حينما كنا نواجه هيمنة القحاطة، كان الكيزان يختبؤون في جحورهم، حتى إسحق أحمد فضل الله كان يكتب كلاماً مائعاً لا تفهم هل هو مع قحط أم ضدها. وبسقوط قحط، انفكت عقدة لسان الكيزان، وعادوا للخطابات التهريجية والهرجلة السلوكية، وكأنما تلك التجربة القاسية لم تعلمهم شيئاً، ومن لا تعلمه الدنيا فيظل أعمى، ويحشر يوم القيامة أعمى. وهذا ما سنراه من صرخاتهم بعد حكم القضاء بعودة نقابة المحامين لهم، حتى أحرجوا قضاءهم، الذي رد صواع الملك إلى رحلهم.. وهو كيد قد تكيده الأقدار عليهم، إن لم يؤوبوا إلى جادة الحكمة، ويعيدوا حساباتهم وتقييم سلوكياتهم الرعناء هذه، التي ستجعل عمل القضاء أكثر صعوبة يوماً بعد يوم. إن على الحركة الإسلامية أن تحاول العودة إلى حظيرة الشعب قبل العودة إلى القصر، لأنهم بدون الشعب سيظلون كلمة شاذة في الجملة. وهذا لا يدعمهم كثيراً في السنوات العجاف القادمة، حيث تفرَز الكيمان فرزاً دقيقاً. عليهم أولاً -وهذه نصيحة مخلصة- أن يعيدوا تقييم خطابهم الفردي قبل المؤسسي، والمؤسسي قبل الفردي، وأن يبشروا لا أن ينفروا باستمرار شعاراتهم القديمة التي أوردتهم واوردت البلد الهلاك والدمار والفوضى. ليس مطلوباً منهم العودة إلى صمت جحورهم إبان الثورة، ولكن أن ينطقوا حقاً وعدلاً، لا تشفياً وغيظاً، وأن يحاولوا الاعتذار للشعب، والانخراط في العمل السياسي ولكن بإخلاص للوطن لا للمال والشركات. كل كوادر الكيزان ثبت أنها كوادر من ورق، كانت تتمتع بتضخيم إعلامي إبان السلطة، فيراهم الشعب نموراً وهم فئران جزعة هلعة، عندما انعطف بهم الطريق إلى الهاوية، تشبثوا بخوفهم، وتقافزوا من السفينة تقافز الحشرات من النار. وعانى كبراءهم من السجون، وأغلب شبابهم تنكر لهم وحذف ماضيه من مضابط اجتماعاتهم وانخرط في لجان المقاومة هاتفاً كل كوز ندوسو دوس. لذلك نعود ونقول بأن انخراط الحركة الإسلامية في العمل السياسي حق مكفول دستوراً ووفقاً للمواثيق والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ولكن هذا لا يعني أن الحقوق مطلقة، فحتى حرية المشي في الشارع ليست مطلقة. وكما قال أحد أمنجيتهم لنا زمان حينما ذهبنا لاخذ تصريح بالتظاهر: القانون حمار وضنبو طويل. فليكن ما حدث Restart لتنظيمهم بعد تقييم حقيقي لتجربتهم المفزعة في الحكم طيلة ثلاثين عاماً مضت.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 04 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة