ما من انقلاب يحدث في الخرطوم إلا وكانت المخابرات المصرية التي تمسك بملف السودان حاضرة ، وزيارات البرهان للسيسي ورد الأخير لها ما هي إلا محاولة مصر السيسي لتكرار نفس التجربة في السودان فما حدث في ميدان رابعة بمدينة نصر هو نفس السيناريو الذي حدث أمام القيادة العامة في الخرطوم والفارق أن فض اعتصام رابعة كان ضد أنصار مرسي وفض اعتصام الخرطوم كان ضد المواطنين الذين ثاروا لإسقاط حكم الطاغية البشير أما مسألة التفويض التي حاول البرهان تجربتها في السودان عدة مرات للإنقلاب على إرادة الشعب فقد فشلت فشلاً ذريعاً ولم يجد تفويضاً ولا تأييداً ولا رغبة من الشعب السوداني لعدة أسباب منها أن السودان وشعبه يختلف تماماً عن مصر ومواطنيها فلا السيسي ومخابراته استطاعت أن تعرف إتجاه البوصلة وتوقيتها وعقلية الشعب السوداني وأعتقد أن البرهان نفسه ليس له أدنى فكرة عن المزاج العام للمواطنين السودانيين ، وأن التخطيط والترتيب المصري له ولقاء نتنياهو في بداية فبراير العام الماضي بيوغندا سيساعده ليكون خليفة للبشير على غرار السيسي تخطيط فاشل وكل لقاءات البرهان أو اتصاله مع الإسرائيليين سراً أو جهراً لن تعطي البرهان شيكاً على بياض لحكم السودان بالإضافة طبعاً لعدم ثقة المواطن في العسكر وخاصة البرهان . ماذا تريد مصر من السودان؟ مصر منذ الأزل ترى في السودان المارد الذي يجب أن يظل نائماً لذلك تعمل بكل ما لديها من مكر وخبث ضد السودان حتى لا تتضرر مصالحها ولا يهمها شيء سوى الحفاظ على تلك المصالح حتى لو كانت على حساب كافة شعوب القارة الأفريقية ، يكفي أن يظل عدم الإستقرار السياسي هو السمة الرئيسة في المشهد السوداني فقط لتتوقف الاستثمارات أو تبطيء من حركتها وتتعطل أجهزة الدولة وتتراجع الخدمات ويتدهور الإقتصاد وتتوقف الصادرات فيصب كل ذلك في صالح مصر ومصلحتها ، وهاهي الآن تتحرك بعد تنفيذ الناظر ترك بإغلاق الشرق وضرب الإقتصاد السوداني في مقتل هاهي مصر ومن خلفها الميرغني وبقية الكيزان المتواجدين هناك من التحرك لفتح معبر حلفا المتوقف عن العمل عدة سنوات ليتم استخدامه كبديل عن بورتسودان فمصر هي المستفيد الأكبر من أي خلل حدث أو سيحدث في السودان سواءً بمباركة ومشاركة المسؤولين السودانيين أو بدونهم ، والرسالة التي ترسلها مصر للعالم هي أن السودان بلدٌ ممزق سياسياً وغير مستقر ولا يمكن الركون إليه وبالتالي تنفر الشركات الاستثمارية العالمية الكبري التي ابدت رغبتها في الاستثمارات المختلفة فيه كالزراعة والصناعة وتأهيل البنى التحتية والصناعات المتحولة ، فالقاهرة تدرك تماماً مدى خطورة إستقرار السودان وانتعاش صادراته على إبطاء أو إقصاء صادراتها من الأسواق الإقليمية والدولية تحديداً السوق الأوروبية الذي يعول على مستقبل الصناعات السودانية لما لديها من مدخلات إنتاج واراض ٍ شاسعة وخصبة هذا بالإضافةللصناعات التحويلية الأخرى من حيوانية ونباتية بعيداً منتجات الصرف الصحي ، وكذلك سد النهضة الذي تحدث عنه خبراء لما له من فائدة كبيرة في المستقبل القريب إذ أنه يجعل السودان يتمتع بدورتين زراعيتين عوضاً عن دورة واحدة ولا ننسى خشية الأنظمة المصرية أيضاً ونظام السيسي خاصة من انتقال عدوي المدنية والتحول الديمقراطي فكل هذه الأسباب تجعل القاهرة تدس أنفها في الشأن السوداني لزعزعة أمنه واستقراره بشتى الطرق والوسائل .
عبدالماجد موسى/ لندن ٢٠٢١/٩/٢٧
عناوين مقالات بسودانيز اون لاين الان اليوم الموافق 27/9/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة