* لا خطر على النظام من جانب المعارضة، لكن أهم التصريحات السياسية خلال الأسبوع الماضي، جاءت على لسان الرئيس البشير، الذي أكد خلال زيارته للمملكة العربية السعودية، أنه لن يترشح للرئاسة مرة أخرى، وأنه يتوق إلى أن يسمع من جلسائه لقب الرئيس السابق.. * لعل هذا هو أخطر تصريح يتهدد قصور الحركة الإسلامية الحاكمة، ويثير داخلها لواعِج تنظيمية، لا رادَّ لقضائها.. الظرف الاقليمي والدولي، لا يسمح لهؤلاء الحزبيين، بحراكِ مُريح في الساحة الداخلية والخارجية، وما يُفهم من تصريح الرئيس، أنه عبارة عن تنويه، قُصد به أن يصب في بريد الأُخوان، بأن أمامهم ساعة من زمن، عليهم أن يهتبلوها. الرسالة التي تستهدف بريد الحركة ، بموجب تصريح الرئيس، لا ريب أنها أصابت عضويتة التنظيم بالوجَل، لأن المتغيرات الداخلية والخارجية لا تسمح لهم بالبروز كرؤوس حِراب، بينما الرئيس وضعه مُختلف تماماً، من زاوية انتمائه القوي للمؤسسة العسكرية.. هذا الوضع يفاقم استهدافهم، خاصة، إذا ما اقتربت الرئاسة ، ولو قليلاً، من استثمار عودة المهدي إلى أرض الوطن، بـ(استحضار بديل سياسي) لما نحن عليه من حنوط أُخواني، ساد في الساحة على مدى طويل.. يرمي تصريح الرئيس برسائل واضحة في بريد طاقم الإنقاذ، ممن عهدناهم فوق كراسي (المسؤولية) منذ أن غنَّى ترباس:هبّت ثورة الإنقاذ..! * لاشك إن تصريح الرئيس، أقلق مضاجعاً، وذكّر الذين نسيوا أنفسهم، بتلك البدايات، التي تتبعها نهايات..! فالدستور يتيح للرئيس أن يكون في القصر، حتى يُقارب عهده، تلك المنطقة الرمادية لسنوات دونالد ترامب في رئاسة أمريكا.. وفي السنة الأخيرة من كل حقبة رئيس، تُعِد المؤسسة الحاكمة في واشنطون خيارات دقيقة وقرارات يتهيأ وقتها، في هنيهات انتقال السلطة بين رئيس لاحِق ورئيس سابق.. تلك الفترة (يُبرم فيها كل أمر لئيم)، فكيف يكون حال هؤلاء ، مع مستقبليات ترامب، إذا ما ساعده القدر ودخل إلى منطقة الظل تلك، التي تُتَّخذ فيها إجراءات ويتم فيها تنفيذ سيناريوهات؟ كيف حالهم في الغد القريب، إذا ما تم استبدال الطاقم السياسي بقوم آخرين، يترصدون الدخول إلى السلطة، من خلف الأبواب والشبابيك؟ * بل كيف سيكون حالهم حين يغادر الرئيس موقعه، بعد أن أصبح بعضهم من ثوابت الإنقاذ نفسها؟ على نحو صريح وأكثر فداحةً، هناك ثابت الإنقاذ الأكبر: أمين حسن عمر، الذي ولج دهاليز الانقلاب شاباً، حتى شابَ هُناك، وأنجز في عمقها الدكتوراه..! تعرّض هذا الثابِت الانقاذي لهزّة طفيفة قبل أسابيع، فما فصلوه وما حيّدُوه، ولكن (شُبِّه لهُم)، إذ نقلوه إلى منصّة أُخرى! * لم يُقال، لكنه قالَ في أحد حوارياته الفكرية، أنه خُلِق (حَاد العِبارة) كالمتنبيء،بالتالي يُفترض إلا يتوقع المعارضين، أن يفاكِهَهُم في الكلام! وأبدى إعجابه بكارل ماركس، وبالشاطبي طبعاً،، رغم أن الأخير ما عُهِدت فيه هذه الفظاظة وهذا الإحساس، (يا دُنيا ما فِيكي إلا أنا)! هذا الثّابِت الإنقاذي يذكِّرني بقصة الرباطابي.. بعد السلام من الصلاة، مد الرُّباطابي إيدو على جارو في الصف، فرفض جاره المُصافَحة، بحُجّة أن المُصافحة بعد الصلاة، ليست من السنّة.. ردّ عليه الرباطابي قائِلاً: (نان السنة فيها الإحراج)؟ akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة