تدين الجبهة الوطنية العريضة بأشد العبارات، العملية الارهابية الاجرامية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس مساء الجمعة "الأسود"، والتي راح ضحيتها المئات من المدنين العزّل، إثر هجوم غاشم وغادر، مخطط ومدبر درجت على فعله تلك الجماعات الإرهابية المتفلتة مهما إختلفت مسمياتها سواء كانت "داعش" أو غيرها، فالأمر سيان فهي شبكة واسعة الإنتشار وتعمل من جميع أنحاء العالم وباسماء مختلفة لكنها من مركز واحد.
إن الجبهة الوطنية العريضة إذ تستنكر هذا العمل الإرهابي الغادر، تتقدم لجمهورية فرنسا حكومةً وشعباً بآسمى آيات الحزن والألم وأبلغ عبارات التعازي والمواساة الخالصة، وتعلن عن كامل تضامنها مع الشعب الفرنسي للخروج من محنته ونكبته في مواجهة الإرهاب.
لقد إتخذت هذه الجماعات المتطرفة من الإسلام ستاراً تبرر به هذه الجرائم المروعة وتقنن به مشروعها الظلامي والضلالي، وهي تعلم قبل غيرها أن الإسلام برئ منهم ومن أفعالهم، وأنها عمدت بتلك الجرائم لتشويه صورة الإسلام، ومافتئت تطلق الفتاوي وتكفر كل من خالفها من المسلمين وغيرهم، وتثير الفتن بين بني البشر، ونعلم أن هذه العملية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فلم يعد يمرّ أسبوع وإلا تعلن وكالات الأنباء والفضائيات عن عملية إرهابية هنا اوهناك، حتى باتت أخبار القتل وسفك الدماء أمراً عادياً، لطالما هنالك مجموعة همها الأول والأخير قتل الأبرياء وإبادة كل من يخالفهم الرأي حتى من المسلمين، فلم بلد من مثل هذه الأعمال الإجرامية، ومايحدث في سوريا والعراق وليبيا وغيرها، يقف دليل وشاهد على تلك الجماعة الإرهابية، فالإرهاب لايفرق بين مسلم وغيره فهذه العمليات تستهدف المسلمين وغير المسلمين.
إنّ الفكر المتطرف الذي تحاول هذه الجماعة نشره لهو فكر يخالف جوهر الدين ويتنافى مع روح الإسلام السمحة والتي لاتعترف إلا بمقارعة الحجة بالحجة " وجادلهم بالتي هي أحسن"، ولاتوجد نصوص لافي الكتاب ولا السنة تحرض المسلمين على أعمال العنف وإرتكاب جرائم ضد الإنسنية، أوتبيح قتل وسفك دماء أرواح الأبرياء والمدنين العزّل، فهذا الجرم يتعارض مع الأعراف الإنسانية والأخلاق الحميدة، فلا يناصره ولايؤيده إلا حاقد أو مختلّ ولاينفذه إلامجرم وإرهابي وخائن، ولاتوجد فتوى تحرض على إستهداف المواطنين بأن يفجر مواطن نفسه ، فيروح ضحية هذا العمل الإجرامي، ويحصد أرواح الآخرين.
لقد بات واضحاً أننا أمام معركة غير متكافئة بين قوى الشر وقوى الخير، ونواجه عملاً أرهابياً منظماً ومرتباً وشبكات تنشط في كل أنحاء العالم ترعاها دول وحكومات، وتذودها بالمال والسلاح، لذا فقد قويت شوكته وتجاوزت عملياته حدود الدول وإنتهك سيادتها، وظل يهدد السلم والأمن الدوليين قتلا وتنكيلاً وترويعاً للمدنين العزّل، وحرمانهم من حقهم في الحياة والعيش كبشر كرمهم الله، فأصبحت مكافحته واجبة على الشعوب والحكومات معاً ووجب علينا محاصرته في أضيق نطاق وضربه في أوكاره والقضاء عليه.
والجبهة الوطنية العريضة إذ تجدد موقفها الواضح برفض الفكر المتطرف، فانها تدين وتشجب كل اى عمل إرهابي يستهدف البشرية وينال من حق الإنسان فى الحياة، ونجدد تعازينا للشعب الفرنسي آملين أن يتجاوزوا هذه الصدمة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة