ثورة الدرويش ... هل يعيد التاريخ نفسه؟ كتبه اسماعيل عبدالله

ثورة الدرويش ... هل يعيد التاريخ نفسه؟ كتبه اسماعيل عبدالله


09-19-2022, 01:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1663591013&rn=0


Post: #1
Title: ثورة الدرويش ... هل يعيد التاريخ نفسه؟ كتبه اسماعيل عبدالله
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 09-19-2022, 01:36 PM

12:36 PM September, 19 2022

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-الامارات
مكتبتى
رابط مختصر




كان صوفياً بسيطاً في ملبسه ومأكله ومشربه توّاق للزهد والتعبد والتبتل، لم يكن درويشاً ساذجاً يدور حول جسده وفلك أضغاث أحلامه كما صوّره (الدنيويون)، بل كان مركزاً لاحتشاد المعاني النبيلة بوجدانه النقي، تحرّكت نزعاته الانسانية الفطرية الرافضة للظلم والبغي والعدوان، فناهض الدخلاء والغزاة المستبيحين للأرض والهاتكين للعرض، دانت له شعوب السودان من غربها لشرقها ومن شمالها لجنوبها، ليس رضوخاً لسطوة العنف ولا خوفاً من جاه أو سلطان، وإنّما حبّاً وكرامة في إنسانية الإنسان وجاهزيته للفناء من أجل السودان، آخى بين أوس الشرق وخزرج الغرب فخاض نضالاً مقدساً أخرج بموجبه البغاة والغزاة وطهّر الأرض من الدنس والرجس، فتح الدرويش الثائر آفاقاً جديدة صنعت الشخصية السودانية الحاضرة، وأسس لوجدان جمعي مشترك صخرته متماسكة صلدة صماء لم تقدر امبراطورية الشمس المشرقة على تفتيتها، اجتمعت حول أثير هالته الكارزمية الطاغية كل سحنات وحركات وسكنات قومه، فتضافرت عدة عوامل جعلت منه ملهماً روحياً وقائداً ميدانياً فذاً لم يجود زمان هذه البلاد بمثله، بذر بذرة طيبة في الأنفس أن جعل فريضة مناهضة الظلم خصيصة ماثلة داخل هذه الأنفس المتصوفة الصادقة والأمينة، ما أدهش عوالم الأمس واليوم فحارت من أي مدخل من المداخل تلج إلى هذه النفس المتصوفة، فتزاحمت المبادرات على أبواب القصور دون جدوى.
إنّ خصائص الدرويش الثائر قد نال ثوار ديسمبر منها حظاً وافراً، كيف لا وعلوم الطب والجينيوم والفلك والنجوم والما وراء جميعها تذهب باتجاه استحالة فناء الروح والمادة، وتؤكد على حتمية مبدأ التحول في كليهما، فاذا ما مكث في الأرض ما ينفع الناس من طيب موروث الأولين، فإنّه من المبصوم عليه بالعشرة أن المنفعة آتية للآخِرِين لا محال، فذات سهام النظرة الساخرة التي ناشت الدرويش من الأهل الأقرباء والغزاة الغرباء، اليوم تنتاش الدراويش الجدد الصغار أصحاب الشعر المجعّد والملابس الرثّة، فهذا الكوكب الأخضر لا تمر عبره الأحداث والظواهر اعتباطاً، وما يجري من عناد شبابي صامد ورافض للظلم والعدوان ما هو إلّا استرسال وتمدد لما بدأ قبل قرن ونيف، وهنا لا بد من الإشارة إلى حقيقة مهمة ألا وهي واقعية حدوث انقلاب دورة الأشياء بعد كل انقضاء مئوية من الزمن، تماماً كما عاد الطاعون الّلعين في ثوبه الجديد (كورونا) بعد قرن من فتكه بالأمم والشعوب مفتتح القرن الماضي، فهاهي الدروس والعبر الكونية التي هيأ لنا المهندس الأعظم سانحة أن نصغي لمحاضراتها، عسانا أن نتدبر أو نتفكر أو نتعظ بأن لكل دور إذا ما تم نقصان، وأنه لا يجب أن يُغر بطيب العيش إنسان، كائن من كان، فدماء الدراويش الصغار المسفوحة على أرصفة المدينة التي شهدت أعظم حدث أخريات القرن السابع عشر – تراجيديا ذهاب روح غردون للذات الإلهية– لن تضيع هدرا.
ما أشبه الليلة بالبارحة، الضرائب الباهظة والقتل والسحل وطغيان الحكم وجبروته وبطشه، والامتعاض والتضجر والملل والكلل الشعبي وضيق العيش، هي نفسها الأسباب والدوافع التي دفعت بالدرويش الطيب السجيّة والمسالم الممتليء بحب الخير للآخرين لأن ينتفض ويثور، فهبّة الثلاثين من يونيو الماضي أذهلت العقول بشمولها لكل حواضر البلاد، لقد كان مشهداً رائعاً أدمعت الأعين فرحاً لأجله، تماسك وجداني جماهيري لا مثيل له طاف بقرى ومدن الداخل وعم عواصم المهجر الجليدية والصحراوية. وزيارة السفير الأمريكي للمتصوفة في عقر دارهم تأتي في سياق ما نحن بصدده، فهو يعلم عن هذا الإرث ما لا يعرفه الكثيرون من ورثته برغم حملهم لغليظ الألقاب وتوشحهم بعريض الأنواط، فالرجل قاريء متميز لثورة الدرويش، لذلك بدأ من آخر صفحات كتاب الثورة السودانية، وبالطبع أن قراءته هذه ليست بالقراءة التي تصب في ماعون ومصلحة الحراك الثوري الوطني الخالص والخالي من شوائب الغرض، بل على عكس ذلك تماماً، فالرجل لا ولن ينسى تراجيديا ذهاب روح رمز إمبراطورية الشمس المشرقة غردون باشا للذات الإلهية بأسباب للدراويش لهم فيها الباع الطويل، ذلك الحدث الذي يعد علامة فاصلة في تاريخ الأمة، ودليل ومرشد صادق للقويين الدولية والإقليمية يشير إلى كيفية التعاطي مع هذه الأمة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

اسماعيل عبدالله
[email protected]
17 سبتمبر 2022



عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 18 2022
  • تلبية للاحتياجات المتزايدة:السودانيون بالبحرين يناشدون توفير موظف جوازات دائم بالسفارة
  • جبريل المكون العسكري يريد السيطرة على كل السلطات السيادية، والامنية، وسلطات الدفاع والعلاقات الخارج
  • عناوين سودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم September, 18 2022

    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق September, 18 2022
  • وحدة قوى الثورة بين الحقيقة و التضليل .. (٢) عبدالخالق محمد بابكر
  • لأول مرة العثور على حجارة السجيل التى عذب الله بها قوم لوط وأصحاب الفيل ..
  • عبـد الله عثمـان فى مقــام إبراهيــم
  • رحيل الاخت بثينة محمد نصر والدة سيد احمد وسامر ابناء الفنان الراحل مصطفى سيد احمد
  • السروري إخونجي محمد عبد الكريم يهاجم نظام الحكم في بلاد الحرمين من قناة طيبة
  • النساء (الفتوات) في بلاد العم سام!!
  • كنت متيقنا بنهايتهم المحتومة!
  • هيئة علماء السودان تهدد بمقاومة مسودة الدستور الانتقالي بالقوة
  • رباعية الخلق
  • السودانيون في مصر حدو وين ؟؟ ( منقول من قروبات دنقلا)
  • نداء عاجل بعدم السماح لمجرم الحرب القاتل عبدالفتاح البرهان بدخول امريكا
  • مجموعة ترتدي الكدمول اقتحمت منزل مواطن في الدامر
  • πرفقا، و إياك و سفه أحلام المسنين£
  • موقف قحت من التظاهرات
  • الرِدّة الكاملة و هزيمة الثورة تفتح آفاق حل سياسي جديد.
  • قبل تزح المؤسسة العسكرية !!يا قحاتي بعاتي
  • مافي امكانية في السودان لتصنيع محلي زي ده!
  • جبريل إبراهيم يحذر من القبول بالمجلس الأعلى للجيش ويشبهه بمجلس الإنقلاب
  • من يملك القرار في ازمتنا السياسية الجميع في ضلال يعمهون#
  • البرهان .. سفري السبب لي أزاي !!

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 18 2022
  • وهم تسليم السلطة للمدنيين كتبه تاج السر عثمان
  • النُصرة بمُجرَّد الحِياد ..! كتبه هيثم الفضل
  • قيادة جيش سودان اليوم أسوأ مٓنْ ولدتهم أمهات السودان، إطلاقاً! كتبه عثمان محمد حسن
  • الأغلبية المهمشة كتبه الطيب الزين
  • ساعة الصفر النظام يترنح الان يبحث عن كتبه امل أحمد تبيدي
  • الحزب الجديد ! كتبه زهير السراج
  • رداً علي تعليق مدير مكتب فكي جبرين الاخ سليمان عبدالله كتبه خليل محمد سليمان
  • طفل العاصفة و التعايش المجتمعي والبيئي كتبه نورالدين مدني
  • حكومة إنتقالية.... جاري البحث ! كتبه ياسر الفادني
  • بعيداً عن السياسة حنيناً في عشق الوطن قصة قصيرة: الكَرَبَة... بقلم : عمر الحويج
  • القوى التقليدية و الشيوعي و أختراق الأزمة كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن