الترس وليد التوم:خليل محمد سليمان

الترس وليد التوم:خليل محمد سليمان


12-07-2021, 01:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1638878728&rn=0


Post: #1
Title: الترس وليد التوم:خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 12-07-2021, 01:05 PM

12:05 PM December, 07 2021

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




الثائر سعادتو وليد التوم إبن ام درمان من ضباط الدفعة ٣٧، معروف وسط ثوار ام در مان بالترس وليد التوم، من الضباط الذين غادروا القوات المسلحة مبكراً مثله مثل آلاف الضباط الذين ابعدتهم آلة التمكين اللعينة، التي إمتهنت القوات المسلحة، فتم تدجينها لصالح المشروع "الحماري" اقصد الحضاري الذي اسقطت ثورة ديسمبر المجيدة رأس نظامه المتعفن فقط، و لا تزال الشوارع منتصبة لإكمال اهدافها لوأد هذه التجربة القميئة التي مزقت البلاد، و جعلت من اهلها فرقاً وشيعة.

علمت قبل مغادرتي بيوم حيث ربكة حجوزات الطيران، و إلغاء الرحلات بعد ٢٥ إكتوبر بمرض الاخ الصديق الثائر سيادتو وليد، في بادئ الامر إفتكرت انها ازمة عابرة، فقمت بزيارته في السلاح الطبي فوجدت شخصاً آخراً، و كأني لم اره من قبل.

نعم إنه وليد التوم الآخر الذي أتي من عالم آخر نجهله اراد ان ينتزعه من بيننا ، و نحن نمارس عادتنا السرية في معرفة الرجال بعد الرحيل، و التباكي الذي لا يجدي نفعاً.

وليد التوم معطون بحب هذه الارض و يعشقها حد الجنون، فصمم ان لا يرحل، او يغادر حتي يرى ثمار ثورة التغيير ان حرية سلام، و عدالة.

وليد التوم من الضباط الذين حملوا ارواحهم بين اكفهم، و حملوا السلاح ، وما ادراك ما التجمع الوطني الديمقراطي الذي افشلته ذات القوى السياسية التي تآمرت علي ديسمبر المجيدة، و باعت القضية في سوق نخاسة الإرتزاق، و الخيانة ما بين جيبوتي، و القاهرة، و العواصم الاوربية.

ظل وليد التوم و المئات من الضباط، و الصف، و الجنود الثوار علي رصيف الثورة ينتظرون الشارع المعلم الذي لم، و لن يخون ابداً، فكان الوعد ديسمبر المجيد.

لأن الاحزاب السودانية مجتمعة قائمة علي الايديولوجيا يساراً، او يميناً فلا تؤمن بالآخر، عندهم السلطة لأجل التمكين، و فرض الايديولوجيا، و الافكار، بعيداً عن خدمة المجتمع لينهض بالبرامج، و الخدمات.

في الحقيقة يتسابقون لجعل القوات المسلحة حديقة خلفية لنسج المؤامرات، و الإنقلابات، فإن لم يجدوا ضالتهم فالعسكر في سلة واحدة، و بئس القوم.

هناك حقيقة غابت عمداً عن الشعب السوداني متمثلة في الدور الكبير الذي قامت به مجموعات الضباط، و ضباط الصف، و الجنود المفصولين تعسفياً في ثورة ديسمبر، و دخول الثوار الي ميدان القيادة، و الدور الكبير في تنظيم، و تأمين الإعتصام، و تنوير الثوار، فكان الترس وليد احد هذه المنارات.

للأسف باعت القوى السياسية الإعتصام بمن فيه، عندما تقدم صفوف الثورة العواطلية، و الإنتهازيين، و هرولوا لإرضاء عسكر لجنة المخلوع الامنية، فكانت الشراكة العبثية التي افضت الي هذا المشهد الذي فضحهم.

تم تجاوز الثوار من الضباط، و ضباط الصف، و الجنود الوطنيين امثال وليد التوم، و الآلاف امثاله، لا لشيئ سوى انهم لا يؤمنون بغير تراب هذا الوطن، و حب شعبه العظيم.

قسماً بالله لم اسمع بأن لحمدوك مستشاراً امنياً برغم قربي من المؤسسة العسكرية، و القضايا الامنية إلا عند تداول فضيحة التحرش بالفتاة المعروفة بطفلة القصر، إن كانت حقيقة او غير ذلك، لأن الحقيقة غائبة حتي في ظل دولة الثورة المدعاة، و لا يعلم احد هل إستقال الرجل ام تمت إقالته، اعتقد حتي حمدوك نفسه كان لا يعلم ان في مكتبه مستشاراً امنياً.

إنها الشللية في اقبح اوجهها، و الإنتماء الذي يحدد الثقة فكان التمكين اللعين الخبيث الذي إمتهن دماء الشهداء، و الثورة المجيدة.

ايها العابثون لا يمكن ان تهنأ هذه البلاد بتقدم ما لم يتم إصلاح المؤسسة العسكرية، ودمج، وتسريح المليشيات المسلحة بكل اشكالها في جيش وطني موحد بعقيدة محترمة.

عندما نظرت في عيني بطلنا وليد التوم وهو في فراش المرض إنتابتني موجة من المشاعر المتضاربة، فخفت ان يذهب ، ولم يجد حظه في السطور إلا نعياً، او تأبيناً حين فعلنا مع الشهيد الحي ابو العوض فكانت قاماتنا اقصر من ان نحمل نعشه كثوار الي مثواه الاخير.

سنفرد مساحة ليتعرف الشعب السوداني علي نضالات الضباط، و ضباط الصف، و الجنود الوطنيين في مناهضة الديكتاتوريات، و الشموليات بعيداً عن لغة الإنقلابات، او المؤامرات، ايماناً منهم بالدولة المدنية، و التغيير الذي يستحقه الشعب السوداني.

اخيراً الاحزاب التي تريد ان تأتي بالديمقراطية في السودان من بينها حزب إسمه يخلد ضابطاً إنقلابي ديكتاتور في دولة جارة، حكم بالحديد و النار كانت تذوب جثث البشر بالمواد الكيميائية في عهده، فهذا الحزب احد الذين تلصصوا علي ثورتنا المباركة، و كان له قدحاً و ابواق، علماً ان كل عضويته لا تتعدى اصابع اليد الواحدة.

علي ذلك قس عزيزي القارئ الي اي درك اسيف قد تسابقنا، و هتفنا ليتقدم صفوفنا هولاء.

"إنقلاب علي إنقلاب، يقلب ميتينكم كلكم"

دمت الترس الثائر وليد التوم بالف صحة، و عافية.

عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/06/2021



عناوين المواضيع المنبر العامبسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/06/202

12/06/2021

عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/06/2021