|
زواج الطفلات:حرب قارية
|
01:12 AM Oct, 27 2015 سودانيز اون لاين حسين سعد-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
الخرطوم:
يشهد الشهرالمقبل مؤتمرات وقمم خاصة بمحاربة زواج الطفلات في القارة السمراء وفي السودان تنطلق حملة عن التخلي عن زواج الطفلات دون سن الـ(15) سنة في يوم 11 نوفمبر القادم، بالتزامن مع يوم البنت العالمي والتي تأتي ضمن الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة العادات والتقاليد الضارة بالمجتمع،وكانت السيدة الأولى وداد بابكر قد أشارت الي الآثار السلبية المترتبة على زواج الطفلات نتيجة الأعراف والتقاليد المتجذرة في المجتمعات المحلية والتي قالت إنها تؤثر على صحة ونمو الأطفال ورعايتهم.وطالب عدد من المشاركين في المؤتمر بضرورة إستصدار تشريع رسمي يمنع زواج الطفلات دون سن الـ(15) سنة، أو إجراء تعديلات بشأن المادة (40) من قانون الأحوال الشخصية لحماية الأطفال.من جهتها قالت ممثلة المجلس القومي للأمومة والطفولة أميرة أزهري أن ولايات شمال وغرب ووسط وجنوب دارفور والقضارف والخرطوم، تتصدر ولايات السودان من حيث زواج القاصرات بنسبة (54%) لما دون الـ(18) سنة. وأشارت إلى أنهم أجروا دراسة خلال العام 2012 إلى 2013م، أظهرت أن (38%) من الأطفال في السودان يتزوجون دون سن الـ(18) سنة، وأنه بين كل (5) أطفال اثنان متزوجان. وكشفت عن إستراتيجية جديدة لزواج الطفلات تم رفعها للمجلس القومي للتخطيط الإستراتيجي، من أجل عرضها على مجلس الوزراء لإجازتها ،وفي الاثناء شددت مستشارة حرم رئيس الجمهورية آمال محمود على ضرورة قيادة حملة تشمل كل قطاعات المجتمع للحد من ظاهرة زواج الطفلات. وطالبت بأهمية استصحاب رجال الدين والوزارات المعنية والأجهزة التشريعية في الحملة التي قالت إنها تحتاج إلى صبر طويل وجهد مستمر. وحسب الدراسة ان زواج الأطفال تسبب في فقدان فرص التعلم للبنات بنسبة (71%) بولاية شرق دارفور (61%) بولاية الخرطوم و(58%) في ولاية جنوب دارفور،واوضحت الدراسة ان 15%من الفتيات صغار السن في منطقة الدراسة تزوجن في الفئة العمرية مابين(10الي 14)سنة،وان نسبة 39% تزوجن في الفئة العمرية (15الي 18) سنة .واعتبرت الدراسة زواج الاطفال بانه ممارسة شائعة في المناطق الريفية حيث تترواح الفئة العمرية التي تتزوج فيها الفتيات صغار السن (10الي18)سنة.وكانت نسبة زواج الاطفال قد بلغت بحسب المسح الاسري في السودان لسنة 2010 بالمناطق الريفية بأكثر من 42% بينما بلغت النسبة بالمناطق الحضرية نسبة 28%.وتبلغ نسبة النساء اللائي تزوجن تحت سن 18سنة تركن المدرسة بدون تكملة تعليمهن بنسبة 24%.يمكن القول ايضا ان هناك جهل تام وعدم المام للاسر بوجود وحدات لحماية الاسرة باستثناء الذين يعيشون في ضواحي مدن نيالا والجنينة والقضارف والخرطوم،ولاحظت الدراسة ان أحد الاسباب القوية وراء زواج الاطفال هو(السترة) حيث تعتبر بعض المجموعات زواج الطفلات (سترة) للفتيات ولشرف الاسرة والقبيلة بجانب الاعراف والتقاليد والفقروالدين،وقالت الكثير من الفتيات بحسب الدراسة إنهن أجبرن من جانب أسرهن (الاباء-الاشقاء-الاعمام) علي الزواج في سن صغيرة لان في ذلك (سترة) لهن اوسيكون لهن اطفال يمكن ان يتربوا بصورة افضل من ان يكن في عمر كبير في سن الامهات.وتوصلت الدراسة الي ان الزواج دون سن 18 سنة مازال يمارس في المناطق الريفية والحضرية لاسيما وسط الرحل والمجموعات المستقرة في السودان،وقالت الدراسة ان قانون الاحوال الشخصية والقانون العرفي يسمح للفتيات دون سن 18 سنة بالزواج بموافقة الاباء.كماأوصت الدراسة بضرورة الشروع في إعداد خطة قومية لمعالجة قضايا زواج الأطفال بمختلف جوانبه في السودان وزيادة فرص الحصول على التعليم الجيد والمتنوع للبنات، إضافة الى تعزيز الوعي ومراجعة التشريعات والقوانين. وحول الممارسات قالت الدراسة ان بعض الائمة والشيوخ يقومون بمراسيم زواج الطفلات بصورة عامة في معظم الاوضاع باستثناء سكان نيالا والقضارف وضواحي الخرطوم ويمكن للمأذون ان يكون هو الشيخ والامام بينما تعتبر(الفاتحة) هي وسيلة لاعلان الزواج بين مختلف طبقات المجتمع ويلاحظ ان (القسيمة) هي الوثيقة الرسمية التي يتم بها الاعتراف الرسمي بالزواج ولكن بالكاد تكون موجودة في العديد من الاجزاء خاصة في دارفور.ولفتت الدراسة الي إختلاف (مهر) الشابة التي يبلغ عمرها أقل من 15 سنة مقارنة بالكبيرةالتي يبلغ عمرها أقل من 18 سنة حيث يكون المهر عيناً ونقداً ويتشكل وفقا لنفوذ الاسرة والوضع الاجتماعي والاقتصادي والعرقي (إنخفاضا وعلوا) وقد يشير المهر الي القيمة الاقتصادية بالنسبة للفتاة الصغيرة ويعزي ذلك للخصوبة التي ربما تتمتع بها الفتاة الصغيرة وتعبر عنها اغاني النساء التي تعكس الاعراف الاجتماعية السائدة.وأكدت دراسات تحصلت عليها (الايام)إرتفاع نسبة النساء اللاتى يعانين من مشاكل صحية وسط اللاتى تزوجن فى سن صغيرة عن المتزوجات فى عمر أكبر وأشارت ذات الدراسات الي حصول تعقيدات أثناء الحمل والولادة. وتعاني النساء اللواتي يتزوجن في عمر مبكر من احتمال عدم القدرة على الولادة الطبيعية، والولادة المبكرة، وعدم القدرة على استكمال فترة الحمل. ويتسبب الزواج المبكر عادةً في ارتفاع ضغط الدم لدى الجنين والحامل وما يصاحبه من أعراض اختلال وظائف أعضاء الجسم التي قد تؤدي إلى انفجار الرحم أو الحمل العنقودي وضغط العمود الفقري. ويعتبر الموت الناجم عن الحمل المبكر السبب الرئيسي لوفيات الفتيات في سن ما بين الخامسة عشرة والتاسعة عشرة في جميع أنحاء العالم ، وتعرض الطفل المولود إلى الإصابة بالمرض، أو الإعاقة، أو الوفاة. وللوقوف علي المخاطر الطبية لزواج الطفلات يشير اطباء الي ان إزدياد ممارسة زواج الأقارب فى الزواج المبكر يساهم فى نقل كثير من الأمراض الوراثية .وفي ذات السياق تقول دراسة اجرتها المنظمة السودانية للبحث والتنمية (سورد) بعنوان نحو عدالة نوعية في السودان ان الفتيات الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض مثل بالملا ريا ( التي تقتل مليون شخص كل سنة ) خاصة في أفريقيا التي يموت فيها 50 % من المصابين في بالملاريا بينهم 25 مليون أمراءه حامل يتعرضن للاصابة كل سنة . واشارت الدراسة الي وجود علاقة طردية وثيقة بين الناسور وسن الزواج حيث يوجد حوالي 2,000,000 طفلة بين عمر ( 10-15) سنة يعانون من مرض الناسور. يذكر ان المدير التنفيذي للمنظمة السودانية للبحث والتنمية (سورد) الدكتورة عائشه الكارب كانت قد قالت ان إهتمام سورد بزواج الطفلات جاء لاهتمامهم بالطفلة والمراة ورددت زواج الطفلات (ممارسة موجودة) ولفتت الي ان الارقام الرسمية لزواج الطفلات الصادرة من اليونسيف 2012-2013 كانت في تزايد ،وقالت الكارب في حديثها مع الايام ان زواج الطفلات يهضم الحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للطفلة ،وأشارت الكارب الي المجهودات الاقليمية والتي مثلت لها بالفعالية الكبيرة التي أقامها الاتحاد الافريقي للتصدي للممارسة وكذلك التحالف العالمي (بنات ولسنا عرائس) وقالت عائشه انهم شاركوا في قمة البنت التي استضافتها لندن العام الماضي حيث حصدت القمة مشاركات واسعة من افريقيا اوربا اسيا ونبهت الي انها اصيبت بخيبة امل من ضعف وهزال مشاركة السودان في المؤتمر الذي شاركت فيه الدول بوفود كبيرة في أعلي قمة جهازها التنفيذي مقارنة بتاريخ السودان التليد والعميق في الدفاع عن حقوق المراة ورددت(مشاركة دول مثل الصومال وغيرها في المؤتمر جعلتني أشعر بالعزلة)وتابعت(بلادنا تكرس وتقنن لزواج الطفلات في القانون )وفي المقابل قطع ناشطون وناشطات بعدم وجود اي خطوات قانونية إتبعتها الدولة لمحاربة الظاهرة وقالوا ان الدولة ظلت تكرس وتدعم لزواج الطفلات مشيرين الي قانون الاحوال الشخصية السوداني لزواج الطفلة بسن التمييز وهي 9سنوات،والحد الادني قانونياً لزواج الطفلة هو التاسعة من عمرها وهذا بنص المادة (40) من قانون الاحوال الشخصية لسنة 1991 والتي أعطت الولي الحق في تزويج الطفلة في سن التمييز اي سن التاسعة،ويشكل هذا النص سنداً قانونياً لزواج الطفلات الامر الذي أتاح وشجع علي تمدد الظاهرة الخطيرة حتي في مناطق الوعي والاستنارة وقد ترتب علي انتشارها انتهاك عدد من الحقوق كالحق في التعليم والحق في العمل بل انه يصل احيانا الي انتهاك الحق في الحياة وذلك من خلال النظر الي العدد الضخم من وفيات الامهات الطفلات في الولادة.وحددوا التحديات في عدم وجود قانون يحمي ٍ من زواج الطفلات بجانب العادات والتقاليد تعمل علي دعم زواج الطفلات والفهم الخاطي لرجال الدين ودعم القضية بالفتاوي هيئة علماء الدين بجانب المناخ السياسي والتشريعات في السودان غير الملائمة بالاضافة الي الهجمة الشرسة والممنهجة من قبل الحكومة علي منظمات المجتمع المدني لاسيما العاملة في الدفاع عن حقوق الانسان بالاضافة الي قلة وشح الموارد. من التحديات ايضا ضعف الالتزام السياسي لتسليط الاضواء الكاشفة علي قضايا المراة في السودان لاسيما زواج الطفلات.وافريقيا تستضيف العاصمة الزامبية لوساكا فى الفترة من 26 وحتى 27 نوفمبر القادم ،أول قمة افريقية عن الفتيات لانهاء زواج الطفلات فى أفريقيا ،وقد لقى هذا القرار ترحيبا كبيرا من قبل الاتحاد الافريقى.وقالت وزيرة النوع وتنمية الطفل فى زامبيا نكاندا ليو اننا سعداء بأن اتيحت لنا هذه الفرصة لاستضافة هذا الحدث المهم، الذى من شأنه ان يدعم جهودنا فى محاربة زواج الاطفال من خلال تبادل الخبرات مع باقى الدول الاعضاء فى الاتحاد الافريقى للتصدى لتلك الظاهرة.وتعتبر زامبيا من أكثر الدول إرتفاعا فى معدلات زواج الطفلات على مستوى القارة اذ ان 42%منهن يتزوجن دون سن الـ 18 عاما، وبحسب الاتحاد الافريقى فإن انتشار هذه الظاهرة على مستوى القارة هو الدافع وراء عقد هذة القمة بهدف تسليط الضوء عليها والاضرار الناتجة عنها سواء فى حرمان الفتيات من التعليم او حرمانهم من ممارسة حقوقهم كاطفال ومايمثله من انتهاك لطفولتهم. وحذر الاتحاد فى بيان له من ان الاستمرار فى عدم التدخل للتصدى لهذة الظاهرة بحلول العقد القادم فسيصل عدد زواج الطفلات دون سن(18) سنة الي(14,2) مليون فتاة في العام الواحد اي مايعادل (39) الف طفلة ستتزوج كل يوم. وتأتى اول قمة من نوعها خاصة بالفتيات فى افريقيا تنفيذا لخطة الاتحاد الافريقى باعتبار عام 2015 عام تمكين المرأة والنهوض بها نحو تحقيق اجندة 2063واكد الدكتور مصطفى كالوكو مفوض الشئون الاجتماعية بالاتحاد الافريقى ان الزواج المبكر للفتيات يعد انعكاساً قويًا للتميز ضد المرأة واثره المدمر على زواج القاصرات، والمجتمع، مشيراً الى ان الاتحاد الافريقى يعتبر هذه القضية عائقا رئيسيا نحو النهوض بافريقيا، لذلك اطلق الاتحاد الافريقى العام الماضى حملة واسعة لانهاء الممارسات الضارة لزواج الطفلات فى القارة.ويشارك فى القمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقى و السيدات الاول، الى جانب الامم المتحدة، ومنظمات المجتمع المدني، بالاضافة الى زعماء الاديان و صانعى القرار. وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد قالت أن أكثر من 700 مليون امرأة على مستوى العالم تزوجن في سن الطفولة.وإن الأعداد لم تسجل تراجعا يذكر خلال العقود الثلاثة الماضية.
أحدث المقالات
- كارثة ماحقة في خور عرب حيث مناجم الذهب بقلم د. ابومحمد ابوآمنة
- ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ !!
- القصاص بالكلمات كف أول بقلم جعفر خضر
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (17) انتفاضة القدس والتضامن العربي والإسلامي بقلم د. مصطفى يوسف
عاصفة التغير بقلم Suliman Osmanالذكرى السنوية لمجزرة الدوايمة المنسية بقلم د. غازي حسينكمال عمر يكشف عن خطط المؤتمر الشعبي لاستغلال الحوار الوطني بقلم حسن الحسنابرد .. في صوت طلقة ودبابة ! 2 / 3. بقلم . أ . أنـس كـوكـومافشل فيه المؤتمر الوطني ... أنجزه المنشقون عن الأصل بقلم صلاح الباشافاطمة أحمد ابراهيم تسلم عليكم كوووولكم !! بقلم خضرعطا المنانصُناع أزمات لا رجال بطولات بقلم كمال الهِديالحركة الشعبية شمال ... والنهاية الابدية بقلم بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين لندن بريطانيا لماذا رحب الأردن بتصريحات نتانياهو؟ بقلم د. فايز أبو شمالةأبكي كبكي.. شلالو يبكي بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدينأحلى مؤامرة !! بقلم صلاح الدين عووضة توحيد الجبهة الثورية لماذا..!! بقلم عبد الباقى الظافرمنصور خالد .. مرة أخرى بقلم الطيب مصطفى( أعمل رايح ) بقلم الطاهر ساتيالرأي والرؤية وأزمة الإنتماء الوطنى!! بقلم حيدر احمد خيراللهالمسؤلون في الدولة: هل يدفعون الضرائب في بلادنا ؟؟!! بقلم احمد حسن كرارالسرطان- منتج خبيث آخر من منتجات نظام الانقاذ! بقلم عثمان محمد حسنالعهر بالكلمات بقلم عبدالله علقمالقيادة (المٌكلفة) للحركة الشعبية تَفّصِل دكتور أبكر آدم إسمّاعيل..وآخري بقلم عبدالوهاب الأنصاريالانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (16) مشاهدٌ يومية وأحداثٌ دورية بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
|
|
|
|
|
|