عن أنس بن مالك عن النبي عليه الصلاة والسلام قال : لما خلق اﷲ الأرض جعلت تميد، فخلق الجبال فقال :فعاد عليها، فاستقرت، فعجبت الملائكة من شدة الجبال، قالوا فعادوا وقالوا :يا رب !هل من خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال :نعم، الحديد. قالوا :يا رب !فهل من خلقك أشد من الحديد؟ قال :نعم، النار. فقالوا :يا رب !فهل من خلقك شيء أشد من النار؟ قال :نعم، الماء. قالوا :يا رب !فهل من خلقك شيء أشد من الماء؟ قال :نعم، الريح. قالوا :يا رب !فهل من خلقك أشد من الريح؟
قال :نعم، ابن آدم، تصدَّ ق بصدقةٍ بيمينه يخفيها من شماله
09-18-2022, 09:02 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
في حضرة الماء القديم، تنهض أشياء وتخيب أخرى، ويتخذ العطاء هيئة البراءة حين يجلس في راحة اليد ويقاوم غواية المنح قبل أن يقطع الطريق بين "نون" النية و "نون" النوال، ثم، قد يتمرد الصلصال ذلك القاطن منذ أزل التراب بين حيطان الأجساد وحقول الرغبة وينتفض ساخطا فى براح الأرواح التى لا تخشى "بطلان التييم" ولكنها ترى حقيقة الإرتواء تنبعث من مبتدأ حتمية الظمأ وصولا الى خبر السقيا، وتتلهف للإنصهار مجددا مع طينها القديم، ويكون الهواء شاهدا لا يكذب أهله فى حضرة الماء الأول، تقدم الصحارى فروض طاعتها وهداياها للعابرين التائهين، وتختفي سخرية الرمل من سطح ثوبها الشاحب، ولكن ما بال القوم يسعون خلف غبار لا يغري سوى بالمزيد من الدعاء ؟ يخبرون الأشجار عن "صاد" عاقة لا تحالف غير الصحارى وتلك العصية التي فى أول الصبر، يراودون الجهات عن اسمائها التى محاها اصرار الريح ووعثاء الضجر، ويسألوننا عن أخبار ما سيأتي غدا وعن احوالنا، وما عرفوا اننا تركنا تقاويم الحياة خلفنا ببسطام. في حضرة الماء القديم، تبدأ اولى نهايات العطش وتنتهي آخر "عِينة" في فصل التمني، فالمسافة بين "واو" الوطن و "واو" الوصول، أبعد وأشق مما بين "واو" الولادة و "واو" الوجود، فهل تطيق السعي أيها الرجل ؟ واينما داهم شوك الرجس المقيم فينا اقدامنا، وكلما غزتنا عتمة، تجدنا نعتمر خوذات الخيبة ونتحسر، كيف نسينا مصباحنا ببسطام ؟ فمن ذا الذي يهبنا دربا لا تدير الشمس وجهها عن ترابه المحموم، لأننا والحمد والشكر لإله التراب، لنا نصيب وافر من رهق الأيام يكفي مؤونة عامنا ويزيد، ولنا أكثر منه مما ورثنا من بخل الأحلام المضيئة بقمح مواسمها العجولة. فى حضرة الماء القديم، وفي جسارة معلنة، تصبح الوجوه مثل خريطة لا تستسيغ البوصلة أن تشير الى جهة الإبتسام فيها من شدة الخجل، ولا تقدر أن تجلس بين ملتقى خطوط عرضها التى ترسم وتحدد مسافات العناء التى يسمح للدم بالتحليق فوقها، وخطوط طولها النائمة على وسائد قطبي الغناء المتجلد فى لهاة النجم. كيف السبيل اذا لمحاورة الأفق أو حتى لسؤاله عن أحوال الصلصال بعد أن تركنا نارنا ببسطام؟ فيا أيها الماء القديم، هب لنا من لدنك نارا وأرضا، نارا تضيئ باناشيد الليمون واهازيج الأعياد، وارضا لا يأتيها الشقاء من أمامها ولا من خلفها، ولا تجلس المسغبة فوق جلدها المصبوغ بأهات الحيارى ونزق الشعراء وأمنيات الموتى يا أيها الماء القديم، دعنا نتم صلاتنا أولا ثم خذ منا ما تشاء، فها هي نوافذ الليل مشرعة تغازل النجم وتهدي القمر أريكة من فضة الإنتظار، اما نحن فقد سكتنا وقايضنا ذهب السكوت بصلصال جديد، دعنا نتم غنائنا، فغيرك لا يستطيع مجاراة غواية الوقت ومحاباة لؤم الأمكنة، خذ ما تشاء، ودع لنا أمنيتنا الوحيدة العذراء أن نكون طيرا تقبله السماء إن طار وارتفع، وتشتاقه الأرض، لا، بل تدسه الأرض فى جيب روحها إن وقع
09-18-2022, 09:05 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
في البدء كانت سيرة الماء الأول وها هو الصلصال الثاني (تقرأ؛ غير السرمدي) يتأبط روحه المتلهغة لازلية مشتهاة، ليدلي بما يجيش بين ثنايا وتلافيف امنيته ففي حضرة الطين القديم، تعتمل أشياء وتخيب أخرى، ويتخذ الخلق والبناء هيئة الجسد حين يحضر أمام كينونة البقاء ويقاوم غواية التجسد قبل أن يقطع الطريق بين "نون" النية و "نون" النوال ثم، تنتفض تلك الروح المهومة منذ أزل المشيئة بين "كاف" كن، و"كاف" الكنه، وتجوس وسط أجساد وحقول الرغبة ساخطة فى براح المعاني التى لا تخشى "بطلان التييم" ولكنها ترى حقيقة ماء الإرتواء تنبعث من مبتدأ حتمية الظمأ وصولا الى خبر السقيا، وتشتاق من جديد إلى معناها القديم، ويكون الفناء شاهدا لا يكذب أهله.
في حضرة الماء الأول، تقدم الصحارى فروض طاعتها وهداياها للعابرين التائهين، وتختفي سخرية الرمل من سطح ثوبها الشاحب، ولكن ما بال القوم يسعون خلف غبار لا يغري سوى بالمزيد من الدعاء ؟ يخبرون الأشجار عن "صاد" عاقة لا تحالف غير الصحارى وتلك العصية التى فى أول الصبر، يراودون الجهات عن اسمائها التى محاها اصرار الريح ووعثاء الضجر، ويسألوننا عن أخبار ما سيأتي غدا وعن احوالنا، وما عرفوا اننا تركنا تقاويم الحياة خلفنا ببسطام
في حضرة الصلصال الثاني، تبدأ اولى نهايات الرغبة وتنتهي آخر "عِينة" فى فصل التمني، فالمسافة بين "واو" وجعلنا، و "واو" التكوين، أبعد مما هي بين "واو" الولادة و "واو" الوجود، فهل تطيق الولادة أيها القابع دهرا في رحم الكون؟ فاينما داهم جمر الخطيئة المقيم فينا موقد ارواحنا، وكلما غزتنا عتمة، تجدنا نعتمر بردة النار ونتحسر، كيف نسينا وقودنا في شرايين العتمة ببسطام ؟ فمن ذا الذي يهبنا ماءا لا يدير الظمأ وجهه عن ترابه المكلوم، لأننا، لنا نصيب لا ينضب ولا ينتهي من رهق السعي نحو كمال لا يتحقق، كمال يكفي مؤونة حياتنا ويزيد، وقد حزنا منه ما ورثنا من بخل الأحلام البخيلة، قمحا يسد رمق مواسمنا العجولة.
في حضرة صلصالنا القديم، وفى جسارة معلنة، تصبح الاسماء مثل خريطة لا تستطيع العين فيها النظر الى قبلة الإبتسام من شدة الفيض، ولا تقدر أن تميز ملتقى خطوط الرؤية والرؤيا، تلك التى تبين الحد الفاصل بين العناء والغناء، بين الامل والالم، فكيف السبيل اذا لمحاورة الحاضر أو حتى لسؤاله عن أحوال الماضي بعد أن تركنا نارنا ببسطام؟
فيا أيها الصلصال القديم هب لنا من لدنك نارا وأرضا، نارا تضيئ باناشيد الخلود الصبية باهازيج الأعياد، ووطنا لا يأتيه الشقاء من أمامه او من خلفه، لا تجلس المسغبة فوق جلده المصبوغ بأهات الحيارى ونزق الشعراء وأمنيات الشهداء يا أيها الصلصال القديم، دعنا نتم صلاة محبتنا أولا، ثم خذ منا ما تشاء، فها هى نوافذ الوطن مشرعة تغازل النجم وتهدي القمر أريكة من نور الإنتظار، اما نحن فقد سكتنا وقايضنا ذهب السكوت بفضة الخوف، دعنا نتم غنائنا، فغيرك لا يستطيع مجاراة غواية العشق ومحاباة لؤم الأحلام
خذ ما تشاء، ودع لنا وطنا يكون الحلم فيه طائرا اخضر الهديل.
09-19-2022, 05:47 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
في حضرة الماء الأول ذاك، كانت صحارى الاجساد تبذل فروض طاعتها لكل غيم عابر، على امل السقيا وتتقمص مسكنة التائهين، فيضحك الرمل حتى تظهر نواجذ الظمأ، والقوم في دأبهم القديم يسعون خلف غبار لا يغري سوى بالمزيد من الدعاء.
ثم في حضرة الطين الثاني، اخذت الأشياء ترتدي معاني الصخر المتوهم، وتتزي بجلود الحجر القديم، وتعلن الارض اما ترضع اطفال المسغبة حليب الصبر والخيبة الجائعة، ليتخذ الخلق والبناء هيئة الجسد حين يحضر أمام كينونة البقاء ويقاوم غواية التجسد قبل أن يقطع الطريق بين "خاء" الخلود و "خاء" الخوف
والان، ها هي النار المتوجة على عرش ملكوت الحريق، ها هي تجلس على قمة اولمب الخلق وتنادي انا روح المشيئة المضيئة، انا ام شموس الكون، اطفالي قطعان عتمتكم وحشود ظلمتكم، ونداء الجليد الكامن بين ثنايا واقاليم دمكم واشتهاء الجمر البعيد من كان منكم ينتوي عقوق النور، فليأتني بقميص "بروميثيوس" يلقيه على وجه ارضكم العمياء لترتد مبصرة، كيما تروا ظلمة الزمان وغياب المكان او لتخفوا به سوءة ايامكم العارية الجدباء
كلوا من ايما شجرة فلا خطيئة اليوم ولا غفران غدا، اليوم جمر وغدا أمر
انا النار، باب عروجكم الى سماوات الحريق، وسلم صعودكم الى موالد البريق من كان منكم بلا برد فليرمني بلعنة من جليد من كان منكم بلا حلم فليلعنني بحفنة من سهاد يخاصم الهجوع
انا النار، مبتدأ الحياة ونهاية الفناء، مفتتح الغناء ومستقر البكاء انا توأم الماء وقرينة الطين، انا موئل الارواح، جليسة الهواء غبطتي خلق وعطاء وغضبتي هلاك وفناء
من دخل في طاعة جمري فهو آمن من تبع ضياء أمري فهو آمن
اما بعد فخذوا حريقكم بقوة
09-27-2022, 09:04 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
هو الفراغ الممتلئ بالكل وهو الكل الذي يحتوي لا شيء الوجود، ووجود اللا شيء
الهواء سيد الفراغ يحتوي الأجساد ويتغلغل في ثنايا الأرواح، ولا نراه يمسك بحقيقة الخلق في تكوينها الأبدي والأزلي والسرمدي
حتى في عمق أعماق الماء، تجده حاضرا وماثلا، يتزيى ويتشكل في هيئات أخر فهو الذي لا يحتمل غيابه ولو لبرهة وجيزة
تستطيع، وأنت الكائن الفاني، أن تجافي وتبتعد لأيام عن الماء، عنصرك الأول ويمكنك التجرد من سطوة طينك لأمد أطول، والاستغناء عن نار وقودك الروحي كيفما شاء لك برد الجسد وجليد النفس
لكنك لن تستطيع البعد عن سيد الأرواح
الهواء حامل مفتاح الحياة
08-14-2023, 10:54 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة