· كثيرة هي تلك المحاولات التي قام بتجريبها حزب المؤتمر الوطني منذ ميلاده مع قيام إنقلاب حركة الأسلام السياسي في صبيحة 30 يونيو 1989م علي السلطة المنتخبة ديمقراطياً ، لكي يفتت حزب الحركة الوطنية الإتحادي الديمقراطي جنبا إلي جنب مع حزب الامة القومي الذي حاز علي الاغلبية الضخمة في إنتخابات ابريل 1986م .
· الشاهد أن إنشغال الانقاذ بهذا الامر قد أرهقها أيما إرهاق ، فتارة تعطي بلا حدود للغواصات التي تخترق الحزبين الكبيرين ، وتارات أخر تمنح العطايا وبلا حدود للعديد من القيادات الفاعلة لتترك أحزابها وتتجه صوب مبني النادي الكاثوليكي بشارع المطار والذي اصبح مركزا عاما لحزب المؤتمر الوطني الحاكم.
· وقيادات الوطني في ذلك الزمان كانت تتصرف وبلا وعي وبعنجهية عالية المستوي في عائدات النفط المنهمرة علي الدولة فيتم التصرف فيها بلا ضوابط حسب محاولات كشفها بواسطة ديوان المراجع العام من وقت لآخر ، الا ان نتائجها الآن قد أطلت بوجهها القبيح ، حيث الفساد اصبح لا يزكم الانوف فحسب ، بل يسيطر علي محابر الصحف بالمطابع ، وعلي الأسافير في الفضاء اللانهائي . وقد وجدت بعض الصحف الجرأة علي كشف كل شيء ، وبعضها الآخر لايزال مضطربا وخائفا علي مصالحه من جملة الناشرين من أصحاب الاجندة المهترأة التي لابد من أن تدفع ثمنها ذات يوم .. ذلك أنهم لم يصطفوا الي جانب الجماهير في ساعات العسر ، فلاحاجة لهم في حالة اليسر التي تتمثل الآن في إطلاق يد العدالة وأجهزة الأمن لكشف الفساد أينما وجد ، حتي في مجال تهريب المنتجات الي الخارج .
· ولكن ما يؤسف له هو أن ما فشل فيه المؤتمر الوطني طوال ربع قرن من الزمان في محاولاته لتحطيم الإتحادي الديمقراطي الأصل علي وجه الخصوص وإلغائه من الوجود تماما ، والذي ظل متماسكا وفاعلا وسط المجتمع السوداني برغم مشاركته الطفيفة في السلطة في العام 2011م ، إلا أن المجموعة التي إنشقت منه وإختطفته مؤخراً وبلا خجل، قد باتت محاصرة الآن ولا تستطيع عمل أي ندوة سياسية محدودة ، دعك عن ليلة كاملة بميدان شمبات كبقية الأحزاب مثلاً .
· ولكن ما يثير الحزن فعلاً هو موافقة المؤتمر الوطني علي هذا الإختطاف البين ، برغم تنبيهات وتصريحات مجلس الأحزاب السياسية التذي كونته السلطة نفسها . ما قاد الي حدوث هذه الدربكة بداخل الإتحادي الأصل والتي أرهقت قياداته المتجردة ، وبرغم ذلك فإن تلك القيادات بالمركز والولايات والمحليات قد نجحت في جمع وإصطفاف جماهير حزبهم في المقاطعة الكبري الأخيرة ، وفي اللقاء التفاكري بدار الخليفة ميرغني بركات الذي يعتبر اكبر حشد في تاريخ الحزب وهو كأجتماعات القناطر تماما في زمان مضي ، ما اثار ذعر المختطفين وصحفييهم المستشارين.
· من هنا يتضح تماما أن مختطفي الاتحادي الأصل نجحوا في محاولاتهم لتحطيم حزب الجماهير فيما فشل فيه المؤتمر الوطني طوال سنوات حكمة ، وذلك من أجل وزارات بئيسة كان يحتاجها المراهقون السياسيون الذين ضاقت بهم ظروف الحياة فأختاروا القفز ، ويسندهم في هذا الاختطاف بعض الصحفيين الإنتهازيين الذين يعرفون تماما بأنها فرصتهم للتوظيف وقبض الثمن ، فهم في ذاكرة التاريخ الآن ، فالتاريخ لا يغفل شيئا ، وربما تحاسبهم الجماهير ذات يوم ، ولات حين مناص .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة