلا ونهارا في أتون الجحيم ؟؟ .. وتلك خيام الأحزان مضروبة في كل ركن من أركان البلاد .
والملاحظة العجيبة أن السودان يشهد حاليا التطور والتقدم السريع في مجالات النصب والاحتيال !! .. وبالأمس أتصل معي أحد الشباب تلفونيا وقال لي بالحرف الواحد : ( مبروك عليك فرقم تلفونك هذا قد فاز بالجائزة الأولى بمبلغ ثلاثة عشر ألف جنيه سوداني ،، وأنت مطلوب منك التواجد بالقرب من مشاهدة قناة النيل الأزرق الفضائية وسوف يرد اسمكم ضمن الفائزين .. ولكن قبل ذلك المطلوب منكم فورا التوجه إلى أقرب محلات اتصالات وتحويل رصيد بمبلغ مائة وعشرة جنيه إلى حسابكم .. ثم طلب بعدم إغلاق الخط حتى تتم عملية التحويل .. مع التحذير الشديد بعدم أثارة الموضوع لدى الآخرين .. وأضاف أن المكالمات مسجلة وسوف يرد صوت مكالمتكم هنا ضمن المتصلين بالبرنامج في قناة النيل الأزرق ( وتلك الإضافة فقط لزوم الطمأنينة ) .. ثم أورد جانبا من الآيات القرآنية قائلاَ : نحن نخاف الله كثيراَ ثم تلا الآية الكريمة ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) .. ولكني كنت حريصا في التأكد من تلك المحاولات الخبيثة .. فاتصلت بأحدهم في شركة السوداني مستفسراَ .. فحذرني أحدهم مشكورا وقائلاَ : إياك وإياك أن تحول المبلغ المطلوب فتلك عملية نصب واحتيال أصبحت شائعة في هذه الأيام .
أولاَ : لقد سقط ذلك الشاب المتصل المحتال أمام نظري وهو في وزنه ومقامه الحقيقي لا يعادل فضلات الخنازير ( أكرمكم الله ) .. وثانيا : لماذا تسكت تلك الجهات الخدمية المعنية التي تعايش الظاهرة يومياَ ؟؟ .. فالأجدر بشركات الاتصالات أن تحذر الناس من عمليات الاحتيال والنصب .. والمطلوب منها إشهار الأرقام التي تستخدم في تلك العمليات القذرة .. وذلك المتحدث باسم شركة السوداني للاتصالات كان الأجدر به أن يسألني عن رقم تلفون المحتال المتصل .. لأنه من البديهي أن يتواجد رقم تلفون المتصل في أي تلفون من التلفونات . ثم كان الأجدر بدوره أن يتحرى عن الأمر .. وإذا اتضحت لهم الحقيقة عليهم فوراَ أن يقوموا بالتبليغ لدى الشرطة .. كما أن عليهم أن يقوم فورا بإلغاء خدمة ذلك الرقم المستخدم في عملية الاحتيال .. ولا يعقل أن يستمر المحتال في خداع الناس تحت نظر وبصر شركات الاتصال !! .. ومثل تلك الحالات الفالتة السائبة لا تحصل إلا في هذا السودان .
| |
|
|
|
|