قد نملك الصبر الطويل ،، وقد نملك قوة التحمل التي تهد الجبال ،، ولكننا بالتأكيد لا نملك ذلك الترياق الذي يمنع الموت والهلاك ،، ولا نملك تلك العدد التي تبطل المقادير والمشيئة الإلهية الربانية ،، وهؤلاء المنتقدون يريدون من الشعب السوداني أن يتوسم بالمزيد والمزيد من الصبر والتحمل ،، يريدون منه أن يسكت ويرضى بذلك الواقع المرير !، يريدون منه عدم التذمر والشكوى مهما كانت غزارة الدموع !! ،، وحالياَ يلاحظ أن كافة مكونات المجتمع السوداني تعاني من الفاقة والأوجاع والويلات والتردي في الأحوال المعيشية ،، ( الأفراد والجماعات ،، الأسر والعائلات ،، الكبار والصغار ،، الرجال والنساء ،، الشيوخ والشباب ) ،، فهي تلك الحياة التي لا تطاق !،، تلك الأسر والعائلات السودانية المغلوبة على أمرها تريد أن تواصل مشاوير الحياة بأي شكل من الأشكال ،، تريد أن تلحق أبناءها وأحفادها لكافة المراحل التعليمية والجامعية المطلوبة ،، وتريد أن تتمتع أفرادها بالصحة والعافية في كافة الأوقات ،، وتريد أن تتنقل أفرادها في أرجاء البلاد والمناطق بمنتهى الأريحية والمرونة واليسر والسهولة ،، وبأقل التكاليف ،، وتريد أن تتحصل على القوت وعلى ضروريات البقاء في زمر الأحياء ،، ولكن يلاحظ أن تلك المتطلبات الملحة قد أصبحت اليوم شبه مستحيلة بدولة السودان في أعقاب الانتفاضة الأخيرة ،، وواقع الأحوال بدولة السودان يؤكد حالياَ تلك الحكمة التي تقول : ( ما كل ما يتمنى المرء يدركه ،، حيث تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ! ) .
في هذه الأيام بعد تجربة الانتفاضة الأخيرة قد أصبحت الحياة بدولة السودان بمثابة الجحيم المستعر لكل مواطن أو مواطنة تتفاخر بالانتماء لهذا الوطن ،، ويبدو أن تلك الأحوال المريرة القاسية تلاحق الشعب السوداني بما كسبت أيدي الناس !،، والخطأ الكبير الذي ارتكبه الشعب السوداني في يوم من الأيام هو أنه قد أعتمد على مهارات ومقدرات وإنقاذ البشر !! ,،ولم يعتمد على مهارات ومقدرات وإنقاذ الخالق الخلاق !! ،، حيث أن ذلك الشعب الموهوم كان يطلب ويرجو الإنقاذ والانفراج بأيدي ( المخلوق) الدكتور ( عبد الله حمدوك ) ،.. ولم يلتمس الانفراج والرحمة من رب العرش العظيم ،، في وقت من الأوقات كان يردد عبارات ( شكراَ يا حمدوك !!! ) ،، ولم يردد عبارات : ( شكراَ لك يا رب العالمين !! ) ،، ولأسباب تلك الزلة والعثرة فإن الشعب السوداني اليوم يكابد أشد أنواع العذاب والمعاناة والشقاء والغلاء والبلاء ،، والمؤسف في الأمر أن ذلك الدكتور ( عبد الله حمدوك ) قد فـــر وهرب من مواجهة الصعاب رغم مؤهلاته تلك المزعومة ،، والعلماء الأجلاء الأفاضل يرون أن الثقة بالله يجب أن تكون سلاح المؤمن الأول ،، وكذلك قوة الإيمان بمقدرات الخالق الخلاق ،، كانت أفضال الله الخالق قريبة من المؤمنين ولكن هؤلاء أرادوا أن ينسبوا تلك الأفضال للمخلوق الدكتور ( عبد الله حمدوك !!! ) ،، ولم ينسبوها للخالق الرازق ،، وعليه فإن الشعب السوداني قد أخطأ في بذل الحمد والشكر لأهله !!! وتلك العثرة والذلة يدفع الشعب أثمانها في هذه الأيام الكئيبة القاتلة ,, وقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة