تشرفنا أمس بلقاء مفيد للغاية مع السيد جمال الدين ايدن سفير دولة تركيا في مقر السفارة بالخرطوم.. بعيداً عن محاولة الانقلاب العسكري الفاشل وتداعياته.. أدهشني للغاية حكاية الـ(30) ألف فدان.. حسب السفير التركي فإن الحكومتين السودانية والتركية وقعتا اتفاقاً في أبريل من العام 2014 بموجبه تتكفل الحكومة التركية.. من حر مال الشعب التركي.. بتشييد مشروع زراعي رائد Pilot project في السودان.. بأحدث التكنلوجيا العالمية ليكون نواة وبذرة لجذب المستثمرين الأتراك لضخ أكثر من ملياري دولار في مشروعات زراعية بالسودان.. لكن الزمن يمضي.. والأيام والشهور والسنين.. والمشروع لا يزال مجرد حبر على ورق.. سألت السفير (هل تظن أننا بطيئون أكثر مما يجب؟) رد على بسرعة (أنا لا أظن.. أنا أرى بعيني!!) شاهد عيان -بدرجة سفير- على سلحفائية استجابتنا للفرص التي قد لا تتكرر.. تصوروا..!! قلت للسفير.. (ماهو المطلوب من الجانب السوداني) قال لي (فقط الأرض..)!! تصوروا.. وهل عندنا أكثر من الأرض البور التي لم يمسسها إنس قبلهم ولا جان.. الأرض التي وصفها سفير دولة عربية "سابق" حينما قال لي (إن الله سيشكركم يوم القيامة لأنكم ستردون الأرض كما أعطاكم لها..).. قبل هذا رويت لكم ما قاله لي سفير دولة آسيوية ناهضة.. أن مئات الفرص لتأهيل سودانيين للماجستير والدكتوراة مجاناً في أفضل الجامعات قدمتها بلادهم لشعبنا (المكتول كمد).. لا تكلف الطالب السوداني أكثر من تأشيرة الخروج في مطار الخرطوم.. كلها ارتدت يابسة لم يستفد منها أحد.. في بلد يجيد إضاعة الأهداف في (خط ستة).. يجب أن نطرح السؤال المر المؤلم.. لماذا نرفض استثمار هذه الفرص النادرة السهلة؟.. دولة مثل تركيا قفزت لتصبح واحدة من أكثر الدول تقدماً في كل المجالات وعلى رأسها الزراعة.. ونستورد منها حالياً تقاوي القمح التي طورت خصيصاً لتلائم تربتنا.. تركيا بكل هذا الزهو والفخر الزراعي والصناعي توفر لنا مجاناً فرصة نقل التكنلوجيا والمعرفة.. بهذا المشروع الزراعي الكبير الحديث.. تضع اللقمة السهلة في فمنا فنفشل في ابتلاعها.. أي وطن نحن؟!! هذا محبط للغاية.. الأمر لم يعد انتظار حوار وطني.. أو مفاوضات في أديس أبابا أو كل هذه التراشقات السياسية.. بدلاً من البحث عن السلام الأجدى البحث عن ذاتنا.. من نحن؟ ومن أي كوكب هبطنا إلى هذه الأرض؟ ما الذي نريده من العالم؟ وطن تجري من تحته الأنهار وفيه من كل نعم الله الباطنة والظاهرة.. وأنعم الله عليه بشعب مستنير عرف التعليم في وقت كانت فيه أفريقيا والعالم العربي في دياجير الظلام فبعثنا لهم معلمينا.. بالله مجرد سؤال صغير. أرجو أن لا يأخذ وقتاً طويلاً ليجد إجابة من البروفيسور وزير الزراعة.. لماذا هذا؟. altayar
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة