:: ومن أخبار الساعة، طالب جامعي يطعن أستاذه - بالسكين - لرسوبه في مادة، وطلاب بجامعة القرآن الكريم يحرقون - بالملتوف - مكاتب وقاعة تقدر خسائرها ب (8 ملايين جنيه).. قبل تسع سنوات، بالمنطقة الشرقية بالسعودية، رصدت فُرق الإشراف أن نسبة عالية من تلاميذ المدارس بالمنطقة تعاني من أزمات تعليمية وسلوكية، وتم حصرها في صعوبة الكتابة والقراءة والتأخير عن موعد طابور الصباح وعدم المشاركة في الدرس بالنقاش و كثرة الحركة أثناء التدريس مع إظهار علامات الملل كالتثاؤب .. تلك كانت ملاحظاتهم على تلاميذهم .. بعد حصرها تم إجراء دراسة على التلاميذ وسرهم بواسطة خبراء ومرشدين ، وتوصلوا إلى أسباب المشاكل وكيفية معالجتها إجتماعيا وإقتصاديا وتعليميا.. ثم رفعت اللجان توصياتها بمحاورها التي طالبت بأهمية توفير المعلم الكفؤ والمرشد الاسري ثم تقديم دعم مادي للأسر الفقيرة..!! :: وكل الحدث - موثق بصحيفة عكاظ 6 ديسمبر 2007 - سرد تفصيلي يعكس تضامن كل الجهات ذات الصلة بأمر التربية والتعليم لتصحيح المسار التعليمي والسلوكي لتلاميذ المنطقة .. في سيبيل تصحيح المسار التعليمي والسلوكي،سخرت السلطات جهودها بحيث تشمل الدراسة ( التلميذ وأسرته )..وكما وفرت الجهات وسائل المعالجة لمشاكل التلميذ في المدرسة، أيضا وفرت وسائل المعالجة لمشاكل أسرته بتنفيذ برامج إرشاد للآباء والأمهات ودعمهم ماديا ومعنوياً..كل هذا الجهد التعليمى والتربوي فقط لأن بعضا من التلاميذ تململوا أثناء الدراسة بالتثاؤب - وغيره - وبعضهم تأخر عن طابور الصباح وبعضهم عجز عن مشاركة أستاذه في النقاش ..تأمل – أخي القارئ - حجم هذه المشاكل التعليمية والسلوكية التي أرقت مضاجع السلطات هناك و أرغمتها على دراسة الحال وإيجاد الحلول ..!! :: في بلادنا، قبل سبع سنوات، بمنطقة سودري بشمال كردفان، أشعل تلاميذ - بمرحلة الأساس - النار على مدرستهم وحرقوها حريقا شاملا تحولت بأثره كل الفصول الدراسية ومكاتب معلمين إلي رماد ..تحرت الشرطة وكشفت بأن الفاعل هم بعض التلاميذ بذات المدرسة، والسبب - كما إعترف الصغار - خوفهم من الامتحانات..وبالفعل نجحوا في حرق أوراق الإمتحانات، كما قالت السلطات هناك وقدرت الخسائر المادية .. ولكن دع الخسائر المادية، وتأمل مليا في المشاكل التعليمية والسلوكية التي عاني منها صغار تلك المدرسة بسودري ثم قارنها بمشاكل تعليم وسلوك تلاميذ مدراس المنطقة الشرقية بالسعودية ..!! :: هناك هُنات من شاكلة التثاؤب أثناء زمن الدرس والتأخر عن موعد طابور الصبح تثير الإنتباه تجد حظها من ( الدراسة والحلول)..ولكن هنا يبلغ سلوك التلاميذ من سوء لحد حرق المدرسة - توجسا من الإمتحان- ولايجد سوء سلوكهم هذا من الحلول غير تبليغ الشرطة و ربما فصلهم أو حبسهم في (سجن الأحداث)..مرحلة الأساس هي (المدماك الأول) في بناء وعي الطالب وسلوكه، ولا يستقيم البناء - في كل مراحل الطالب - إذا كان (المدماك الأول أعوجاً)..!! :: وللأسفنا، أطفالنا اليوم يًولدون في مناخ يضج بالعنف، فالبعض يراه واقعاً في حياته (حرباً ونزوحاً)، والسواد الأعظم يراه في التلفاز، ويتأثر به لحد تجريده من المشاعر ..وهنا تأتي أدوار المناهج والمدارس وولاة أمرها، لتتكامل مع دور الأسرة في وضع ( المُدماك الأول) لبناء السلوك القويم و السوي للصغار..وعليه، عندما يعتدي الطالب الجامعي على أستاذه بالسكين أو باللفظ، و عندما يحرق بعض الطلاب أصول جامتعم وكليتهم بالملتوف، فليست من الحكمة إختزال الحدث في الزمان والمكان ثم غض الطرف عن (المِدماك الأول)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة