بين قوي الحرية والتغيير الوفاق الوطني (اردول ومجموعته) وقوي الحرية والتغيير مجموعة القحاتة يواجه السودان عقدة سياسية نتج عنها شلل تام في الدولة السودانية ، تعددت المبادرات بدون حلّ في الأفق. لماذا لم يتفق المدنيين حتى الآن؟ تعطّلت كل الحلول بسبب استمرار الخلافات السياسية. منشأ هذه الخلافات يعود إلى القحاتة الذين شاركوا الانقلابين في بداية الفترة الانتقالية ، حيث قام القحاتة بأقصاء كل من يخالفهم الرأي ، ومجموعة الوفاق الوطني التي تحالفت مع العسكر ضد القحاتة ، كل طرف من هذه الأطراف يتهم الآخر بدعم الانقلابين ، لكن كلهم واحد لا فرق بين القحاتة ومجموعة سلام جوبا هدفهم الوحيد هو السلطة . ما أفق حلّ هذه الخلافات؟ أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هؤلاء لا يمكن أن يتفقوا أبدا ، ولا حتى هناك رغبة في التوافق علي حل الأزمة السودانية ، فإلى متى نظل هكذا؟ وهل يمكن أن يتغير وضعنا في ظل اختلاف الساسة علي تقسيم الكعكة ؟ في الحقيقة لا أحد بإمكانه أن يتخيل صورة السودان في المستقبل، كل المحللين لا يمكنهم اليوم تخيل ما يمكن أن يحدث للسودان حتى في المستقبل القريب حين يبكي الحرف على الوطن يكون الجرح أعمق والاسى أشد، وهل بعد حب الاوطان من حب؟ السودان في ظل تشاكس السياسيون أصبح يعاني أزمة اقتصادية وفوضى سياسية وعنصرية قبلية . السودان اليوم يعيش في أيامه الأخيرة من السقوط المنتظر، كل التحديات التي واجهتها الدولة السودانية مؤخراً مست عصب الشعب، اتسمت ردود أفعالها بفصل الجنوب أولا وبقيت المناطق الملتهبة في الطريق شئنا أم أبينا. إن أبناء الدولة السودانية يتعاملون مع هذه التحديات بغير مؤسسية ولا خطط وكذلك بلا منهجية على الاطلاق، فالكل منهم ينظر إلى مصلحته الشخصية، الامر الذي ذهب بالسودان إلى الهاوية، وهذه حقيقة لا تخفى على أحد . إن تحليلي لهذا الوضع الكارثي الذى تعيشه البلاد اليوم يكتوى له قلبي بنار الحسرة وأجد نفسي عبر دوامة طويلة يدفع ثمنها الشعب وقد يعيش المنافقون في دول الحضارة بكل أمان وسرور .في سلسلة مقالاتي عن وطني المشلول جف قلمي وبح صوتي ولا حياة لمن تنادي ، لمن سأكتب ؟ وماذا أكتب؟ لا أدري؟ هل أكتب عن وطني الحزين أم عن مأساة المواطن السوداني أم عن نفاق الساسة؟ تعج الساحة السودانية اليوم بمشاكل من المستحيل حلها، أحاول كتابتها وعندما أمسك قلمي بيدي تذوب معه حروفي وتتلاشه كلماتي من بين سطور الورق تتحول إلى سراب، كيف لي أن أكتب وبماذا أبدأ ! ضاع وطني ما بين الشعارات والانقسامات فلا حريه ولا امل لوطني بين تلك المتاهات فالسارق صار مناضل والمناضل تلاحقه الاتهامات ضاع وطني ما بين الوطنية والاتهامات حقيقة هذا الوضع الماثل أمامنا لا تخطئه عين، بل يلاحظه ويراه المراقب، ولا تستقيم معه أية مكابرة أو عنادٍ أو إنكار.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 06 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة