متى يكون العبد مقبولاً؟ كتب د.أمل الكردفاني

متى يكون العبد مقبولاً؟ كتب د.أمل الكردفاني


04-24-2022, 12:33 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1650799994&rn=0


Post: #1
Title: متى يكون العبد مقبولاً؟ كتب د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 04-24-2022, 12:33 PM

11:33 AM April, 24 2022

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




هناك خطابات ممجوجة حول العنصرية في السودان، الواقع أنه لا يوجد أي عنصرية، بل ما هو أعنف من العنصرية، إذ يوجد قمع ذهني، دعونا نعود للتقسيم الثلاثي الذي يمركز الإنسان الشمالي في كل شيء، فالتقسيم يأتي كوسط افلاطون حيث كل جيد (فضيلة) هو ما توسط بين سيئتين (مذمتين)، فالشمالي هو وسط بين الحلبي والعبد. هكذا يتمركز الشمالي كالنموذج المثالي للشخص المقبول، فأنت سواء كنت حلبي او عبد يجب أن تتماهى مع ثقافة الشمال التي تمثل النموذج المثالي، فيجب أن ترتدي زيهم، وتستمع لأغانيهم، وتمجد شخصياتهم، هكذا تكون مقبولاً وإلا فأنت حلبي ساي او عب بي نخرين، كما قال عمار محمد آدم واصفاً عمسيب، فعمار محمد آدم كنموذج للقمع الشمالي وضع عنواناً كبيراً لمقال عن عمسيب يصفه فيه (بالحلبي)،كمبرر نفسي ينزع عن كل حلبي حقوقه كمواطن، رغم أن عمسيب ليس حلبياً ولا شيء.
فعمار يمركز اللون والشكل الشمالي كمرجعية للسودانوية البائسة، وبالتالي هو يعبر بوضوح عن فيديو (العب أب نخرين). المركزية الثقافية القامعة لما دونها، هي نفسها المركزية التي أسقط في يدها حينما تسنم حميدتي السلطة، فحميدتي لا هو حلبي ولا هو عب. وهكذا بدأوا في عمليات نفي إقليمي، فصحيح ادأن حميدتي ليس حلبياً ولا عب، ولكنه من النيجر، ومالي، وتشاد..الخ. وهكذا اسقط في يد أهل عمار فضربوا الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا.
وذات المركزية تتجاهل عشرات الحقائق على الارض، فالأقباط مثلاً هم أهل الحضارة الفرعونية التي امتدت حتى استغرقت شمال السودان، لذلك فهم أكثر اصالة من الجعلي والشايقي، وتاريخهم ودينهم وثائق تثبت ذلك. لقد ذهب وليام آدمز في كتابه النوبة بوابة التاريخ إلى أن الشايقية والجعليين هم مجرد مهاجرين رطانة غيروا لسانهم ليتماهوا مع العرب، وبالتالي لا يمكن اعتماد أي أصالة حقيقية لهم. كما أننا مثلاً لو اعتمدنا العروبة مركزا للقيم، فسنجد الرشايدة في الشرق وأولاد جنيد من محاميد وعطاوة وغيرهم، ألوانهم عربية لا شك فيها ولغتهم وسحناتهم وثقافتهم، أما الشماليين فهل أشكالهم عربية؟ طبعا لا. إنهم حتى منبوذون من العرب ولا يقبلون بهم إلا استخفافاً.
لذلك فالشمال فاقد للاصالة، الأصالة ليست فقط من حيث كونه مجهول الهوية، بل مجهول الحضارة، إذ أن الشماليين كانوا دائما يتماهون مع المستعمر والمحتل ويصبحوا عبيده، بدء من محمد علي باشا وبريطانيا وانتهاء بعبيد فولكر اليوم. لذلك فهم يفتقرون للإحساس بالسيادة، ويتمترسون حول الذات ويجعلون منها مجمعاً للقيم الإيجابية، وهذا كله كذب وتزييف للحقائق.
لقد استخدم البريطانيون الشماليين في البقعة الأرضية التي منحها البريطانيون حدوداً سياسية وبنوا لها خط سكة حديد ومشاريع زراعية، ودواوين حكم، ونظم إدارية، ولكن الشماليين ولمدة سبعين عاماً ظلوا يتمركزون حول أنفسهم كعمار هذا، لذلك فقدوا سيطرتهم على جنوب السودان وسيفقدون سيطرتهم حتى على باقي الأقاليم، ليجدوا انفسهم معزولين وليس أمامهم سوى الارتماء في خدمة المصريين. وهذا مكانهم التاريخي والطبيعي .




عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/23/2022



عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 04/23/2022



عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/23/2022