أرباب أحمد تناولت تحليلات المدوِّنين والكُتَّاب محنة دار مساليت المزمنة. لا يغيب عنا الدور السالب للجبهة الاسلاموية العروبية الحاضرة الآن بسطوتها في القرارات، وتحريك مفاصل الحكم من وراء ستار في إنقلاب البرهان. وتَمَاهتْ عن قصد أو بلا قصد الجامعة العربية ومنظمة الدعوة الإسلامية الحاضرة الغائبة ومعظم الدول الخليجية، وتراصَتْ مع أهداف الجبهة، والتي تهدف إلى كسر شوكة الأحزاب التقليدية السودانية التي تستمد قوتها من إدارات القبائل والعمل على تهجين إداراتها ولبعض من استنكف طوق الهتاف ( هي لله ... لا للسلطة ولا للجاه). أضحوكات واكذوبات ملأت الفضاء السوداني، كما سَعَتْ الجبهة الاسلاموية لاستغلال النخب النيلية، بألوانها السياسية المتعددة باستئثار حكم السودان .. حتى قيام المسيح عليه السلام. (كما زعمت) وظاهرهم المؤلفةُ قلوبهم من أبناء الهامش. أَلْفَى التجمع العربي في السودان ( مع آفاق أفريقية) مُركباً طيِّعاً لتنفيذ برامجها رديفاً، لتوطين رُحَل السودان ومن افريقياً في الأراضي الواعدة بالخير في باطنها وظاهرها وتقوية رصيدها السياسي، بتكلفة قسرية باهظة خصماً على أرصدة السكان الأصليين بتطبيق سياسة الأرض المحروقة، في غفلة من المجتمع الدولي، المسَّتَسْهَل تضليله بمعسولية الكلام في الديمقراطية والحكم الراشد وحرية الأديان ودق الطبول لإنجازات الغرب الباهرة – وإرضاء غروره. خلا مسرح الواقع السوداني، إلا مِمّن أطلوا برؤوسهم على الساحة السياسية المُفْرَغة من قيم الدين والأخلاق. وقفزوا على كراسي الحكم و(كَاَوشُوا) على المال إكتنازاً وغسلِه بفَهْلوة. ومن هُم من غير الهوية السودانية، آمالهم معقودة للقفز على دهاليز حكم بلدانهم الأصلية. تلاقت أهداف التجمع العربي والنخب النيلية والمؤلفة قلوبهم، للتغاضي عن جرائمهم في إقليم دارفور – جرائم يندى لها جبين وضمير العالم. لخدمات هؤلاء ثمنُُ مقبوض وترشيحات لشغل وظائف، بضرب مناوئي انقلاب 25 اكتوبر 2021م بيد من حديد. وكل شئ يهون في سبيل تسَنُّم حكم السودان، وحكم دارفور وما وراءها في الأفق الغربي. هل المجازر البشرية البشعة – والمتكررة بوتيرة متلاحقة. في الأشهر الأخيرة، على مدن وقرى غرب دارفور وعلى أحياء مدينة الجنينة ومعسكرات النازحين ببرنامج مُعْلَن باليوم والساعة. ينفذ حسب الجدول المعلن للجميع بدون استثناء. هجومات مدمِّرة على أحياء كرندنق (مرتان) وأحياء الجبل (ثلاث مرات) ومعسكر أبو ذر للنازحين وكلها داخل مدينة الجنينة التي بها قيادة الفرقة 15 مشاه ومدير شرطة الولاية ومدير المخابرات العامة والخ .... يشاهدون في إعجاب إنجازات قوات الدعم السريع والجنجويد والعمل على توفير غطاء الإبادة ليعيشوا أياماً خراباً وروائح الدماء وجثث الضحايا تملأ الأفق كدخان الحرائق المهولة. وانتقلت – بل تقاربت مع هجمات التهجير القسري والاستيطان. في الهجوم على جبل مون – مرات عديدة ومسترى ( ثلاث مرات) استمرت هجمتان على مسترى. مرة أكثر من ست ساعات وأخرى لنهار يوم كامل. كان مصير الضحايا في كف عفريت وكف عفريت في هذه المرة أكثر رأفة. وهجوم على (أديكونق) الحدودية (مرتان) ثم كانت الحملة الدفتردارية على كرينك (بعد هجومين سابقين متتالين) . كانت حملة تأديبية كما طالب بها البعض من قبل في أديكونق). لنا أن نتخيل هجوم 250 عربة رباعية الدفع من الدعم السريع ومائة عربة (بدون لوحات) من الجنجويد، أوردتها الوسائط ومئات الدراجات النارية والجمال والأحصنة، علينا أن نتخيل حجم الدمار لقرية واحدة مستهدفة كانت الخسائر البشرية والمادية والمحال التجارية باهظة جداً، ثم تدمير مركز الشرطة ومباني المحلية علاوة على مساكن القرية. ومتى ما علمنا أن المعلمين وموظفي الخدمات الصحية والخدمة المدنية ومن لاذوا بالمساجد، وجرحى المستشفى والعجزة المسنين والأطفال، طالهم رصاصات الغدر – بعض المعلمين تلقوا أكثر من عشر رصاصات في أفواههم، مثلُوا بهم أبشع تمثيل في شهر رمضان. وتَعَدَّت الاعتداءات بقتل الكلاب والحمير والقطط وكل شئ متحرك. لا نريد أن نكرر أعداد القتلى والجرحى والحرائق والنهب و ... لأن الوسائط وتقارير المنظمات أحصتها بمئات الآلاف وبملايين المنهوب من العربات والتكاتك والركشات والنقد و ... هل جبل مون وأديكونق وبيضة ومسترى وارارا وجبالها المعدنية وأصماغها الصناعية النادرة. تقع في محور صراع الموارد أم في الصراع عبر الحدود؟ زار وفد رفيع المستوى روسيا تَزَامن من اعلان الأخيرة غزوها لأوكرانيا – ووقوف الوفد الرسمي مع ........ اعلان موسكو، ماذا يعني؟ ورُصِدتْ زيارات علنية وسرية إلى دول الخليج – الامارات والسعودية واسرائيل وتركيا ومصر. هل هي لتعضيد المكون العسكري ومناصريه مع زمْرتهم من المؤتمر الوطني والادارات الأهلية والصوفية وحركات اتفاقية جوبا؟ أم هو مُقَدَّم عربون لتوسعات خارج الحدود؟ ولربما تأخر تسليم المتفق عليه لأطراف هي غير مجهولة، وراء ظهر المجتمع السوداني؟ لقد (شبعتْ) دار مساليت الذلّ والاهانة وصار أبناؤها أيتاماً يُتَعلَّم على رؤوسهم الحلاقة السياسية والاستيطانية والعنصرية الاثنية البغيضة؟ الشعب السوداني الأبيّ غير قادر على كسر الفك المفترس في حين لم يتأخر هؤلاء عن التضليل المخزي وبقوة اليد العليا وبتكميم أفواه الضحايا والحيلولة دون تطبيق القانون على الجناة. شعب المساليت يتآكل يومياً وبمساندة قوية من بعض ذوي القرابة له ولم يتبقَّ أمامه الا خيار واحد: هو تفعيل بنود اتفاقية قلاني الدولية بين انجلترا وفرنسا وسلطنة دار مساليت وإعمالها في أعجل ما تيسر من الوقت لوقف إبادة شعب المساليت المتسارعة. ولا تنطلي على المجتمع الدولي القرارات المعروضة لكسب الوقت للبرهان وحميدتي للإلهاء لانهما هما الخصم والحكم في هذه القضية وعلى المكشوف. لمدى أكثر من عشر سنوات ما زالت الاسطوانة المشروخة تهذي (أرسلنا قوات لحفظ الأمن وجاري اصلاح البين ورتق النسيج الاجتماعي) تصريحات مُمَوَّهة ممجوجة سمعناها في كل حالة إبادة. لا يتوقع المواطن والنازح واللاجئ إلا أقل من الصفر من المصداقية، وهو في ظل الحرمان والذل أكثر من عشر سنوات. ولا حَلّ إلا بمطالبة تقرير المصير حسب اتفاقية قلاني. والكرة الآن في مرمى المجتمع الدولي سيما انجلترا وفرنسا. أرباب أحمد
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/05/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة