لو كانوا عقلاء وأذكياء فعلاَ لتهربوا من سيـــرة الماضــي !!
في هذه الأيام تقول الشائعات أنهم عائدون مرة أخرى لحكم البلاد !!،، بل يقول البعض أنهم مازالوا يقبضون على زمام الأمور والأحوال !! ،، وهؤلاء لو كانوا عقلاء وأذكياء بذلك القدر كما يقال عنهم لتبرئوا من تلك المرحلة ومن تلك الفترة التي حكموا فيها البلاد لثلاثين عاماَ ،، وذلك الانتماء لحزبهم في الماضي قد أصبح من المنكرات التي يتهرب منها العقلاء من الناس ،، حيث ذلك الانتماء الذي يلطخ الصورة والمقام والمكانة بذلك القدر المهيب !،، ويضع السيرة في الحضيض ،، وهؤلاء في يوم من الأيام كانوا يمثلون القدوة الحسنة العليا في عرف الشعب السوداني ،، وكانوا يتمتعون بتلك المكانة السامية الراقية قبل تلك التجربة المريرة القاسية في نفوس الشعب السوداني ،، ولكنهم مع الأسف الشديد قد فقدوا المكانة والتقديس والاحترام بأسباب تلك الممارسات المريرة لفترة دامت لثلاثين عاماً ،، وهي تلك التجربة التي قد اتسمت بالفساد والمفاسد وبتلك الإرهاصات التي تقطع الأكباد وتجلب الأوجاع !! ،، وبالمجمل فإن سيرتهم بعد تلك التجربة الفظيعة والمريرة قد أصبحت مرفوضة وغير مهضومة بذلك القدر الكبير ،، والعقلاء منهم يتحسرون ويندمون كثيراً في هذه الأيام بأنهم قد أوجدوا أفكارهم وتوجهاتهم العقدية والدينية بتلك الصورة التي لا تشرفهم إطلاقاَ في يوم من الأيام ،، ولسان حال البعض منهم في هذه الأيام يردد عبارات : ( يا ليتنا لم نخض تلك التجربة باسم الإسلام والدين في يوم من الأيام !! ) ،، لأنها تجربة قد نالت من سمعة وسماحة الإسلام قبل أن تنال من سيرة وسمعة الذوات والأشخاص والأفراد ،، وقد تسمت تلك التجربة بالفساد والمفاسد وبتلك الممارسات التي لا تمت بالإسلام بأية صــلة من الصلات !!! .
هؤلاء في يوم من الأيام قد أوحوا للناس بأنهم أفضل من يحكم البلاد من أبناء السودان !! ،، وكانوا يظنون بأنهم ورثة الأنبياء في تحقيق العدالة ونشر الفضائل بين مكونات المجتمع السوداني ،، وتلك النزعة مازالت متوفرة لدى البعض منهم حتى هذه الأيام ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن تجربتهم تلك باسم الدين الإسلامي الحنيف كانت وبالاَ عليهم وعلى البلاد ،، ومن المضحك للغاية أن البعض منهم في هذه الأيام ينادي بالعودة للتجربة ( الإنقاذية ) التي قد أثبتت فشلها لثلاثين عاماَ !! ،، وتلك النزعة الخائبة الغريبة تجلب السخرية والاستهجان والاستنكار في نفوس الشعب السوداني ،، بجانب الطمام والغثيان !! ،، حيث لا يمكن لعاقل أن يتمنى العودة لحياة الجحيم والحمم والبراكين !! ،، ويقال في الأمثال : ( لا يجرب المجرب إلا من كان عقله مخرب !! )،، وكذلك يقال في الأمثال : ( لا يقيس المقيوس إلا من كان في أمره وأحواله ميئوس ! )،، والشعب السوداني في هذه الأيام يحصد ثمار ونتاج تلك التجربة ( الإنقاذية ) الفاشلة المريرة الخائبة الفظيعة ،، وهو حصاد بمذاق العلقم والحنظل ولا يمكن أن يتمناه عاقل في يوم من الأيام ،، فكيف يريد هؤلاء البعض العودة بالشعب السوداني لجحيم الإنقاذ البائد ؟؟؟ ،، وهي تلك التجربة قد خدعت الشعب السوداني تحت فرية ( إنقاذ البلاد من التردي والانهيار ) ،، ولا توجد حقيقة واحدة تؤكد بأن نظام الإنقاذ البائد قد ( أنقذ ) البلاد من ورطة أو ضائقة واحدة خلال ثلاثين عاماَ !!،، وهو ذلك النظام الذي لم يعالج قضية واحدة من تلك القضايا المصيرية العديدة التي تكابدها البلاد منذ الاستقلال ،، بل أكثر من ذلك فإن نظام الإنقاذ البائد قد تسبب في تقسيم البلاد ،، وخلق دولتين بدلاَ من دولة واحدة ذات المساحة الشاسعة الواسعة ،، والمضحك في الأمر أن هؤلاء البلهاء من الناس يريدون العودة بالبلاد مرة أخرى لأيام الحسرات والندامة ،، والناظر المتعمق لخريطة السودان الحالية يبكي ندما وأسفاً على تلك الخريطة القبيحة الممزقة الأطراف !! ،، فخريطة السودان الحالية تشبه وتماثل ( العرف الممزق للبقرة الهالكة الميتة !! ) ،، خريطة لا تسر الناظر إليها ولا تجلب السرور والانشراح في الصدور ،، وخريطة السودان في الماضي قبل مقدم هؤلاء جماعات الإنقاذ البائد هي تلك الخريطة الروعة المعروفة التي كانت تقول أن دولة السودان هي أكبر دولة عربية من حيث المساحة والمكانة .،، واليوم قد أصبحت خريطة السودان مجرد خرقة بالية ومجرد مهزلة تؤكد أن هؤلاء الجماعات في نظام الإنقاذ البائد ليس من ورائهم إلا الدموع والمخازي والتردي في كافة مجالات الحياة .
ليس من المنطق والعقل السليم الحديث حول عودة هؤلاء إلى مسرح الأحداث مرة أخرى من جديد ،، ولا يمكن القبول بخوض تلك التجربة المريرة مرى أخرى ،، وجاهل من يظن ويعتقد أن الشعب السوداني يطوق ويحن للعودة لأيام الإنقاذ البائد ،، وقد يرى البعض من الناس أن الحياة والظروف المعيشية في أيام الإنقاذ البائد كانت أفضل ألف مرة من تلك الظروف المعيشية الحالية التي يواكبها الناس بعد إسقاط النظام البائد ،، وتلك حقيقة لا ينكرها عاقل من أبناء السودان ،، ولكن مهما تكون درجات المفارقات والمقارنات بين الأوضاع فإن الشعب السوداني يسعى إلى الأفضل والأحسن ،، ولا يمكن الرضوخ والإذعان لبيئة تفرضها علينا جهة من الجهات ،، وتلك الشعوب الحرة المناضلة في أرجاء العالم لا تعرف اليأس والاستسلام والرضوخ والاستكانة لمشيئة جهة أو طرف من الأطراف ،، ولكنها عادةَ تخطط وترسم وتنتج لتحقيق الأفضل والأحسن ،، وفي نفس الوقت تستفيد من تجارب الماضي ،، حيث تتفادى سوالب التجارب السابقة ،، وتتمسك بايجابيات تلك التجارب النافعة في مسار حياتها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة