أقولُ للمشغولين بما سيؤول إليه حال إعتصام الموز القائم للآن (مُنضبطاً) حول جدول ورديات الوجبات اليومية الثلاثة ، أن الفلول وأذنابهم من النفعيين وعبر ما أبدوه من تُصرَّفات صبيانية و(تحرُّشية) يستهدفون بها جرَّ الحكومة والشارع السوداني للعُنف والمواجهة ، والتي كانت بدايتها قبل أيام عبر محاولة إقتحام مجلس الوزراء أثناء إنعقاده يوم الخميس الماضي ، ثم تواصلت أول أمس بذلك الخطاب الذي تقيأهُ أحد (جرابيع) ونافخي كير الكراهية والعُنصرية ، مُهدِّداً فيه الشعب السوداني الباسل بالقتل والسحل والإنتقام بما يملك من قوى عسكرية حول الخرطوم ، وهو لا يعلم أن كل سلاح الأرض و جيوشها لا ترقى للصمود أمام عزيمة وإصرار وتضحية (كنداكة) واحدة من كنداكات ديسمبر المجيدة ناهيك عن شبابها البطل ، ثم كانت آخر ألاعيبهم الصبيانية قيامهم بمحاصرة وكالة سونا للأنباء أول أمس السبت ، في محاولة لمنع إنعقاد المؤتمر الصحفي لممثلي المجلس القيادي لقوى الحرية والتغيير ، في محاولة ساذجة وقميئة منهم لتكميم الأفواه والحول دون حرية الرأي والتعبير في عهدٍ إرتقت فيه أرواح الشهداء وسالت دماء الجرحي فقط لنستمتِّع نحنُ ويستمتعون معنا بما نحنُ عليه الآن من حرية وقُدرة على التعبير عن آرءنا ، مُجمل القول على ما يبدو أن هؤلاء القوم الضَّالون في ورطة ، فكل محاولاتهم التي دعت الحكومة والثوار للتورُّط في مُستنقع العُنف والتعَّدي على حريتهم في التعبير السلمي قد باءت بالفشل ، وتلك المحاولات من وجهة نظري هي مُجرَّد (تحرُّشات) مُصطنعة تستهدف دفع السُلطات الحكومية لفض الإعتصام وتمكينهم من العودة إلى قواعدهم بما يحفظ ماء وجوههِم ويُزيل عن جباههم وصمة الخيبة والخذي ، لكن وعلى ما يبدو من (التريُّث) والحكمة التي تتعامل بها الحكومة التنفيذية مع تُرَّهاتهم ، لا سبيل لهم غير الإستسلام والإنفضاض (ذاتياً) من هذا الإعتصام الذي هو في حقيقة الأمر (مفضوض) منذ يوم إعلانهُ بالنظر إلى كمية روَّاده وخباثة مطالبه ومستويات إلتزام مٌرتاديه بشعاراته ، فضلاً عن (المحتوى الهابط) شكلاً ومضموناً لفعالياته التي تُقدَّم في منبرهِ ، إذ يكفي أنهُ نُصب للمُجاهرة بمُحاربة إرادة الشعب السوداني وأمانيه وتطلُّعاته ، وأخيراً تهديدهُ بعتاد جيوشٍ إقتاتت لسنواتٍ طوال من مواجع ومآسي أهلنا الشُرفاء في دارفور.
لا أُخفيكم سِراً أني كنت ولزمانٍ ليس بالبعيد ، أعتقد أن الكيزان من أكثر السياسيين السودانيين قُدرةً على التحليل الجيِّد للأحداث والوقائع ، خصوصاً تلك المُتعلِّقة بقطاع تنمية ودعم وجودهم القاعدي في الشارع السوداني ، فقد كانوا من أمهر التنظيمات السياسية في فنيَّات الإستقطاب الآيدلوجي والتنظيمي خصوصاً في قطاع الطلاب ، وبقدرٍ لا يُمكن تجاهلهُ في الكثير من القطاعات المهنية والنقابية ، لكن يبدو أن (ذهول) الهزيمة ومتلازمة (السقوط المُر) التي أحدثتها ثورة ديسمبر المجيدة في عقولهم وضمائرهم المشكوك في يقظتها ، قد قضى على ذلك الدهاء وتلك القُدرات ، والدليل أن قياداتهم ومن يقفون خلف حراكهم البائس هذه الأيام ما زالوا يُراهنون على (مُقارعة) الشارع السوداني العريض وتعميدهِ خصماً مُباشراً بلا تورية ، وفوق كل ذلك ينشدون الإنتصار على إرادته الباسلة.
نصيحتي الصادقة إلى المُصرِّين على السير في دهاليز منهج الإسلام السياسي في السودان من كيزان الأمس الغابر ، أن يعلموا أن مشكلتهم لم تعُد مع حزب سياسي بعينهِ ولا حتى تلك الأحزاب التي ظلوا يصوِّرون للعامة عداءاً تاريخياً معها والحقيقة ليست كذلك ، وهي تضُم في قائمتهم تقريباً كل أحزاب اليسار ، فالمعركة الحقيقية التي تواجه الكيزان ليست مع الاحزاب المناوئة بقدر ما هي مع (مستوى) كراهية وبُغض الشعب السوداني لهم منهجاً وشخوصاً من حيث الشكل والمضمون ، لو كانوا يستمعون إلى النُصح لإستفادوا في مُقبل ما يستشرفون من حراك سياسي في المستقبل البعيد إن كان لهم مع هذا الشعب الأبي (نصيب) ، ولو كنتُ مكانهم لما وجدتُ وقتاً لكل ما يجتهدون فيه الآن من مؤمرات ، إذ أن دراسة وتحليل ومعالجة ما وقع بينهم وبين هذا الشعب من قطيعة وكراهية وبُغض ، سيحتاج إلى عشرات الأعوام من التخطيط وإعادة التأهيل المنهجي والتطبيقي والسيكلوجي المُفضي إلى إستئناف تواجدهم السياسي في جادة الشارع السوداني.
<فُضوني عليكُم الله.docx> <هيثم الفضل.jpg>
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/24/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة