:: بعد تدشين كهرباء أعالي النيل وستيت، عقد مجلس الوزراء اجتماعاً خاصاً بالقضارف، وكشف عمر محمد صالح - الناطق الرسمي باسم المجلس - عن اكتمال ما أسماها بالخطوات الأولى لبناء المحطة النووية الأولى بالسودان، بسعة (1200 ميقاوات)، وذلك بمنطقة بري، وخلف مقابرها، حسب وصف صالح.. ولا جديد في هذا الخبر غير مكان المحطة (خلف مقابر بري)، وهل تقزمت مساحات الفيافي - في الخرطوم والبلد - بحيث تكون الأحياء المأهولة بالسكان هي الأمكنة المناسبة لإنشاء المحطات النووية..؟؟ :: ومع ذلك، منذ العام 2009، وكل ما دشنت الحكومة مشروعا من مشاريع كهرباء السدود، أو كل ما حدثت أزمة في كهرباء الخرطوم، تعدنا السلطات بهذه المحطة النووية.. وكان أغرب - وأقرب - وعد في شهر مايو العام الفائت، حيث قالت هيئة الطاقة الذرية بالنص : ( مشروع المفاعل النووي يستوعب عدد (6,940) ألف عامل، الأمر الذي يساعد في الحد من مشكلة العطالة).. ويومها تأملنا دقة الرقم (6.940)، وما فيه من (كسور وبواقي)، ثم ذهب بنا الظن - من وحي هذا الرقم الدقيق - بأن السادة أسسوا ودشنوا المحطة النووية (سراً)..!! :: وعلى كل حال، مع حلم المحطة النووية ثم الوعد بتحقيق الحلم بين الحين والآخرين، يجب أن نتحلى بالواقعية.. سدود مروي وتعلية الرصيرص وأعالي عطبرة وستيت ليست (سدود صدفة)، ولا هي مشاريع من وحي خيال الساسة، بل هي بعض جادت بها دراسة علمية ومهنية لأهل السودان ..ولله الفضل في هذه (المشاريع المدروسة)، ثم للمهندس مكاوي محمد عوض .. في العام 2002، جاءت الهيئة القومية للكهرباء بشركة بريطانية لتضع خطة شاملة تنهي أزمة الكهرباء في البلاد.. وبعد خمس سنوات من الدراسة والتجوال في طول البلاد وعرضها، أي في العام 2007، أكملت الشركة دراستها وخطتها وسلمتها للهيئة.. وهي الخطة العلمية التي تستوعب الطلب الكلي على الكهرباء لجميع القطاعات الصناعية، التجارية، الزراعية والسكنية حتى (العام 2030).. !! :: و في العام (2030)، متوقع بلوغ عدد سكان السودان ( 60 مليون نسمة)، وكان هذا قبل انفصال جنوب السودان.. وتقول دراسة الشركة البريطانية : ليحظى 80% من سكان السودان بالكهرباء القومية، على الحكومة بذل الجهد في إنشاء المحطات التالية حسب الإنتاج المرتقب والموضح في الدراسة.. محطة كهرباء دال ..محطة كجبار.. محطة الرصيرص بعد التعلية.. توسعة محطة سنار.. محطة الشريك .. محطة نهر عطبرة.. محطة دقش بنهر النيل.. محطة فولا ببحر الجبل .. محطة شكولي ببحر الجبل.. محطة لاكي ببحر الجبل.. محطة بيدين ببحر الجبل .. ومحطة توليد بالفحم الحجري بالبحر الأحمر.. وتوليد غرب السودان ..وتوليد النيل الأبيض .. وتوليد منطقتي الخرطوم والجزيرة ..!! :: تلك هى خطة التوليد المائي والحراري التي اجتهدت في وضعها الهيئة والشركة البريطانية قبل انفصال دولة جنوب السودان، أي بعض محطات الخطة ذهبت مع الجنوب.. وتقدر هذه الخطة الإستراتيجية الشاملة - لحل أزمة الكهرباء في السودان - الطاقة الكلية لكل تلك المحطات بـ(23078 ميقاواط)، وبتكلفة قدرها (15،71 مليار دولار).. وعليه، بعض تلك المحطات - التي في السودان - قد اكتملت وأنتجت إنتاجاً لن يغطي حجم الاستهلاك المطلوب في الصناعة والزراعة والتجارة والمساكن.. وبعض المشاريع - الشريك نموذجا - في مرحلة الإنشاء، ولا يزال البعض الآخر في مراحلة الدراسة والبحث عن التمويل، وما لم يصبح ما في الدراسة واقعاً فلن يكتمل حلم (التغطية الشاملة)..هكذا الواقع الذي يجب التركيز فيه، وهذا لا يمنع أن نحلم (بالمحطة النووية)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة