بعد سنوات من المقاومة بدأت مرحلة انهيار سوق العقارات، بركود هائل، ويمثل سوق العقارات النموذج للواقع الاقتصادي في الدولة. عروض كثيرة للبيع، وامتناع كبير عن الشراء. الفيلل التي كانت تباع قبل سنوات بمليون ومليون ونصف دولار، أصبحت الآن تعرض بأقل من ذلك دون أن تجد مشترٍ. وتقريباً هناك حالة ركود شاملة في السوق.. ويعم الكساد كل المحلات التجارية، غير أن التجار صابرون حتى الآن في انتظار الفرج. في ظل صمود الدولار ومراوحته ل ٥٦٥ و ٥٧٠ جنيه، يعاني الجميع من الركود، وقمع غير مفهوم للأسعار، مما يشي بأن هناك انفجار قادم في الطريق. قبل بضعة أسابيع أعلن بنك السودان المركزي للتجارة الخارجية ، أن قيمة صادراته في الربع الأول من العام الجاري بلغت حوالي 1.39 مليار دولار فيما بلغت الواردات 2.62 مليار دولار. بهذا المعدل فإن الصادرات قد تقل عن ٥.٦٥ مليار آخر العام مع زيادة الاضطرابات، واستقرار طويل في الاستيراد ليقل عن ١٠.٤٨ مع استمرار الركود.. وبالتالي لا بد أن تحدث تغيُّرات حاسمة وسريعة لتحريك السوق. مع هذا الوضع المؤلم، يطبع البنك المركزي عملة الألف جنيه محاولاً إيجاد حل سحري لا يمكن الحصول عليه بوضع الطاقية في عشرات الرؤوس، والحكومة تتحول إلى "جوكي" كبير. ولكن من سيدخل الحكومة السجن؟ لقد قال حمدوك بأنه سيجعل المواطن في أمدرمان يفكر ألف مرة قبل أن يذهب لشرب كوب شاي مع صديقه في الخرطوم. في الواقع لقد أصبح المواطن يفكر ألف مرة قبل أن يذهب للمستشفى للعلاج وليس مجرد شرب كوب الشاي. الوضع الجنائي بدوره انعكاس للوضع الاقتصادي. وبالتالي أتوقع ارتفاع معدلات الجريمة، أو إذا تم كبح الجريمة فسترتفع حالات الانتحار. فالجريمة أحياناً تكون متنفساً غير مشروع للشعور بالإحباط. بعد ذلك؛ وإذا استمر الوضع في هذا الانحطاط، فإن ثورة الجياع لا مناص من حدوثها، مع الوضع في الاعتبار، أنه حتى لو تمكنت الحكومة من ضخ مليار أو ملياري دولار فإن ذلك لن ينعكس مباشرة على واقع المواطن المؤلم، هذا لو وضعنا في الاعتبار، أن كل الملايين التي تدخل إلى جيب الحكومة تخرج إلى جيوب الفاسدين.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 18 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة