لا شك في أن الأوضاع في السودان ترجع إلي الواقع المعقد الذي نشأ في عقول كافة السودانيين ، حيث ازدادت الصراعات والانقسامات بين السودانيين سواء كانوا معارضين أو غير معارضين وما يزيد الأمر سوءاً وخطراً تمسك الشعب السوداني بالقبيلة وجعلها أولي من الوطن وهذا يقود السودان إلي حرب أهلية . وجدير بالذكر، أن فكرة القبلية لها ما يعززها في ظل عدم وجود دولة ، حيث أصبحت الأوضاع الأمنية هشة والاقتصاد منهار ، الأمر الذي جعل كل الفاسدين والقتلة الاحتماء بقبائلهم ، الحديث اليوم عن القبلية يطرح إشكالات وتحديات ستؤثر بالطبع علي شكل المستقبل السياسي للدولة السودانية ، هذه التحولات لا تقف فقط عند القبلية وحدها بل خلافات الساسة هي التي زادة الطين بلة ، حيث تميل الأطراف السياسية إلي الجانب القبلي بعد فشلها في الوصول إلى السلطة . لا شك أنه لا يمكن تجاهل القوي القبلية في التاريخ الطويل للدولة السودانية ، ذلك لا يعني أن يكون للقبيلة دورة في إدارة الدولة ، لكن في نظري سوف تظل القبلية عاملا حاسما في في ظل هذه الأوضاع بل ومرشحة للعب دور فعال ومؤثر علي سياقات الصراع السياسي ومستقبل البلاد ككيان موحد وله آثار خطيرة علي المستقبل السياسي للبلاد. ولعل من أهم التحديات التي تواجه وحدة الدولة السودانية إغفال حقيقة عدم توفر الظروف السياسية التي تؤسس لدولة سودانية مدنية ديمقراطية لها دور فاعل للتنظيمات والمؤسسات يقلل من الدور السياسي للقبيلة . ولا شك أن انهيار مؤسسات الدولة السودانية والاختلاف بين السودانيين يجعل عملية بناء دولة مدنية أكثر صعوبة لأن الدولة بها مجموعة جيوش ونحن أصبحنا في حيرة من أمرنا. تعتبر القبيلة مشكلة كبيرة تؤثر بشكل سلبي على عملية التغيير ، وقد انتشرت بشكل مخيف مما جعلني من المتشائمين بأن هذا الوضع لا ينصلح وأن عملية التغيير سوف تكون أماني وأحلام ، أن هذه القبلية أكثر ما تحزنني وتجعل قلمي يتحرك نحن في مرحلة زمنية يجب أن نتكاتف من أجل السودان ونوحد القلم ونكتب بإحساس صادق لنعالج هذا المرض المسمى القبلية ، أي أنسان غيور علي هذا الوطن يجب عليه أن يطرح حلولا لتوعية الشعب ولا يضغط على الجروح فقط من أجل أن يدميها ، صاحب الضمير الحي هو المبدع والقادر على طرح القضايا ومعالجتها وبين المنتقد والمؤجج شعرة قد تفوت وتخذل هذا أو ذاك من الكتاب. دائماً أقرأ لكل كتاب بلادي بشقيهم المعارض والمطبل ولكنهم لا يشعرون بخطورة القبلية لأنهم لا يتطرقون إليها في كتاباتهم بصورة مفصله وتقديم الحلول وهناك كتاب لا أشتم من مقالاتهم إلا راحة العنصرية في سباق على التحكم والتجني الدائم على مجموعة من المنتسبين إلى منطقة من مناطق بلادي ، كنت أطمح على أقل تقدير من المثقفين في بلادي.. حيث يجب أن نكون موضوعيين في طرحنا وفي عرض أفكارنا، وإذا كان هناك خطأ يرتكبه أفراد فيجب ألا نحمل الجميع الخطأ فنطلق الأحكام على الكل اضافة إلى عدم الموضوعية في الطرح.. ففي كل بقاء السودان وعلى مدى السنوات الماضية والحالية يعاني أبناء وطني من القبلية فيرى كل واحد أنه هو الأفضل والأحسن والأبقى، وكأن قبيلته هي(شعب الله المختار)، وهذه هي مشكلتنا الأزلية حتى فيما بيننا ممن ينتسبون إلى هذا الوطن. علي مستوى المدن أو المناطق أو حتى القبائل والعوائل لا يوجد من هو أفضل من الآخر إلا بإنجازه وإبداعه وتميزه وخدمته أرض هذا الوطن. وهناك مقولة: (كل عزيز بقومه) لكن للأسف يفهمها أبناء وطني بطريقة خاطئة بأنها (أنا مع جماعتي ولي الحق أن أقصي الآخر) ولا أراه أو حتى أعترف به وحين يفكر بهذه الطريقة ابن الثقافة وابن القلم الحر وابن الفكر النير كما كنا نظن فهذه مصيبة وهي الطامة الكبرى . فلا بأس لو فكر هذا التفكير ابن الشارع البسيط المتوسط الجاهل الذي قد لا يفك الخط فلا يعرف كيف يكتب اسمه لذا فهو لم ينل فرصته من تغيير أفكاره وتوجهاته. ويا قلب لا تحزن ، ومهما بلغنا من العلم ومهما بلغنا من الثقافة ومهما خرجنا وسافرنا وتعلمنا وانفتحنا على العالم يظل ذلك الحاجز والجدار والسد بين أبناء الوطن الذي يجب أن يكون موحدا ضد كل صنوف القبلية وكل أفكارها البغيضة أفتخر بقومك ولكن لا تهمش الآخر.. انتقد عيوب الآخرين لكن لا تنسى عيوبك المشابهة.. وأفضل من الفخر والانتقاد حاول أن توجد مساحة من تقبل الآخرين وتعايشهم مع بعضهم البعض على هذه الأرض ، ان الكارهين يفرحون ويهللون.. لكن هل ما يكتب كلاماً صائباً ويجسد الحقيقة والواقع؟!!ام هو مرض القبلية الذي ينخر في جسدك يا وطني في كل المناطق وفي كل القبائل وفي كل الطبقات ولم يسلم منه أحد، كل يعيب ويهمش ويرفض الآخر؟ فظاهر الكلام مهاجم وحاقد وكاره وباطنه مؤلم وموجع ومرفوض.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 06 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة